العوهلي: تنفيذ مشروعات بـ 40 مليار دولار في 5 سنوات يتطلب مصادر تمويل دولية

رئيس «سبكيم»: الضغوط على قطاعي التصاميم الهندسية والإنشاءات ترفع التكلفة وتؤخر التنفيذ

TT

أكد المهندس احمد عبد العزيز العوهلي الرئيس التنفيذي للشركة السعودية العالمية للبتروكيماوية (سبكيم) أمس أن تنفيذ المشروعات الضخمة التي ستطرحها السعودية للسنوات الخمس المقبلة يواجه تحديات حقيقية تتعلق بتوافر المواد والشركات المنفذة، بالإضافة الى تحد يتعلق بمصادر التمويل التجارية.

واشار الى أن مصادر التمويل التجارية المحلية لن تستطيع تلبية سوى حوالي 50 في المائة من إجمالي التمويل التجاري للمشاريع الضخمة التي يتم الحديث عنها حاليا، والتي تصل كلفتها الى 40 مليار دولار، مطالبا بضرورة إشراك مصادر التمويل الجاري الدولية بشكل أكبر.

وحول المشروعات التي ستطرحها شركته، قال العوهلي بالنسبة للمشاريع التي تنفذها شركة «سبكيم» فقط فسيتم خلال العام المقبل تنفيذ مشروعات بكلفة تصل الى 800 مليون دولار، بالإضافة الى مشاريع لـ«الالوفينات» بتكلفة حوالي 11 مليار دولار سيتم تنفيذها للسنوات الخمس المقبلة في «سبكيم». وأضاف أنه نتيجة لحجم تلك المشروعات السعودية والعالمية فمن الصعوبة أن تحصل على المصنعين العالميين للمعدات والمقاولين الذين لديهم الرغبة للدخول في مناقصات في هذه المشاريع لأن هؤلاء المصنعين والمقاولين مشغولون فعليا بعقود أخرى وليس لديهم إمكانية الدخول في مشاريع جديدة. وقال في هذا الصدد «في حين كنا قبل 5 سنوات نقوم كشركات بتروكيماوية باختيار المقاولين والمصنعين، فان الوضع الحالي هو معاكس تماما»، موضحا أن ذلك يؤدي الى رفع التكلفة على مطور المشروع ويؤخر تنفيذ المشروع. وقد يؤدى الى نقص في الجودة بسبب العمالة التي يجلبها المقاولون الحاليون.

وذكر أن الفرصة حاليا لقطاع الإنشاءات في السعودية للدخول بقوة، خصوصا أن الطفرة في تنفيذ المشروعات لن تتوقف بعد خمس سنوات، متوقعا أن تستمر لفترات أكثر تتجاوز 10ـ15 سنة. وأشار الى أن مشكلة قطاع الإنشاءات السعودية هي توافر تأشيرات للعمالة، وهو عائق خصوصا مع عدم قبول عدد كبير من العمالة السعودية العمل في قطاع الإنشاءات التي تتطلب عملا مضنيا وفترات عمل طويلة. وقال إن أنظمة التأشيرات الجديدة خلقت ضغوطا، والخاسرون هم المطورون سواء سابك أو القطاع الخاص.

وحول استفادة قطاع تصنيع المواد الأولية في السعودية، قال العوهلي إن المواد المحلية تمثل من 25 في المائة الى 30 في المائة من إجمالي استخدامات المصانع الجديدة، كما أن بعض هذه المنتجات المنتجة محليا هي مستوردة أصلا. وأشار إلى أن هناك نقصا كبيرا في المعدات والأنابيب، وهذا النقص ظاهرة عالمية نتيجة التطور في تنفيذ المشروعات في الصين وغيرها. وقال «إذا رغبت الآن في شراء معدات من أميركا أو أوروبا تحتاج لحجز مكان في ورش التصنيع بشكل مبكر لعدة اشهر يصل الى 4ـ6 اشهر وفارق الوقت في تسليم المعدات يؤثر على تسليم المشروع».

وفي موضوع مصادر التمويل، قال المهندس العوهلي إن السيولة المتوافرة في السعودية لن تكون كافية لتمويل نصف المشروعات المطروحة، وإنه لا بد في هذه الحالة من التوجه للتعاون مع البنوك الدولية وعدم الاعتماد على مصادر التمويل المحلية فقط، مشيرا إلى أن «سبكيم» تحاول الاعتماد على مصادر تمويل الصادرات في الدول الأوروبية واليابانية.

وقال إن المصارف الدولية تشارك في تمويل المشاريع التي تدخل الحكومة السعودية طرفا فيها في ولكنها شبه غائبة عن تمويل مشاريع القطاع الخاص، موضحا أن ذلك قد يكون لعدة أسباب، بينها عدم إلمام البنوك العالمية بأنظمة سوق المال في السعودية والضمانات وأيضا عدم السماح برهن الممتلكات للبنوك لتسهيل الحصول على قرض وأيضا عدم وجود فروع مباشرة لتلك البنوك في السعودية.