شركات سعودية تستثمر أكثر من 400 مليون دولار في اليمن

استمرار الآثار الإيجابية لمعاهدة الحدود البرية والبحرية بين البلدين على الاقتصاد اليمني

TT

تستمر الآثار الايجابية الناتجة عن توقيع معاهدة الحدود البرية والبحرية بين السعودية واليمن في 12 يونيو (حزيران) الماضي خاصة في ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاستثمارية، حيث تستعد حاليا مجموعة مستشفيات السعودي الالماني لاستثمار اكثر من 100 مليون دولار في انشاء مستشفيين في اليمن.

وتهدف المجموعة الطبية للاستفادة من النقص الحاد في الخدمات الطبية في اليمن، حيث تظهر دراسات الجدوى الاقتصادية التي تمت حول هذا الموضوع ان المرضى اليمنيين ينفقون اكثر من 300 مليون دولار سنوياً لمعالجة الامراض المستعصية التي تعجز المستشفيات المحلية عن التعامل معها.

ويشمل استثمار مجموعة المستشفيات السعودي الالماني اقامة مستشفيين، احدهما في صنعاء ويستوعب 400 سرير، والثاني في عدن بطاقة استيعابية تبلغ 200 سرير، وتتضمن الخدمات الطبية والاستشارية التي يقدمها المستشفيان معالجة جميع حالات الامراض المستعصية من العمليات القلبية، وعلاج الاورام الخبيثة، وامراض الاعصاب والمخ، والباطنية وغيرها من الامراض التي لا تستطيع المستشفيات اليمنية بامكانياتها المحدودة، معالجتها.

وتأتي هذه الاستثمارات من قبل المجموعة في الوقت الذي تسعى فيه للتوسع في خدماتها محلياً (في السعودية) ودولياً، حيث تستعد لافتتاح مستشفى جديد لها في حي الصحافة بالرياض تبلغ سعته 300 سرير وباستثمارات تتجاوز 350 مليون ريال (93 مليون دولار) تتضمن تجهيزات طبية حديثة بلغت تكلفتها حوالي 90 مليون ريال (24 مليون دولار)، على ان يتم تدشينه في شهر اغسطس (آب) المقبل.

وعلى ذات الصعيد الاستثماري السعودي اليمني يعمل رجل الاعمال عبد الرحمن فقيه على اقامة 10 مراكز لمطاعم الطازج في صنعاء بتمويل قدره 100 مليون ريال (6.26 مليون دولار) ستوفر اكثر من الف فرصة عمل لليمنيين، وتم كذلك الاتفاق على اعطاء امتياز من قبل مطاعم الطازج للمجموعة الدولية للاستثمار «شركة يمنية».

كما تتباحث شركة الرؤيا للتجارة والمقاولات «السعودية» مع الحكومة اليمنية حول الاستثمار في استكمال مبنى تلفزيون عدن بتكلفة 750 مليون ريال سعودي (200 مليون دولار)، اضافة الى التباحث حول استثمارها ايضاً في اقامة مدينة للبنك الوطني للتجارة والاستثمار في اليمن بأكثر من 150 مليون ريال سعودي (40 مليون دولار)، اضافة الى استثمارات متنوعة للشركة ذاتها باكثر من 35 مليون دولار.

وتشهد العلاقات السعودية ـ اليمنية منعطفاً كبيراً في كافة الجوانب السياسية والامنية واثرت بشكل بالغ على تطور العلاقات الاقتصادية التي ظهرت آثارها مؤخراً ضمن زيارة لاكبر وفد اقتصادي سعودي يزور اليمن التقى برئيس الجمهورية اليمني واتم توقيع اتفاقية لانشاء «مجلس الاعمال السعودي اليمني» وزيارة عدد من المدن اليمنية والمناطق التي عرضت اليمن الاستثمار فيها كالمنطقة الحرة في عدن وغيرها من المناطق السياحية والصناعية التي تحتاج الى رؤس الاموال السعودية والخليجية لتطويرها.

وتشير المعلومات الاحصائية الى ان التبادل التجاري بين السعودية واليمن قد تراجع عام 1999 عن العام الذي سبقه، حيث بلغ ما قيمته 572 مليون ريال (200 مليون دولار) مقابل 790 مليون ريال (210 ملايين دولار) عام 1998، وتركز التراجع في حجم الصادرات السعودية النفطية وغير النفطية الى اليمن التي انخفضت من 669 مليون ريال (178 مليون دولار) عام 1998 لتصل الى ما قيمته 534 مليون ريال (142 مليون دولار)، مقابل زيادة في الواردات السعودية من اليمن من 121 مليون ريال (32 مليون دولار) عام 1998 لتصل الى 218 مليون ريال (58 مليون دولار) عام