السعودية: السوق السوداء للألعاب النارية تستعيد نشاطها بقيمة 80 مليون دولار

TT

شهدت تجارة الألعاب النارية (المحظورة رسمياً في السعودية) ازدهاراً لافتاً في أسواق الرياض عشية اول أيام عيد الأضحى المبارك، على الرغم من رقابة الجهات الأمنية المختصة وتحذيراتها المتكررة من تداولها، حيث تعتبر فترة الأعياد الموسم الأساسي لهذه التجارة، حيث يقبل الأطفال على شراء كميات ضخمة من هذه المواد من دون دعاية او اعلان، إذ تستقطبهم الأسماء التي يطلقها الباعة على هذا النمط من الألعاب مثل الشبح، وقنبلة 2000، ونجوم الليل، الصرصار، الفراشة، المدفع، والقنابل العنقودية، وكوكب الشرق، ولا تكتمل فرحة العيد بالنسبة للأطفال إلا بشراء المفرقعات التي يتراوح سعرها من بضعة ريالات ليصل الى مئات الريالات للأنواع الثقيلة ولا يغطي حجم المعروض منها الطلب المتزايد والاقبال الكبير للشراء بالأسعار التي يحددها الباعة من دون رقابة على طرق استيرادها أو مدى صلاحيتها وسلامتها نظراً لغياب النشرات المتعلقة بالأمان على العبوات.

وتشتعل هذه التجارة المؤقتة في الأعياد مشكلة سوقاً سوداء يقدر حجمها بأكثر من 300 مليون ريال (80 مليون دولار) يسعى التجار خلال هذا الموسم لتحصيل اكبر قدر ممكن من الأرباح حيث يعمل الباعة المتجولون بعشوائية مطلقة تحت أسماء مستعارة لتغطية وجودهم غير الشرعي في الأسواق في ظل التهديد الدائم بخطر المداهمة والامساك من قبل رجال الأمن والمكافحة.

وتكمن خطورة هذه المفرقعات في ما تحمله من كميات كبيرة من البارود والمحروقات التي لو أسيء استخدامها لتسببت في حرائق كبيرة حيث تحتوي بعض الأنواع على 50 مليجراماً من المواد المتفجرة وتصل الى 130 مليجراماً في انواع اخرى، مما يجعلها اقرب الى عبوات ناسفة صغيرة في حال لم يتم استعمالها بالشكل الصحيح او تجاوز محتواها حدود الصلاحية نتيجة حفظه بأساليب بدائية.

وتتركز الاصابات من المفرقعات التي ترد الى المستشفيات في فترة العيد من الأطفال في عمر 7 إلى 15 عاماً و70 في المائة منهم ذكور. ومن ناحية أخرى تؤدي 99 في المائة من الأضرار التي تلحقها المفرقعات بالعين الى عمليات جراحية وتسبب هبوطاً حاداً في نسبة النظر، ومن الممكن ان تؤدي الى حروق شديدة في الجسم، اضافة الى حروق في طبل الأذن او فقدان السمع نتيجة الصوت المدوي الذي تحدثه خاصة ان بعض الأنواع تصنع بطريقة تجارية رديئة شديدة الخطورة وغير آمنة للاستخدام الفردي، مما يستدعي رقابة من شخص راشد لدى استعماله وارتداء نظارات واقية عند مشاهدتها من مسافة لا تقل عن 300 متر وتجنب المفرقعات التي لم تنفجر بشكل كامل. وتصل خسائر الولايات المتحدة من المفرقعات الى 40 مليون دولار سنوياً يذهب خمسة ملايين دولار منها الى علاج الاصابات الناشئة عنها والباقي خسائر من آثار الحرائق التي تسببها.