الهند قد تصبح «الصين الجديدة» في أسواق المواد الأولية

TT

لندن ـ ا.ف.ب: يفيد محللون بأن نفوذ الهند في أسواق المواد الاولية يزداد تدريجيا وقد تصبح في هذا الاطار «صينا جديدة» بتسجيلها خصوصا نسبة نمو سنوية تبلغ سبعة في المائة وحاجاتها التي تشهد ارتفاعا مستمرا.

ويتساءل المحلل في مصرف «باركليز كابيتال» كمال نقوي «هل تصبح الهند صينا جديدة في مجال المواد الاولية؟»، موضحا «انه سؤال يطرح باستمرار في الوقت الحاضر». وهو يرى ان «الجواب على الأرجح هو لا او على الاقل لم يحصل ذلك بعد»، مشددا على ان «قدراتها كبيرة جدا».

ومع نمو اقتصادي نسبته 9% منذ عام 2003 ونحو 1.3 مليار نسمة اصبحت الصين احد الاطراف الاكثر نفوذا في اسواق المواد الاولية، اذ ان طلبها القوي يدعم الاسعار بشكل كبير.

وهذا الطلب يشمل النفط والمعادن والقطن والمطاط والسكر والحبوب والصوف، وأي تقلب في الطلب الصيني يتسبب في تقلبات قوية في الاسعار.

والهند التي يزيد عدد سكانها على مليار نسمة ايضا وتسجل نموا ثابتا، لا تتمتع حتى الآن بثقل الصين، لكن الكثير من الخبراء يعتبرون أنها مسألة وقت فقط. ويقول مدير خدمات المواد الاولية في شركة الوساطة «ريفكو» فيليب بيسكيه «من الواضح انه بعد عقد او عقدين من الزمن فان خريطة النشاط التجاري ستتبدل بشكل كبير بفضل التطور في هذين البلدين».

ويشدد على ان الصين والهند «هما اكبر قوتين من حيث عدد السكان في العالم، والدولتان اللتان تحققان نسب نمو غير معقولة». ويضيف «بعد جيل من الآن في حال عدم حصول اي مشاكل سيكون الامر هائلا فعلا».

ويشدد بروس ايفيرس المحلل في مصرف «اينفستيك» على ان «الهنود لديهم حس مبادرة كبير جدا»، موضحا ان الطبقة المتوسطة تتطور بسرعة وتجني الكثير من الاموال عبر تشكيل شركات خاصة بها، وتسمح لها هذه الاموال بالاستهلاك. وهو يعتبر ان «الهند تملك فرصا كبيرة للحاق بالصين».

ومن الآن بدأت الاسواق تشعر بحاجات الهند الكبيرة جدا مما ساهم في ارتفاع كبير في الطلب الآسيوي على المواد الاولية في السنتين الاخيرتين. والهند هي المستهلك الاول في العالم للذهب. فهي تساهم بحوالي 20% من الطلب العالمي على هذا المعدن لاستخدامها في المجوهرات التي غالبا ما تقدم هدايا في الاعراس او مناسبات اخرى.

ويوضح بروس ايفيرس ان للذهب مكانة مهمة في الحياة الهندية، كلما زادت ثروة الهنود كلما اقدموا على شراء المجوهرات المصنوعة من الذهب. لا يشترون المجوهرات المصنوعة من الفضة او البلاتين لأنها لا تتماشى كثيرا مع لون بشرتهم.

وخلافا للصينيين الذين يعتبرون أكبر مستهلكين للمجوهرات المصنوعة من البلاتين في العالم.

وتمثل الهند 2% فقط من الطلب العالمي على النحاس و3% من النفط الخام في المقابل يشكل الطلب الصيني 22% من الطلب العالمي على النحاس و8% من النفط الخام.

لكن المحللين يعتبرون ان هذه الارقام ستتطور بسبب التقدم السريع في قطاعي البناء والنقل الذي يشمل استخدام السيارات.