منافسة بريطانية ـ أميركية في معارض إعادة إعمار العراق في عمان

وسط مطالبات بتعزيز دور الشركات الأخرى

TT

تتسابق الشركات البريطانية مع الاميركية لأخذ حصص من مشروعات اعادة اعمار العراق، وتعزيز تواجدها في هذا السوق الذي يتوقع ان تجني منه ارباحا كبيرة.

برز ذلك على هامش المؤتمر والمعرض اللذين نظمهما في عمان على مدى ثلاثة ايام مكتب تنمية العراق، وهو مؤسسة غير حكومية مقرها لندن. وضم المعرض اجنحة متعددة تبدأ بالدجاج وتنتهي بالاجهزة الكهربائية والمحركات. هذا المعرض، وعلى غرار المعارض السابقة، يجد معارضين ومؤيدين له باختلاف غايات واهداف كل فريق، حيث قال مدير مؤسسة نيوجولد للمقاولات والتجارة العامة اولغ حسن بدر، ان شركته لها تواجد في الكويت ولبنان والعراق، وتعمل من خلال الجيش الاميركي في مشروعات اعادة اعمار العراق. واوضح ان مشاركة شركته بالمعرض تهدف الى البقاء ضمن خريطة الاحداث والاحتكاك مع الشركات العربية واكتساب الخبرات. وتساءل احد رجال الاعمال العراقيين، فضل عدم ذكر اسمه، عن حقيقة تجسيد المعرض لمقولة اعادة اعمار العراق، واضاف ان موضوع اعمار العراق موضوع حساس ومن يريد ان يعمر العراق عليه ان يرى العراق بنفسه والا يتطلع على مصالحه الشخصية التجارية اولا، ومن ثم مصلحة العراقيين. وقال «هذا ليس معرضا لاعادة اعمار العراق، فالكل يريد ان يبيع بضائعه، ومن يحس بوجع العراق يعرف معنى اعمار العراق، والشركات العراقية المفروض ان تكون موجودة، وهي الشركات الجادة التي تريد ان تقوم بعمل ولا تستطيع ان تقوم به بسبب سيطرة الشركات الاميركية على كل عقود اعادة الاعمار. واضاف هناك اجنحة في المعرض زينتها شعارات «من التجارة الى الصداقة»، تعرض منتجات الدجاج كاملا او مقطعا فهل هذا اعمار للعراق. وقال مدير العلاقات التجارية في غرفة التجارة العربية البريطانية باتريك فوبز ان الغرفة تتواجد في معرض اعادة اعمار العراق لانه يشكل فرصة كبيرة ليكون لدى الغرفة اعضاء اكثر من العراق والدول العربية بشكل عام. ويبلغ عدد اعضاء الغرفة 300 عضو معظمهم من الموجودين في المملكة المتحدة.

واضاف ان اهتمام الشركات البريطانية بتأسيس مشروعات في العراق في هذا العام اقل من العام السابق، بسبب الاوضاع الأمنية، اضافة الى عدم معرفة الشركات البريطانية بكيفية الدخول الى السوق العراقية.

وبين ان هناك احساسا لدى البريطانيين والشركات ورجال الاعمال، بان عقود اعادة الاعمار ذهبت الى الاميركيين وان بريطانيا حصلت على حصة «الفأر»، في حين ان حصة الاسد اخذتها اميركا. لكنه قال ان هناك فرصا لا تزال متوفرة في مجالات الانشاءات كالجسور وبناء المراكز الصحية والمدارس. وقال ان الاردن يشكل موقعا آمنا ومناسبا لتعامل الشركات البريطانية مع العراق، في ظل تردي الوضع الأمني هناك واستحالة تواجد رجال الاعمال، موضحا انه من خلال العاصمة الاردنية يمكن لقاء رجال الاعمال العراقيين، باعتبار ان هناك تواجدا كبيرا لهم، اضافة الى وجود شركات لهم ايضا فيها. وقال ان على المؤسسات الحكومية البريطانية والشركات ايضا ان تتخذ اسلوبا جديدا في التعامل مع العراق من خلال (بوابة الاردن) والالتقاء برجال الاعمال هناك لانه بلد آمن وهناك تسهيلات كبيرة في ميناء العقبة وعلى المداخل الحدودية. واوضح فوبز، ان مكتب تنسيق جهود إعادة إعمار العراق الموجود في الاردن في وزارة التخطيط والتعاون الدولي يعمل بشكل جيد لتنسيق السياسات والجهود المشتركة بين الأردن والعراق، في كل من قطاع التجارة وإدارة الشبكات والمعلومات والتعليم والبحث العلمي والصحة والنقل والتدريب والبترول والطاقة والاستثمار والأمن والسياسات النقدية والتمويلية. واشار الى اهمية هذا المكتب في التنسيق المباشر بين الحكومتين الأردنية والعراقية وتفعيل الدور المهم للقطاع الخاص واستقطاب المستثمرين الدوليين وحثهم على تأسيس شركات في الأردن للمساهمة في إعادة إعمار العراق، بالإضافة إلى تسهيل عمل الجهات المانحة والمؤسسات الدولية القائمة بأعمالها في الأردن، والمعنية بعملية إعادة إعمار العراق. كما يعمل هذا المكتب على التنسيق مع المؤسسات الدولية والسفارات التي تعمل في مجال إعادة إعمار العراق وبشكل خاص العاملة منها في الأردن، اضافة الى تزويد المؤسسات من القطاعين العام والخاص في الأردن والخارج باحتياجات العراق القطاعية الخاصة في عملية إعادة إعمار العراق.

ويعمل ايضا على توفير كافة التسهيلات اللازمة لتمكين الشركات الأجنبية الراغبة في المساهمة بعملية إعادة إعمار العراق من الدخول للعراق من خلال الأردن، أو الراغبة بإدارة عملياتها في العراق من الأردن.

كما تشارك في المعرض الهيئة الوطنية العراقية للاتصالات والاعلام، حيث اوضحت مديرة الجناح ان هناك حاليا اربع شركات تقدم خدمات الهاتف النقال في العراق، وهي اثير وعراقنا واسيا سيل وساناتل. وبينت ان دور الهيئة يتمثل بمنح التراخيص للقنوات الفضائية والاذاعات والتلفزيونات. وقال نائب رئيس غرفة زراعة الموصل فراس ابراهيم ان الغرفة التي تأسست نهاية العام الماضي تسعى الى مساعدة المزارعين العراقيين وان زيارتنا للمعرض هي بهدف الوصول الى الشركات التي تستطيع ان تقدم التقنية، مشيرا الى وجود تجاوب من قبل غرفة التجارة العربية البريطانية، ونأمل في ان نصل الى طريق للتعاون.