سجل الدولار أعلى مستوياته منذ سبعة أشهر مقابل اليورو الاوروبي وارتفع لأعلى مستوى منذ ثلاثة أشهر أمام الفرنك السويسري والجنيه الاسترليني أمس. ويعود الفضل في هذا الصعود إلى البيانات الاقتصادية الاخيرة التي أثارت التفاؤل بشأن الاقتصاد الأميركي. وصدرت أول من أمس بيانات أظهرت ارتفاع مبيعات المفرّق الأميركية عن المتوقع. مما طمأن المستثمرين الى استمرار نمو الاقتصاد، رغم أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيستمر في سياسة رفع أسعار الفائدة. وجاءت هذه البيانات في أعقاب تقرير أظهر الاسبوع الماضي تحسنا غير متوقع في سوق العمل الأميركية. كما أعلن هذا الاسبوع انخفاض غير متوقع أيضا في العجز التجاري الأميركي. وارتفعت العملة الأميركية الى 1.2623 دولار لليورو لتسجل أعلى مستوى منذ منتصف أكتوبر (تشرين الاول) الماضي. وصعد الدولار ثلثا في المائة عن مستواه في أواخر المعاملات أمس الى 1.2626 دولار لليورو لتتجاوز مكاسبه منذ بداية العام 6 في المائة. وارتفع الدولار أيضا الى 1.2243 فرنك سويسري والى 1.8552 دولار مقابل الجنيه الاسترليني. كما صعد الدولار أمام العملة اليابانية الى 107.23 ين للمرة الاولى منذ نحو شهر. وفي بداية التداول ارتفعت الاسهم الأميركية في وول ستريت أمس بعد أن خففت توقعات متفائلة من شركة دل انكوربريشن مخاوف المستثمرين بشأن الضعف الذي يعانيه منافسوها من مصنعي أجهزة الكومبيوتر.
وصعد مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 13.97 نقطة أي بنسبة 0.14 في المائة الى 10203.45 نقطة فيما زاد مؤشر ستاندار آند بورز الأوسع نطاقا 0.95 نقطة أو 0.08 في المائة الى 1160.31 نقطة.
غير أن الصعود لم يدم طويلا، وتراجع المؤشر عند الثانية والنصف بتوقيت غرينتش أكثر من عشرين نقطة مع هبوط أسعار شركات النفط إسوة بتراجع سعر البرميل، ليصل إلى 10169 نقطة. كما انخفضت الاسهم الاوروبية لنفس السبب. وزاد من الضغوط اصدار شركة تايسن كروب تقريرا مخيبا للامال عن أعمالها وذلك رغم ارتفاع أسهم شركة اديسون بفضل الآمال في شرائها بسعر مرتفع. وارتفع سهم اديسون 8 في المائة الى 1.84 يورو بعد أن قالت شركة ايه.اي.ام للمرافق في ميلانو انها ستدفع هي وشركة كهرباء فرنسا 1.86 يورو للسهم في صفقة الزامية. وانخفض سهم شركة تايسن كروب الصناعية الالمانية العملاقة 1.7 في المائة بعد أن أعلنت زيادة أقل من المتوقع في أرباحها الفصلية قبل الضرائب. وتراجعت أسعار النفط مقتربة من مستوى 48 دولارا للبرميل، مما خفف من حدة المخاوف من أثر ارتفاع تكاليف الطاقة على المراكز المالية للشركات لكن ذلك أدى في الوقت نفسه الى انخفاض أسهم شركات الطاقة مثل توتال الفرنسية التي هبط سهمها 1.9 في المائة. وانخفضت أسعار الذهب والنحاس الى أدنى مستوياتها في ثلاثة أشهر مما أثر أيضا على شركات الانتاج الاساسية مثل بي.اتش.بي بيليتون. وانخفض سهم شركة أولد ميوتيوال الجنوب افريقية للخدمات المالية 3 في المائة في لندن بعد أن قالت صحيفة «فاينانشال تايمز» انها تجري مباحثات أولية لشراء شركة سكانديا السويدية للتأمين. وتم وقف تداول أسهم سكانديا. وفي قطاع التقنية، ارتفع سهم شركة أتوس اوريجن الفرنسية لخدمات تقنية المعلومات 1.3 في المائة بعد أن أعلنت ارتفاعا أكبر من المتوقع في مبيعات الربع الاول من العام الجاري.
وفي طوكيو، انخفض مؤشر نيكاي الرئيسي للأسهم اليابانية بنسبة 0.26 في المائة في ختام التعاملات في بورصة طوكيو لليوم الخامس على التوالي بعد ان فشلت بيانات أظهرت ارتفاعا غير متوقع في طلبيات الآلات في تبديد مخاوف المستثمرين بشأن التوقعات الاقتصادية. وانخفضت أسهم شركة أوباياشي للبناء وكونيكا مينولتا هولدنج وغيرهما من الشركات التي أعلنت أرباحا ضعيفة في اليوم السابق وسط إقبال على البيع. وتراجعت أسهم شركات بقطاع الطاقة مثل نيبون أويل كورب في أعقاب هبوط أسعار النفط الى أدنى مستوياتها في ثلاثة أشهر. وهبط مؤشر نيكاي الرئيسي المكون من أسهم 225 مؤسسة يابانية كبرى 28.83 نقطة الى 11049.11 نقطة عند الإغلاق بينما انخفض مؤشر توبكس الاشمل بنسبة 0.5 في المائة الى 1134.82 نقطة.