محللون: ارتفاع الربحية وفرص النمو المتوقعة وراء تنافس شركات خليجية وعالمية على شراء «المصرية للإسمنت»

وفد من «سابك» في القاهرة يبحث التقدم بعرض وعن فرص استثمارية جديدة

TT

يزور وفد من شركة «سابك» السعودية برئاسة الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، القاهرة حيث يلتقي رشيد محمد رشيد، وزير التجارة الخارجية والصناعة المصري مع الوفد لبحث سبل زيادة استثمارات الشركة في مصر، ومناقشة زيادة الاستثمارات المشتركة بين البلدين.

وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي تعتزم فيه «سابك» التقدم بعرض لشراء الشركة المصرية للأسمدة، التي جرى عرضها للبيع أخيرا، ويتنافس على شرائها 5 شركات عالمية منها «تاتا» الهندية ومجموعة الخرافي الكويتية، و«أجريكوم» الكندية، وتحالف القلعة الذي يضم مستثمرين مصريين وعرب بالإضافة إلى سابك.

ومن جهة أخرى ارجع خبراء ومحللون ماليون تنافس شركات عالمية وخليجية على شراء «الشركة المصرية للأسمدة» إلى ارتفاع ربحية قطاع الأسمدة في مصر، وفرص النمو الهائلة المتاحة أمامه.

وجرى قبل نحو شهرين الإعلان عن طرح «المصرية للأسمدة» للبيع، وتقدمت شركة «تاتا» الهندية بعرض لشراء بسعر 305 دولارات للسهم ثم تقدمت مجموعة الخرافي الكويتية التي تمتلك حاليا نحو 11.75 في المائة من اسهم الشركة بعرض منافس بسعر 350 دولارا للسهم، مما دفع «تاتا» إلى رفع عرضها إلى 352 دولارا للسهم، وفي الوقت نفسه تستعد كل من «سابك» السعودية و«اجريكوم» الكندية وتحالف يضم مستثمرين مصريين تقوده شركة القلعة للاستثمار للتقدم بعروض منافسة.

وقال احمد جاد كبير المحللين الماليين بالمجموعة المالية ـ هيرمس إن قطاع الأسمدة في مصر يعد قطاعا واعدا نظرا لتوافر الغاز الطبيعي الرخيص وهو المادة الخام الأساسية في هذه الصناعة، كما أن الحكومة تسعى لتحرير هذا القطاع تدريجيا عبر التخلص من الدعم المقدم للأسمدة التي تباع للمزارعين. وكان رشيد محمد رشيد وزير التجارة الخارجية والصناعة قد كشف في اكثر من مناسبة عن نية الحكومة تحرير هذا القطاع تدريجيا.

وأكد «جاد» أن أهمية صناعة الأسمدة في مصر تتزايد مع اتجاه بعض الدول الأوروبية لإغلاق المصانع فيها كونها ملوثة للبيئة.

وذكر أن شركات قطاع الأعمال التي تسيطر عليها الدولة والعاملة في هذا القطاع مثل أبوقير للأسمدة تحقق أرباحا جيدة، رغم أنها خاضعة لقيود التسعير، وتحديد حد أقصى للصادرات للخارج.

واكد حسام أبو شملا المحلل المالي بشركة ديناميك سيكيورتيز أن جاذبية «المصرية للأسمدة» للمستثمرين نابعة من كونها واقعة في منطقة اقتصادية حرة وغير خاضعة لقواعد التسعير كما لا توجد قيود على تصدير منتجاتها للخارج.

وتوجه «المصرية للأسمدة» بالفعل معظم إنتاجها للخارج، وقامت خلال عام 2003 بتصدير نحو 52 في المائة من إنتاجها إلى أميركا الشمالية ونحو 12 في المائة لأوروبا و2 في المائة لأفريقيا فيما لم تزد مبيعاتها في السوق المحلي عن 9 في المائة، ويبلغ الفارق بين سعر الطن في السوق المحلي ونظيره بالخارج نحو ألف جنيه (172.4 دولار).

وفيما يترقب السوق ظهور عروض جديدة للتنافس على شراء الشركة، قال حسن هيكل الرئيس التنفيذي المشارك للمجموعة المالية ـ هيرمس التي تقوم بدور مروج ومستشار الطرح لـ«الشرق الأوسط» انه لم تصدر عن هيرمس أية تصريحات بخصوص توقع قيام «سابك» السعودية بالتقدم بعرض لشراء الشركة بسعر يزيد عن 10 في المائة من قيمة عرض «تاتا» الهندية الأخير، وان كانت مصادر قريبة من عملية الطرح قد أكدت أن «سابك» تستعد للتقدم بعرضها قريبا وانه سيزيد عن العروض التي جرى تقديمها بالفعل.

ويبلغ رأسمال «المصرية للأسمدة» 147.5 مليون دولار موزعا على 1.475 مليون سهم بقيمة اسمية 100 دولار للسهم الواحد، وبلغت أرباحها في عام 2003 نحو 62 مليون دولار مقابل 25 مليون دولار في العام السابق.