فاجأت محكمة منطقة «ميشانسكي» في العاصمة الروسية، الأوساط المحلية والعالمية بإعلان قرارها تأجيل النطق بالحكم في قضية «يوكوس»، المتهم فيها أكبر أثرياء روسيا الملياردير ميخائيل خودوركوفسكي وآخرون من قيادات هذه المؤسسة النفطية، إلى السادس عشر من مايو (آيار) المقبل. وكانت النيابة العامة قد طالبت بسجن خودوركوفسكي ونائبه بلاتون ليبيديف، لفترة عشر سنوات، بتهمة الاحتيال والتزوير والتهرب الضريبي. وقد انتظرت الأوساط المحلية والعالمية لحظة النطق بالحكم في هذه القضية التي طالت لقرابة العام، واعتبرها البعض قضية سياسية رغم اثبات وقائع التهرب الضريبي، والذي اعترف به خودوركوفسكي وبلغ ما قيمته 17،8 مليار روبل. وثمة من حاول الربط بين النطق بالحكم في هذه القضية والزيارة التي بدأها امس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإسرائيل التي حرصت قياداتها على الدفاع عن ممثلي الدوائر اليهودية من المتهمين في قضايا اقتصادية، ومنهم خودوركوفسكي وليبيديف وغيرهما من اليهود الروس الهاربين إلى اسرائيل، مثل ليونيد نيفزلين رئيس المؤتمر اليهودي السابق وسلفه في هذا المنصب فلاديمير جوسينسكي وكذلك بوريس بيريسوفسكي الهارب الى لندن. كما أنه من المقرر أن يستقبل الرئيس بوتين ضيوفه من رؤساء ما يقرب من خمسين دولة، منها الولايات المتحدة وكبريات البلدان الاوروبية في الثامن من مايو المقبل. للمشاركة في احتفالات الذكرى الستين للنصر على الفاشية، والتي تجري على هامشها قمة روسيا ـ الاتحاد الاوروبي، ما قد يعني احتمالات ان يلقي الحكم في هذه القضية بظلال قاتمة على هذه الاحتفالات واللقاءات. ويعود الكثير من الاهتمام بلحظة النطق بالحكم أيضا الى ما أشار اليه الرئيس بوتين أخيرا، في خطابه السنوي الى الأمة حول ضرورة استقلالية القضاء وعدم المغالاة في تقديرات الضرائب أو ما وصفه بـ«الارهاب الضريبي»، في الوقت الذي اعترف فيه بتفشي الفساد والرشوة في اجهزة الأمن والشرطة والقضاء. وكان اندريه ايلاريونوف المستشار الاقتصادي للرئيس الروسي قد كشف عن احتمالات ان يتأثر الحكم في هذه القضية، بما سبق وأشار اليه الرئيس بوتين في خطابه السنوي، والذي كان مفاجأة للكثيرين فيما يتعلق بالموقف من استقلال القضاء. وكان آخرون يتوقعون أن يصدر أمس الحكم مخففاً قبيل احتفالات ذكرى النصر، وموعد وصول زعماء العالم بما يمكن أن يسهم في نجاح هذه الاحتفالات، وما سيواكبها من لقاءات قمة من المقرر أن تجرى على هامشها.