تعثرت موجة صعود العملة الأميركية التي بدأت قبل اسبوعين مقابل الين واليورو بعد صدور تقرير اقتصادي حكومي اظهر ان النمو في الاقتصاد الاميركي كان اقل من المتوقع في الربع الاخير. وقالت مونيكا فان رئيسة شعبة استراتيجيات العملات في مؤسسة «آر بي سي كابيتال ماركيتز» في لندن ان «البيانات الاميركية ستتخد كذريعة لبيع الدولار.. وهذه البيانات كانت مخيبة للامال ولم تكن تتجه للصعود كما كان يتأمل البعض». وقالت وزارة التجارة ان الناتج المحلي الاجمالي الذي يقيس مجمل الانتاج داخل الحدود الأميركية نما بمعدل سنوي يبلغ 3.8 في المائة في الربع الاخير من العام الماضي وذلك من دون أي تغيير عن التقدير السابق الذي صدر قبل شهر، رغم ان التوقعات الاقتصادية المستقلة كانت تشير الى نحو 4% على الاقل. ويترقب المستثمرون اليوم الخميس صدور آلية بيانات مؤشر التضخم وبيانات البطالة.
وزاد الدولار أكثر من أربعة بالمائة مقابل اليورو ونحو أربعة بالمائة مقابل الين منذ منتصف مارس (اذار) فيما راهن مستثمرون على رفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع في الولايات المتحدة.
غير أن بيانات أمس التي أظهرت انخفاضا طفيفا في ثقة المستهلك الأميركي شجعت المتعاملين على بيع الدولار لجني الارباح من مكاسبه الاخيرة.
وانخفض الدولار مقابل اليورو الى 1.2968 الى 107.57 امام الين ، في حين وصل سعره مقابل الجنيه الاسترليني الى 1.8829 . وانخفض الدولار لفترة قصيرة بعد أن صرح مسؤول كبير في بنك كوريا المركزي لرويترز بان احتياطيات بلاده من الدولار من دون المتوسط العالمي.
وفي فبراير (شباط) هوى الدولار بشكل حاد اثر انباء عن عزم بنك كوريا تنويع احتياطياته بعملات واستثمارات اخرى مما جدد المخاوف من ان تتحول البنوك المركزية الآسيوية التي تبلغ احتياطياتها نحو 2.5 تريليون دولار معظمه بالدولار الى عملات اخرى مثل اليورو. وكانت التعاملات ضعيفة في آسيا مع اقفال الشركات والبنوك اليابانية دفاترها نظرا لانتهاء السنة المالية غدا.
وعلى صعيد البورصات العالمية، انخفض مؤشر نيكاي الرئيسي للاسهم اليابانية لثاني جلسة على التوالي أمس الاربعاء وفقد 0.3 بالمائة بعد أن أضرت بيانات مخيبة للامال عن الانتاج الياباني بمعنويات السوق المتضررة بالفعل من جراء المخاوف من احتمال نزوح الاموال الاجنبية من السوق اليابانية. وهبط مؤشر نيكاي 33.94 نقطة ليغلق على 11565.88 نقطة مواصلا خسائر امس التي بلغت 192 نقطة. وأنهى مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 0.55 بالمائة الى 1169.11 نقطة.
وفي اوروبا هبطت الاسهم صباح أمس الاربعاء بعد أن أثار ارتفاع جديدة لاسعار النفط المخاوف من تقلص هوامش أرباح الشركات بينما هبط سهم «ايه.بي.ان» امرو ثلاثة بالمائة بعد أن تقدم بعرض لشراء مصرف بانكا انتونفينيتا الايطالي.
وهبط مؤشر يوروفيرست ـ 300 لاسهم كبرى الشركات الاوروبية 0.6 بالمائة الى 1081.8 نقطة في حين انخفض مؤشر يورو ستوكس ـ 50 الاضيق نطاقا 0.6 بالمائة الى 3049.73 نقطة.
وارتفعت الاسهم الأميركية عند الفتح في بورصة وول ستريت أمس الاربعاء بعد ان اكد تقرير حكومي تحقيق نمو جيد في الربع الاخير من العام الماضي. وقالت الحكومة الأميركية أمس الاربعاء ان الاقتصاد الأميركي أنهى عام 2004 بقوة دفع كبيرة مع تسجيل أكبر زيادة في أرباح الشركات منذ ثلاث سنوات رغم وجود مؤشرات على ان ضغوط الاسعار ربما تكون قد بدأت تشتد.
وصعد مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الأميركية الكبرى 13.08 نقطة بنسبة 0.13 في المائة الى 10418.78 نقطة. وزاد مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا 1.44 نقطة بنسبة 0.12 في المائة الى 1166.80 نقطة. في حين ارتفع مؤشر ناسداك المجمع لاسهم التقنية 6.34 نقطة بنسبة 0.32 في المائة الى 1980.22 نقطة.