مواقع عديدة تشغلها المهندسة فاطمة عبيد الجابر يأتي من بينها منصب وكيل مساعد لإدارة الخدمات الفنية في دائرة البلدية والزراعة والأشغال في امارة أبوظبي ومنصب نائبة رئيسة مجلس سيدات أعمال أبوظبي وإضافة لعضويتها في مجلس ادارة المستثمر الوطني فهي عضو ايضا في مجلس ادارة مجموعة الجابر القابضة.
ومجموعة الجابر القابضة شركة عائلية بدأت أعمالها في امارة ابوظبي قبل عقود عدة وكانت المقاولات هي بداية الانطلاق والتوسع في أعمال اخرى منها التجارة والصناعة والشحن والنقل، اضافة للمجوهرات والفندقة.
ازدهار أعمال العائلة في المقاولات جذب اهتمام الابنة البكر لعائلة الجابر وهذا ما دفعها لاحقاً لدراسة الهندسة في جامعة الامارات وفور تخرجها في بداية التسعينات من القرن الماضي عملت فاطمة الجابر في دائرة الاشغال في مدينتها كمهندسة متدربة.
تقول: «يومها كنت المهندسة الثانية أو الثالثة بين المهندسات الاماراتيات اللاتي عملن في هذا المجال و قد واجهتنا نظرات التشكيك فاستطاعت السنوات اللاحقة تغييرها». تضيف الجابر، من خلال عملها في دائرة الاشغال: «عايشت معظم مشاريع أبوظبي لأكثر من عقدين فقد تولت هذه الدائرة الاشراف على المشاريع الحكومية مدارس ــ مشافي ــ عيادات ــ مجمعات سكنية» ولأن الامارة كانت تفور حينها بالنشاط فقد شكلت تلك الحقبة ذخيرة مهمة لحياتها المهنية.
الجابر تؤكد ان نهضة عمرانية واسعة سوف تشهدها امارة ابوظبي خلال السنوات المقبلة وهي تختلف عن المراحل السابقة لأنها سوف تشهد مشاركة أوسع للقطاع الخاص والشركات المساهمة حيث تلعب الحكومة دور المنظم والشريك المحفز ويتولى القطاع الخاص والشركات المساهمة الجزء الباقي من العمل.
وحسب الجابر فإن هذه السياسة أخذت حيز التنفيذ بعد ان طرحت الحكومة أخيرا العديد من المشاريع العقارية ومنها مشروع «مرسى النخيل» في امارة ابوظبي حيث تقوم مجموعة الجابر بتطوير فندق خمسة نجوم وشققاً فندقية ومرافق متكاملة تقدر كلفتها الاجمالية بنحو نصف مليار درهم تشارك الحكومة بقيمة الأرض اي ما يعادل%20 من قيمة المشروع.
وتعتبر الجابر ان هذا المشروع يشكل نموذجاً لسياسة الشراكة المنوي اعتمادها خلال الحقبة المقبلة بين الحكومة والقطاع الخاص، يتم فيها اطلاق المشاريع المبتكرة التي تستخدم الامكانات الضخمة لإمارة ابوظبي خاصة السياحية منها.
وفي غمرة النشاط والعمل في موقعها الحكومي لم تنس الجابر طموحاتها الواسعة في عالم الأعمال فقد افتتحت مكتبها الهندسي الخاص «مجموعة أبوظبي للاستشارات الهندسية» قبل نحو أربع سنوات وهي تديره بطريقة لا تتعارض مع مهامها الاخر، خاصة الحكومية منها والتي تأخذ حتى اليوم جل وقتها «ولكن لحظة الانتقال الى العمل الخاص باتت قريبة اليوم» تقول الجابر، فهي تريد المشاركة في مرحلة النشاط العقاري الجديدة من خلال موقعها في العمل الخاص وهي تخطط للانخراط اكثر من أعمال مجموعة العائلة عندما يأتي الوقت المناسب.
و«الوقت المناسب» تحدده الجابر بالوقت الذي تتم فيه اعادة هيكلة المجموعة بحيث تتحدد أدوار ومهام واسلوب العمل فيها. «وإعادة الهيكلة» اي اعتماد النظم الادارية والمحاسبية وإدخال مزيد من التقنية واستقطاب الكفاءات المهمة هي مرحلة تمر بها اليوم معظم الشركات العائلية حسب الجابر التي تؤكد انها مرحلة لا بد منها وشديدة الاهمية لاستمرار الشركات العائلية وكما تشكل خطوة سابقة وحتمية لتحول هذه الشركات الى شركات مساهمة عامة. جزء مهم من وقتها تعطيه الجابر لمجلس سيدات أعمال ابوظبي وهي تعتبر العمل في هذا الموقع مهمة وطنية بالدرجة الاولى، ففيه تسعى لإظهار دور المرأة الاماراتية في عالم الأعمال ودعم وجودها فيه وأيضا لاستقطاب العدد الأكبر من بنات وطنها للانخراط في العمل الخاص ولعل وجود 3000 رخصة عمل خاصة بالنساء في امارة ابوظبي يعكس وبحدود معينة حجم مشاركة المرأة في قطاع الاعمال وهي تشجع الشابات للدخول في مشاريع متوسطة او صغيرة كخطوة اولى.
وتؤكد ان الفرص كثيرة وواعدة مع وجود الدعم الحكومي عبر البرامج المساندة لهذه المشاريع خاصة التي تتميز بالابتكار كونه يشكل اساس النجاح «فليس شرطاً ان يكون المرء وريث عائلة تجارية حتى ينجح في دنيا الأعمال» تقول الجابر، لكنها ترفض توجيه المرأة للاستثمار في مجال معين وما يهم هو ان يكون للمرأة نشاطها المهني الذي ترغبه ويتوافق مع طموحاتها رغم انها تعمل من خلال مجلس سيدات الاعمال في أبوظبي لإطلاق حزمة من النشاطات لتعريف المرأة بفرص الاستثمار المناسبة ولعل آخر ما تم إنجازه في هذا المجال «صندوق الدانة» الذي يهتم باستثمارات النساء بالتعاون مع المستثمر الوطني في ابوظبي وهي تقول انه ليس حكراً على الإماراتية، بل ان الدعوة مفتوحة للنساء في المنطقة للاستثمار في الدانة.