إنتاج السيارة الإيرانية بايكان يتوقف قريبا بسبب دخانها الكثيف

TT

كرج ـ إيران ـ رويترز: يقول المبالغون سخرية، «تشتم رائحة عادم السيارة الوطنية الايرانية قبل خمس دقائق من رؤيتها تقترب»، لكن وقف انتاجها الوشيك أثار مشاعر متضاربة. والسيارة بايكان ومعناها «رأس السهم»، هي النسخة الايرانية من سيارات هيلمان هانتر البريطانية التي كانت تنتج في الستينات والسبعينات. والعديد من سيارات بايكان التي تجوب شوارع ايران حاليا منتجة منذ أكثر من 30 عاما. وصدر الحكم بالاعدام على سيارات بايكان عدة مرات في السابق، حتى قبل قيام الثورة الاسلامية عام 1979، لكن جواد دهنادي نائب رئيس شركة ايران خودور أكبر شركة لصناعة السيارات في الشرق الاوسط أكد لرويترز ما يدور عن وقف خط الانتاج في ابريل (نيسان)، وقال «هذه المرة الامر حقيقي». ويقارن أصحاب السيارات الايرانية الطرز المختلفة لسياراتهم على أساس سنة الانتاج، حيث يفخر أصحاب الطرز القديمة بأن محركات سياراتهم كانت بريطانية الصنع، انتجت في السبعينات. ويعمل مرتضى موسوي، 42 عاما، في خط انتاج منذ 22 عاما، وليست هناك جائزة لمن يصدق تخمينه بشأن السيارة التي يركبها. وقال عندما سئل عن وقف انتاج بايكان الوشيك «انني حزين بالفعل». وأضاف موسوي رافعا صوته ليسمع وسط ضجيج المصنع في مدينة كرج الصناعية غرب طهران «كانت هذه هي السيارة الوطنية»، وتابع «كل ايراني يقبل سيارة بايكان رغم عيوبها». وتنتج شركة ايران خودور 430 سيارة بايكان يوميا وسط اتهامات بأنها مسؤولة عن معظم التلوث الذي تعاني منه إيران. ويشكو السائقون من مشكلات ميكانيكية وافتقار السيارة الانجليزية الاصل لمكيف هواء في صيف ايران الحار. وانخفض سعر السيارة في الفترة من يونيو (حزيران) الى سبتمبر (ايلول)، لكن الولاء لهذا الطراز من السيارات لا يتعلق دائما بالذوق. يقول أكبر خيراني سائق سيارة أجرة «عندما تهالكت سيارتي البايكان السابقة اشتريت بايكان اخرى... فقطع غيارها متوافرة». كما أن قطع الغيار أرخص بكثير من قطع غيار طرز أخرى من السيارات مصممة في اوروبا. وتسعى ايران خودور الى استبدال بايكان بسيارات من طرز صممت على غرار سيارات بيجو ورينو. وفي وحدة تعمل آليا لانتاج الطرز الفرنسية بدا العمال أقل ارتباطا بسيارات بايكان من زملائهم في مصنع السيارة الوطنية. وقال مصطفى بيزي وهو يرقب اجهزة الانسان الآلي التي تنقل الالواح المعدنية «أسوة ببقية زملائي أريد لشركتي أن تتطور وتنتقل إلى خطوط الانتاج الآلي والسيارات الحديثة». وقال خيراني سائق الاجرة انه لا داعي للاسى فالسيارة ستظل على الطريق لمدة 20 عاما على الاقل. وربما تبقى لفترة أطول في الضمير الوطني الايراني.