سكان دبي شاهدوا «نجوم الظهر» صباح امس، حينما انقطع التيار الكهربائي عن كامل المدينة لأول مرة في تاريخها الحديث. محاولات الكثيرين للاتصال بالهواتف المتحركة للاستفسار عن سبب الانقطاع باءت بالفشل، لأن ابراج الارسال تعتمد على التيار الكهربائي. المشافي سارعت الى الاستعانة بمولداتها الاحتياطية بينما كان عشرات المرضى يخضعون لعمليات جراحية. الاشارات المرورية تعطلت فارتبكت حركة السير وجعلت الزحام اليومي المعهود يتضاعف مرات ومرات، حتى ان الشوارع تحولت الى موقف سيارات هائل وسط مساعي دوريات الشرطة لتنظيم الحركة تحت اشعة الشمس الحارقة. محطات الوقود توقفت عن بيع البنزين للسيارات لتعطل مضخات التزويد، كما تعرضت الحركة في مطار دبي الدولي الى الارتباك لبعض الوقت بسبب انقطاع التيار وعدم كفاية الطاقة الكهربائية الاحتياطية في المطار. سكان الابراج السكنية والمكتبية ظلوا عالقين لساعات في الاعالي بينما درجات الحرارة بدأت تتصاعد نتيجة تعطل اجهزة التكييف. المستثمرون في بورصة دبي كانوا يستعدون ليوم تداولات ساخن، الا ان شاشات السوق ظلت سوداء فضاعت على المستثمرين ارباح بالملايين. انقطاع التيار الذي وقع حوالي الساعة التاسعة وسبعة واربعين دقيقة بالتوقيت المحلي (6:47 بتوقيت غرينتش) واستمر لأكثر من ثلاث ساعات جاء نتيجة عطل هائل اصاب محطة الطاقة الرئيسية في منطقة جبل علي وأدى الى تعطل جميع المولدات وشل محطات الطاقة الفرعية، وفقا لمصادر في هيئة كهرباء ومياه دبي. وفي مدينة دبي للاعلام، لجأت المحطات الفضائية العربية ومنها «العربية» و«ام بي سي» الى استخدام مولدات الكهرباء الاحتياطية لديها لتواصل بثها من دون انقطاع، فيما لوحظ ان بعض المواقع الاخبارية الإلكترونية التي توجد مزوداتها (السيرفرات) في المدينة اختفت من على شبكة الإنترنت لبعض الوقت، ومنها موقع صحيفة «البيان» اليومية التي تصدر من دبي. ورغم عودة التيار الى معظم المناطق بالمدينة بعد حوالي ثلاث ساعات، الا ان هذا الانقطاع الذي وصفه البعض بـ«الكارثة»، ذكر سكان المدينة بالانقطاع الجزئي الذي وقع قبل عدة سنوات نتيجة عطل ممائل واثار حفيظة القيادة السياسية للامارة حينئذ وصدور تعهدات بعدم تكرار هذه الحادثة. من جهتها ارجعت هيئة كهرباء ومياه دبي في بيان رسمي، الانقطاع الى «عطل مفاجئ» في محطة النقل الرئيسية بجبل علي. وقالت ان فرق الصيانة سارعت الى اعادة التيار بصورة تدريجية الى كافة المناطق، وخاصة المشافي والمراكز التجارية والحوض الجاف وغيرها. وأكدت الهيئة انها شكلت لجنة فنية عليا لدراسة اسباب الانقطاع وتلافيه مستقبلا.