ارتفاع الدولار أمام العملات الرئيسية بعد قرار مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي رفع الفائدة

وسط توقعات باستمرار أدائه القوي في الربع المقبل

TT

ارتفع الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى مقابل العملة اليابانية منذ تسعة أشهر امس مع اقبال المستثمرين على شراء العملة الأميركية بعد قرار رفع الفائدة في أميركا. كما صعدت العملة الاميركية مقابل العملات الرئيسية الاخرى نتيجة قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن أسعار الفائدة الذي يتوقع أن يزيد من جاذبية العملة الأميركية. وبحسب موقع بلومبيرغ الإلكتروني، فان الدولار في طريقه لتسجيل اكبر مكاسبه الربحية من العام الحالي امام اليورو منذ عام 2001 وسط توقعات ان يواصل مجلس الاحتياط الفيدرالي زيادة معدل الفائدة.

وخلال الربع الحالي ارتفع الدولار امام اليورو 7.4%، مدعوما بارتفاع العوائد نتيجة ارتفاع اسعار الفائدة، اضافة الى نمو الاقتصاد الاميركي بشكل اسرع من اقتصادات اوروبا للعام الرابع على التوالي. كما صعد الدولار امام الين الياباني في هذا الربع من العام الحالي بنحو 3.2% كما عزز موقفه امام الجنيه الاسترليني والفرنك السويسري.

وقال غيري غيلايا، كبير الاستراتيجيين في مؤسسة «ريتاور» للأبحاث، المتخصصة بتوقعات الأسواق ويوجد مقرها في اسكوتلندا في بريطانيا، «ان الدولار يمكن ان يصل الى 1.13 مقابل اليورو في الربع الثالث من العام الحالي، مبينا ان الدولار ينبغي ان يكون قويا نتيجة متانة الاقتصاد الأميركي مقارنة مع الأداء الاقتصادي في اوروبا». وجاء ارتفاع الدولار معاكسا لكافة التوقعات التي نشرت مع بداية شهر ابريل (نيسان) الماضي حيث كانت تشير معظم التحليلات من المؤسسات والمراكز المالية العالمية إلى ان الدولار سيواصل رحلة النزول ليصل الى 1.32 مقابل اليورو و103. أما الين الياباني حيث ساهم ترافق تدني اسعار الفائدة الاميركية مع صعود العجز التجاري الاميركي الى مستويات قياسية بابقاء الدولار في ادنى مستوياته لمدة 3 سنوات متتالية.

وتحدد سعر الذهب في جلسة القطع المسائية في لندن امس عند 437.10 دولار للاوقية (الاونصة) ارتفاعا من 436.80 دولار في جلسة القطع الصباحية. وبلغ سعره عند الاقفال السابق في نيويورك 437.10 ـ 437.60 دولار للاوقية.

من جهة اخرى، أظهرت بيانات حكومية امس ان انفاق المستهلكين الأميركيين استقر في مايو (ايار) الماضي رغم توقعات بارتفاعه في الوقت الذي استقر فيه مؤشر رئيسي للتضخم.

وقالت وزارة التجارة الاميركية ان الدخل الشخصي زاد بنسبة 0.2 في المائة رغم توقعات المحللين في وول ستريت بارتفاعه 0.3 في المائة بالمقارنة مع ارتفاعه بنسبة 0.6 في المائة في ابريل (نيسان). وبذلك سجل الدخل الشخصي أضعف نمو منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.

وكان الاقتصاديون يتوقعون ارتفاع انفاق المستهلكين في مايو بنسبة 0.1 في المائة بعد زيادة بنسبة 0.6 في المائة في ابريل.

واستقر مؤشر الأسعار لانفاق المستهلكين والذي يفضله آلان غرينسبان رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، وذلك بعد ارتفاعه بنسبة 0.4 في المائة في ابريل.

كما اعلنت الحكومة الأميركية امس ان عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات للمرة الاولى للحصول على اعانات بطالة انخفض على غير المتوقع بواقع ستة آلاف الاسبوع الماضي الى 310 آلاف ليسجل أدنى مستوى منذ أكثر من شهرين.

وقالت وزارة العمل ان الطلبات انخفضت للاسبوع الثاني على التوالي في الاسبوع الذي انتهى في 25 يونيو (حزيران) من 316 ألفا في الاسبوع السابق. وقال مسؤول بالوزارة انه لا توجد عوامل خاصة وراء الانخفاض.

