منتدى سيدات الأعمال في البحرين أكد ضرورة دعم المشاركة الإيجابية للمرأة في قطاع الاستثمارات

«الشرق الأوسط» تستطلع آراء مشاركات في المنتدى حول دورهن التجاري في مشاريع التنمية

TT

اكد عدد من سيدات الاعمال الخليجيات والعربيات المشاركات في منتدى البحرين لسيدات الاعمال الاول الذي عقد في المنامة اخيرا تحت شعار «المرأة والاقتصاد ـ تجارة واستثمار ـ تحديات وحلول»، ان المرأة تحظى في القطاع التجاري بمساواة تامة مع الرجل وان ما يعترض طريقها للاستثمار هو عراقيل عامة تشترك في الكثير منها مع الرجل وتبدو العراقيل الاجتماعية وربما النفسية اكثر وضوحا من الرسمية. ومن خلال استطلاع آراء عدد من المشاركات في المنتدى من مختلف الدول الخليجية والعربية يتضح ان المرأة تحظى باهتمام ورعاية الجهات الرسمية وتكاد تنعدم القوانين التجارية التي تميز بينها وبين الرجل «رجل الاعمال». واجمعت الآراء على ان العوائق التي تواجهها سيدات الاعمال تكاد تنحصر في الاعراف والتقاليد التي ما زالت موجودة في بعض المجتمعات، بالاضافة الى عوائق عامة تواجه العاملين في القطاع التجاري من رجال اعمال او سيدات اعمال على السواء.

كذلك اتضح من خلال المنتدى ان سيدات الاعمال اسسن صيغة تجمعهن ترعى شؤونهن وتهتم بالقضايا الخاصة وتكون بمثابة قناة اتصال بين مجتمع سيدات الاعمال والمسؤولين لتوصيل المطالبات وتأطيرها بشكل يتناسب مع وضعهن كمجموعة اكثر منها افرادا في مجتمع اعمال عام، بالاضافة الى ذلك تأسس مجلس سيدات الاعمال في شكل اكثر شمولية.

مساواة في القوانين وعن الامارات اكدت رئيسة قسم مركز البحوث والتنفيذ باتحاد غرف التجارة والصناعة، فاطمة المري، ان القانون التجاري لا يميز بين الرجل والمرأة العاملين في القطاع التجاري على اي صعيد فجميع القطاعات مفتوحة لسيدات الاعمال للاستثمار فيها والامر متروك في النهاية للمرأة وحدها لتقرير القطاع الانسب لقدراتها.

ووافقتها في الرأي فائزة السيد، وهي اول امرأة في الامارات تترأس ادارة المشتريات في مجموعة فنادق تابعة لمجموعة شركات الفهيم. وقالت فائزة السيد وهي ايضا تمتلك عملا خاصا في تجارة الاثاث والديكور، ان المجال مفتوح للاستثمار امام المرأة الاماراتية ومتى ما كانت مشاريعها مجدية حتى مؤسسات التمويل لا تتردد في منحها القروض اللازمة للبدء في المشاريع او لتوسعتها.

ومن قطر قالت عائشة المعتز، وهي احدى سيدات الاعمال البارزات في مجال الورود والهدايا واخيرا الازياء الموحدة للمدارس والعمال، منذ ان دخلت مجال الاعمال التجارية لم اشعر قط بأي عراقيل رسمية، كانت العراقيل في السابق شخصية عندما كان ابنائي صغاراً وكنت قد فضلت الانتظار والبقاء في وظيفة حكومية حتى كبر ابنائي وقلت درجة اعتمادهم علي فانطلقت من دون اي عراقيل رسمية لمزاولة العمل التجاري.

فيما اكدت عائشة الفردان، التي تعمل حاليا رئيسة لقسم تمويل الشركات القطرية النسائية في بنك قطر التجاري انها وبصفتها مسؤولة تمويل ترى ان فرصة المرأة مساوية للرجل في الحصول على التمويل المناسب لاعمالها متى ما كانت دراسة الجدوى المقدمة من قبلها مقنعة. وتؤكد عائشة الفردان، التي تنتمي لعائلة معروفة في قطاع المجوهرات، وتعمل حاليا من خلال اعمال عائلتها وزوجها، انها ستتجه بلا شك في المستقبل لتأسيس عمل تجاري خاص بها مستفيدة من التسهيلات المتوفرة وفرص الاستثمار المتاحة.

