أكدت مصادر تجمع (كونسرتيوم) الشركات الحكومية المصرية المنفذة للمرحلة الثانية من خط الغاز العربي التي تمتد من العقبة جنوبي الأردن حتى رحاب شمالا على الحدود مع سوريا بطول 394 كيلومترا تحقيق معدلات انجاز عالية في التنفيذ بحيث سيتمكن الكونسرتيوم من تنفيذ المشروع قبل أكثر من عام عن الموعد المحدد وبما يعتبر انجازا غير مسبوق في مثل تلك المشروعات العملاقة.
وأوضحت لـ«الشرق الاوسط» المصادر ذاتها أن نسبة تقدم أعمال الإنشاءات الفعلية للمشروع بلغت حتى الان ما تقارب نسبته 75 بالمائة حيث تم تمهيد مسار الخط بطول 350 كيلومترا من إجمالي 394 كلم. كما تم حفر 300 كلم ولحام المواسير بطول 360 كم وهو ما يعتبر أكبر مشروع مقاولات تنفذه شركات مصرية خارج مصر.
وأشارت المصادر الى ان شركة «فجر» الاردنية المصرية التي تمتلك المشروع في مرحلته داخل الأردن تنوي أن تنهي أعمالها قبل موعد التسليم المتعاقد عليه مع الحكومة الاردنية بحوالي سنة حيث تسعى الى تسليمه في نهاية يناير (كانون الثاني) من العام المقبل في حين ينص العقد على تسليمه في شهر أبريل (نيسان) من عام 2007 .
واكدت المصادر ان حجم الانفاق الكلي على المعدات والاليات التي يتطلبها انشاء الخط ضمن المسار الممهد بلغ ما يقارب 160 مليون دولار تضمنت ما سحبته الشركة من قرض التجمع البنكي، حيث تم خلال الشهر الماضي تفعيل عملية السحب الأولى والبالغة قيمتها 30 مليون دولار من القرض الممنوح لشركة «فجر» من خلال اتفاقية القرض الموقعة في يونيو (حزيران) 2004 والبالغة 160 مليون دولار بعد ان تحقيق القفل المالي الناجح للمشروع.
وقد فاز الكونسورتيوم المصري «ايست غاز ايجيبشين كومباني» والمكون من أربع شركات هي القابضة للغازات الطبيعية والمصرية للغازات الطبيعية ( جاسكو ) وإنبي وبتروجت بعطاء تشييد المرحلة الثانية من انبوب الغاز العربي داخل الأراضي الأردنية وفق نظام الـ«بي او تي» لفترة قصوى من اربعين عاما وستؤول المرحلة الثانية من المشروع الى الحكومة الأردنية بعد فترة التعاقد حيث تم تأسيس شركة فجر لادارة هذه المرحلة.
في الاطار ذاته طرحت شركة «فجر» الاردنية المصرية مناقصة لشركات هندسية وشركات انشاءات محلية بهدف استكمال الجزء المتبقي في الأردن من خط الغاز العربي والذي يصل بين منطقة رحاب الأردنية شمالا والحدود السورية بطول 30 كيلومترا.
وقال مصدر مطلع في قطاع الطاقة الأردني ان خط الغاز العربي يسير حاليا بخطى كبيرة حيث ابتدأ بالتحرك فيما وراء الاردن وطرح الجانب السوري مناقصة لانشاء خط للغاز ابتداء من نقطة التقائه مع خط شركة «فجر» على الحدود السورية ـ الاردنية وحتى منطقة ريان وسط سوريا تمهيدا لاستكماله حتى الحدود السورية التركية وستتسلم سوريا طلبات المهتمين بالمشروع خلال شهر أبريل (نيسان) المقبل.
وأشار المصدر الى أن مفاوضات تجري حاليا بين تركيا من جهة والجانبين السوري والمصري لشراء 4 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا، بينما تم تحديد النقطة التي سيلتقي فيها خط الغاز السوري مع الخط التركي.