وكان الاقتصاديون في وول ستريت يتوقعون ارتفاع عدد الطلبات الى 325 ألفا. وانخفض أيضا متوسط عدد الطلبات في الاسابيع الاربعة الاخيرة والذي يعد مؤشرا أدق لسوق العمل للاسبوع الثاني على التوالي فتراجع الى 323500 الاسبوع الماضي من 333750 في الاسبوع السابق.

وعلى صعيد البورصات العالمية ارتفع مؤشر نيكاي القياسي للاسهم اليابانية 0.06 في المائة ليغلق على اعلى مستوى في 11 اسبوعا امس تعززه مكاسب اسهم شركات توزع ارباحا مثل تاكيفوجي كورب وطوكيو اليكتريك باور.

لكن اجواء الحذر قبل اعلان نتيجة اجتماع لجنة السياسة النقدية بمجلس الاحتياطي الاتحادي امس وتقرير تانكان الفصلي لثقة الشركات الذي يصدره بنك اليابان المركزي اليوم حدت من المكاسب.

وصعد مؤشر نيكاي لاسهم الشركات اليابانية الكبرى 6.57 نقطة لينهي امس على 11584.01 نقطة مسجلا أعلى اغلاق منذ 13 ابريل. وارتفع مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 0.06 في المائة الى 1177.20 نقطة.

وتراجعت أسعار الاسهم الاوروبية امس فيما خفضت مجموعة ايه.بي.بي السويسرية الهندسية توقعاتها للأرباح، وظل المستثمرون على حذرهم قبل صدور قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي بشأن أسعار الفائدة.

وأزعجت المستثمرين أيضا بوادر على ان تراجع أسعار النفط الذي استمر يومين توقف، اذ يخشون أن يؤثر ارتفاع أسعار الطاقة على انفاق المستهلكين وأرباح الشركات.

لكن سهم شركة الاتصالات الفرنسية فرانس تليكوم خالف الاتجاه وارتفع واحدا في المائة بفضل تقرير من جانب شركة سميث بارني رفع تصنيفها للسهم، وذلك في أعقاب ارتفاعه 5.3 في المائة أول من أمس بفعل خطط الشركة لمضاعفة توزيعاتها النقدية على المساهمين.

وانخفض مؤشر يوروفرست 300 لاسهم الشركات الكبرى في أوروبا بنسبة 0.03 في المائة الى 1143.4 نقطة، وذلك بعد ارتفاعه في جلستي التعامل السابقتين. وتراجع مؤشر يورو ستوكس 50 الأضيق نطاقا 0.1 في المائة الى 3175.2 نقطة.

وهبط سهم ايه.بي.بي نحو 10 في المائة بعد أن حذرت المجموعة من أن أرباحها الصافية في الربع الثاني ستكون «أقل كثيرا» من الربع الاول وخفضت أهدافها للارباح في العام الجاري. وأثر هذا التحذير أيضا على شركة سيمنس فانخفض سهمها بنسبة 1 في المائة.

ارتفعت الاسهم الأميركية ارتفاعا طفيفا في بداية جلسة المعاملات امس، اذ يتوقع المستثمرون أن يجري مجلس الاحتياطي الاتحادي زيادة اخرى لاسعار الفائدة.

وصعد مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الأميركية الكبرى 11.21 نقطة أي بنسبة 0.11 في المائة الى 10385.69 نقطة.

وزاد مؤشر ستاندارد آند بورز 500 الاوسع نطاقا 1.51 نقطة أي 0.13 في المائة الى 1201.36 نقطة. وارتفع مؤشر ناسداك المجمع لاسهم التقنية 4.67 نقطة أي 0.23 في المائة الى 2073.56 نقطة.

وكانت الاسهم الأميركية قد انخفضت في ختام جلسة المعاملات اول من امس مع تراجع اسهم شركات صناعية كبرى مثل 3 ام بسبب المخاوف من ان يلمح مجلس الاحتياطي الاتحادي الى عزمه الاستمرار في رفع اسعار الفائدة، الامر الذي قد يضر باحتمالات النمو الاقتصادي.

واظهرت أحدث بيانات متاحة أن مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الأميركية الكبرى هبط 31.76 نقطة أي بنسبة 0.31 في المائة الى 10373.87 نقطة. ونزل مؤشر ستاندارد آند بورز 500 الاوسع نطاقا 1.74 نقطة أي 0.14 في المائة الى 1199.83 نقطة. وانخفض مؤشر ناسداك المجمع لاسهم التقنية 1.00 نقطة أي 0.05 في المائة الى 2068.89 نقطة.