حواجز نفسية كذلك اكدت احلام جناحي، امينة سر جمعية سيدات الاعمال البحرينية والمديرة التنفيذية للتسويق بشركة العز التجارية ان المرأة في البحرين لا تشعر بأي تمييز عن الرجل وان كان بعض الانشطة محظور في السابق على المرأة دخولها كالمقاولات وبعض المجالات التي عرفت دائما باقتصارها على الرجال فإن المجال حاليا اصبح مفتوحا تماما، والمبادرة يجب ان تأتي من المرأة نفسها لكي تعرف المسؤولين بقدرتها على منافسة الرجل في جميع المجالات، كذلك قالت احلام جناحي، ان هناك حاجزاً نفسياً تشعر من خلاله المرأة ان الرجل يفضل ان تخلو مساحة العمل التجاري له، لكن ما ان دخلت سيدات الاعمال وبكثافة في العمل التجاري حتى تلاشى هنا الحاجز الذي ربما لم يكن موجودا اصلا ونشعر حاليا كسيدات اعمال بدعم الرجل في مختلف المواقع.

والمعروف ان سيدات الاعمال في البحرين يمتلكن نحو 30% من اجمالي السجلات التجارية الصادرة من وزارة التجارة والعاملة في السوق المحلية.

ومن الكويت قالت نرجس الشطي وهي تنتمي للجنة سيدات الاعمال المنبثقة عن الاتحاد النسائي الكويتي، ان المرأة في الكويت العاملة في القطاع التجاري تتمتع حاليا بقوانين مساوية من خلالها للرجل في اتاحتها لفرص الاستثمار. وقالت الشطي: في الكويت ربما تملك المرأة نصف السجلات التجارية العاملة في السوق.

ومن السعودية قالت دنيا بكر يونس وهي سيدة اعمال، انه لا توجد اي عوائق قانونية او تشريعات تؤثر في انطلاق المرأة لمزاولة العمل التجاري، والمرأة بطبيعتها دقيقة ولذلك نادراً ما سمعنا عن عمل تجاري كبير ادارته امرأة وواجه الافلاس.

واكدت دنيا بكر يونس ان المرأة السعودية كمثيلاتها في الخليج كانت تمارس العمل التجاري حتى قبل صدور القوانين والتشريعات التجارية الحديثة فهي كانت تزاول مهنة الخياطة والتزيين منذ زمن طويل.

وفي الدول العربية ايضا اكدت ريم عبد الحليم خدام، كريمة نائب الرئيس السوري التي شاركت بورقة عمل في منتدى سيدات الاعمال ان المرأة في سورية تتمتع منذ زمن طويل بمساواة كاملة في القوانين التجارية وان المشكلات التي تواجهها هي نفسها التي تواجه الرجل وابرزها التمويل.

ومن تونس قالت راضية بالخير وهي سيدة اعمال تمتلك مصنعاً للحلويات، ان المرأة في تونس تخطت مرحلة مواجهة عوائق تمييزية بينها وبين الرجل في القطاع التجاري منذ زمن طويل كما هو الحال في المجالات الاخرى، واشارت الى بلوغ المرأة في تونس اعلى المناصب، اذ دخلت مجلس النواب واصبحت سفيرة ووزيرة وقالت ان كنا نتحدث عن مشكلات القطاع التجاري فهي بالتأكيد مشكلات تواجه الرجال والنساء.

ويتضح من خلال اوراق المنتدى ومن خلال الاحاديث الجانبية على هامش المنتدى ان المرأة لا تواجه عراقيل حقيقية بسبب جنسها وانما هناك اما عراقيل اجتماعية ونابعة من التقاليد وهذه سوف تتلاشى بلا شك مع مرور الزمن واما عراقيل عامة تواجه الرجل في القطاع التجاري كالمرأة تماما وهي عراقيل التمويل بشكل اساسي. ويبقى امام سيدة الاعمال الخليجية والعربية العمل والسعي لاثبات نفسها كفرد في المجتمع التجاري وليس كامرأة، ويبدو ان المشاركات في المؤتمر والقائمات على اعداد توصياته النهائية لمسن هذه الحقيقة فتركزت التوصيات التي خرج بها المنتدى على ضرورة رفع مستوى سيدات الاعمال مهنيا وركزت على اهمية التدريب والتوعية باعداد دراسات الجدوى ودراسة الفرص الاستثمارية وانشاء صندوق عربي لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالاضافة الى دعم المشاركة الايجابية للمرأة في المجالات كافة.