أسطنبول ـ رويترز: لمس البنك المركزي التركي بعصاه السحرية اسواق المال الرئيسية صباح امس، فاعاد على الفور قدرا من الهدوء والاستقرار الى النظام المالي الذي عصفت به ازمة الاسبوع الماضي. لكن المحللين حذروا من ان البنك يواجه معركة صعبة لاعادة التوازن الى اقتصاد لا يزال يعاني من آثار الازمة المالية وانهيار خطة مكافحة التضخم التي يرعاها صندوق النقد الدولي.
وكان البنك المركزي الذي لا يعمل عادة بنشاط الا في اخر اليوم اول من اجرى صفقات في سوق صفقات اعادة شراء الاوراق المالية «الريبو» بسعر150 في المائة، وهو ما يقل كثيرا عن المستويات الفلكية التي بلغتها الفائدة الاسبوع الماضي متجاوزة 7000 في المائة. وبدا ان الخطوة اثمرت على الفور اذ بلغ متوسط الفائدة على صفقات الريبو 107 في المائة، بينما بلغت الفائدة على اموال ليلة واحدة في اسواق المال 100 في المائة مقارنة مع نحو 1300 في المائة و500 في المائة في نفس الاسواق يوم الجمعة.
كما رحبت اسواق الاسهم بالتحرك النشط للبنك المركزي وانتعشت الليرة التركية لتتقلص خسائرها امام الدولار منذ تعويمها الاسبوع الماضي الى 26 في المائة من 36 في المائة يوم الجمعة.
وكان تعويم الليرة ذروة الازمة التي اثارتها مخاوف من حدوث حالة عدم استقرار سياسي بعد مشادة بين الرئيس ورئيس الوزراء ادت الى هزة عنيفة في الاسواق وارغمت تركيا على التخلي عن سيطرتها على اسعار الصرف. واعلن البنك المركزي صباح أمس انه سيضطلع بدور نشط لتهدئة اسواق المال ولن يسمح بأي مشاكل في سداد صفقات السندات والريبو التي تتوسط فيها البورصة وتعهد بتلبية احتياجات البنوك من النقد الاجنبي بشكل سريع.
ورحبت بورصة اسطنبول على الفور بخطوة البنك المركزي وقفز المؤشر الرئيسي في البورصة المؤلف من 100 سهم اكثر من ثمانية في المائة بعد الفتح قبل ان يتراجع قليلا لينهي الجلسة الصباحية على 59.8958 نقطة مرتفعا 35.7 في المائة. وجرى تداول الليرة صباحا بسعر 925 الف ليرة للدولار بانخفاض 26 في المائة عن مستوياتها قبل التعويم.
الى ذلك قفزت الاسهم التركية اكثر من ثمانية في المائة عند الفتح أمس عقب اعلان البنك المركزي انه سيضطلع بدور نشط لتهدئة اسواق المال التي هزتها الازمة المالية في البلاد. وارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة المؤلف من 100 سهم 61.8 في المائة ليصل الى 61.9063 نقطة في الساعة 20:08 بتوقيت جرينتش مواصلا مكاسبه القوية التي بدأت في نهاية الاسبوع الماضي بعد تعويم العملة