محللون : انتعاش الأسهم السعودية يضخ أرباحا «خيالية» للبنوك في ظل النمو المتسارع للسوق

الإقبال على صناديق الاستثمار والتسهيلات المالية للمقترضين تنعش العوائد

TT

ات هم مستثمرون في سوق الأسهم السعودي البنوك السعودية بأنها، ومن خلال صناديق الاستثمار لديها، تمثل احد اكبر «هوامير» سوق الاسهم، وانها تمثل جانبا كبيرا من تحركات سوق الاسهم ومضارباته بطرق تنم عن إلمام مسبق بالسوق الى جانب قدرات مديري تلك المحافظ وخبراتهم في التداول.

وبين ظافر القحطاني المحلل في سوق الاسهم السعودي، ان في سوق الاسهم «هوامير» من البنوك وغيرهم من الافراد من ذوي المحافظ الكبيرة غالبا ما يكونوا وراء رفع اسعار اسهم بعض الشركات او الضغط على اسهم بعض الشركات القيادية.

وأضاف أن البنوك تشهد عهدا ذهبيا منذ بداية عام 2003 مستفيدة من انتعاش سوق الاسهم المحلية، وأشار الى ان ربحية البنوك للنصف الاول من العام الحالي تضاعفت عدة مرات على ما كانت عليه في الفترة نفسها من العام الماضي 2004، وكانت قبل، انتعاش سوق الاسهم، تقدر ارباح البنوك النصف سنوية بنسب في حدود 20 في المائة الى 25 في المائة والآن تتحدث البنوك عن نسب ربحية عالية 50 الى ما يقارب 60 في المائة.

وقال ان صناديق الاستثمار عند البنوك التي يصل عددها الآن الى 17 صندوقا، تم انشاؤها لتلبية حاجة المستثمر الذي يرغب ان يجد من يدير له مدخراته، اما لعدم تفرغه او لجهله بتداول الاسهم الى جانب انها تشكل الملاذ الأمثل لكثير من سيدات الاعمال، ولذوي المدخرات الصغيرة.

والتسهيلات التي تقدمها البنوك على شكل قروض أدت الى زيادة عدد المحافظ الاستثمارية في سوق الاسهم السعودي. وشهدت إقبالا غير مسبوق، فهي تعد بالملايين، ويزداد عددها مع تنامي الاكتتابات في الشركات المدرجة.

وبين القحطاني أنه اذا رأت البنوك ان السوق في خسارة فان هناك معايير يتبعها المديرون في ادارة المحافظ، فربما يضطرون للبيع في اوقات معينة تضمن لهم حقوقهم التي تمثل القروض التي قدموها لبعض المحافظ، وان كان في البيع خسارة على صاحب المحفظة. وهم يقدمون القليل عند الربح، ولكنهم يشركون المستثمر في جانب كبير من الخسارة. في حين لو كان صاحب القرض هو الذي يشرف على ادارة قرضه في سوق التداول فربما لا يبيع حتى يتحسن السوق.

ويرى اقتصاديون أن صناديق الاستثمار تلعب دورا جيدا، وايجابيا في حفظ توازن سوق الاسهم، ولو ترك السوق لبعض الافراد الذين يمثلون الجانب الآخر من «هوامير» السوق وهم افراد من ذوي المحافظ الكبيرة وعند بعضهم الرغبة في العمل الجماعي لتضليل السوق عندها تدخل هوامير البنوك وتعمل على اتجاه آخر مقابل يؤدي الى حفظ توازن السوق. وخدمات البنوك بصفة عامة تنوعت، ومن الواضح ان البنوك حققت ارباحا كبيرة في سوق الاسهم ولكنها كذلك حققت ارباحا مجزية في الخدمات المصرفية الاخرى التي تقدمها في سوق تنافسية.

ويوضح الدكتور وديع كابلي استاذ الاقتصاد في كلية الاقتصاد والادارة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، ان سوق الاسهم اصبح مرتعا خصبا للمضاربات بين كبار المستثمرين للتلاعب بأسعار الاسهم بيعا وشراء بالجملة وبتكتل جماعي وفي وقت واحد وساعدهم في التأثير على اسعار الاسهم انخفاض عدد الشركات المساهمة في سوق الاسهم من ناحية وصغر حجم الكمية المتداولة من الاسهم مقارنة بإجمالي عدد الاسهم المطروحة، وهذه الفئة قوية ماليا، اداريا، وفنيا، ويتعاملون في وضح النهار وبتعاون وثيق بينهم لفرض هيمنتهم على سوق الاسهم، ومن هنا لا بد من وجود حلول لحماية اموال صغار المستثمرين، وزيادة عمق السوق بحجم كبير من اسهم المؤسسات الحكومية والمزيد من المؤسسات المساهمة. من الصعب منع كبار المساهمين من شراء او بيع كميات ضخمة من الاسهم لأن ذلك سيحد من التداول وقد يقود الى انهيار عام لأسعار الاسهم، ولكن مراقبة السوق قد تساهم في حفظ اموال صغار المستثمرين.