سوق النفط تتجاهل بيان «أوبك» ومصادر تؤكد ضخ 300 ألف برميل خلال يوليو وتستبعد رفع سقف الإنتاج الرسمي

برنت تخطى 64 دولارا للبرميل في مستوى قياسي جديد * تراجع مخزون البنزين في أميركا وسط قفزة تاريخية في الواردات

TT

واصلت اسعار النفط انتعاشها لمستويات قياسية أمس حيث ارتفع النفط في نايمكس 1.23 دولار الى مستوى قياسي جديد عند 64.30 دولار للبرميل مع صعود البنزين.

كما ارتفعت أسعار برنت في المعاملات الاجلة ببورصة البترول الدولية في لندن لاكثر من دولار الى مستوى قياسي جديد فيما دفع صعود اسعار البنزين الأميركي في المعاملات الاجلة اسعار الطاقة صعودا.

وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس أن مخزونات النفط الخام ارتفعت بمقدار 2.8 مليون برميل بينما انخفض مخزون البنزين 2.1 مليون برميل في الأسبوع الماضي.

وقالت الإدارة في تقريرها الأسبوعي إن مخزون النفط الخام بلغ 320.8 مليون برميل بينما بلغ مخزون البنزين 203.1 مليون.

وكان المحللون يتوقعون أن يظهر التقرير انخفاض مخزون النفط الخام 600 ألف برميل وانخفاض مخزون البنزين 1.9 مليون برميل. وأوضح التقرير أن مخزون المشتقات الوسيطة التي تشمل وقود التدفئة ووقود الديزل ارتفع 2.6 مليون برميل إلى 129.9 مليون بينما كان المحللون يتوقعون ارتفاعه 1.7 مليون برميل.

كما سجلت واردات النفط الخام الأميركية خلال الأسبوع الماضي ثاني أعلى مستوياتها بينما زادت واردات البنزين إلى أعلى مستوياتها حتى الان لهذا العام. وقالت إدارة معلومات إن واردات النفط الخام زادت 101 ألف برميل يوميا إلى 11.1 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في الخامس من أغسطس (آب). وأضافت أن واردات البنزين زادت 1.2 مليون برميل يوميا لتسجل أعلى متوسط أسبوعي هذا العام.

وكانت سوق النفط قد تجاهلت أمس البيان الصادر عن «اوبك» الذي يعد «رسالة سياسية تعبر عن التزام دول المنظمة بتوفير الإمدادات الضرورية» حيث عاودت أسعار برنت والخام الاميركي الخفيف ارتفاعها في المعاملات الآجلة صباح امس قبيل إعلان بيانات المخزونات الأميركية. فقد ارتفع الخام الأميركي الخفيف في عقود سبتمبر 24 سنتا الى 63.26 دولار للبرميل بانخفاض دولار تقريبا عن مستواه القياسي عند 64.27 دولار للبرميل الذي بلغه يوم الثلاثاء.

وبذلك يكون خام برنت ارتفع 5 بالمائة منذ بداية هذا الشهر وسط مخاوف امنية في السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم ونتيجة توقف مصافي نفط اميركية عن العمل في منتصف موسم الصيف الذي يشتد فيه الطلب على البنزين.

إلى ذلك أكدت مصادر مطلعة في «أوبك» أمس لـ«الشرق الاوسط» أن دول المنظمة التي تنتج دولها الأحدى عشرة بما فيها العراق حسب آخر البيانات 30.4 مليون برميل يوميا نجحت بإضافة حوالي 300 ألف برميل يوميا خلال شهر يوليو (تموز) الماضي فيما استبعدت المصادر أن تتفق دول «اوبك» على رفع سقف الإنتاج الرسمي بواقع نصف مليون برميل إلى 28.5 مليون لحين عقد المؤتمر الوزاري في 19 سبتمبر (أيلول) المقبل في فيينا على الرغم من المشاورات المستمرة التي يجريها رئيس «أوبك» بناء التفويض الممنوح له مكتفية بالسماح لدولها بتجاوز حصص الإنتاج لتلبية الطلب. ونقلت وكالة رويترز عن مؤسسة «ريفكو» في مذكرة «تهديد المنشآت الاميركية في السعودية هو احدث أمر يهز معنويات السوق ويدعم اسعار النفط الخام في حين تدعم مشاكل التكرير الاميركية أسعار المنتجات النفطية». وذكر روبر كينث، المتحدث الإعلامي باسم السفارة الأميركية في الرياض، لـ«الشرق الأوسط» أمس أن السفارة والقنصليتين في كل من جدة والظهران عاودتا العمل بشكل اعتيادي أمس وأنهما استقبلا الجمهور بشكل كامل وذلك بعد تعليق العمل لمدة يومين بعد تحذيرات من احتمال وقوع عمل إرهابي تجاه تلك المقار الدبلوماسية.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر في شركات تكرير في اليابان وكوريا الجنوبية أمس أن السعودية أبلغت زبائنها الآسيويين مشتري النفط بعقود لأجل أنها ستبقي إمداداتها إليهم من النفط الخام في سبتمبر عند نفس مستويات أغسطس وهو كامل الكميات المتعاقد عليها. وقال احد المصادر «أنها مئة في المائة من الكميات المتعاقد عليها. وليس هناك تغيير عن مستويات أغسطس». وتقوم السعودية منذ مايو (آيار) بتوريد كامل الكميات المتعاقد عليها إلى زبائن آسيا. وقال تجار إن السعودية أبلغت شركات النفط العالمية الكبرى وشركات التكرير الأوروبية أنها ستبقي إمداداتها إليهم من النفط الخام في سبتمبر عند نفس مستويات أغسطس وهو كامل الكميات المتعاقد عليها.

ومنذ مايو تتسلم شركات النفط الكبرى نحو 80 % من الكميات المتعاقد عليها. وكانت شركات التكرير الأوروبية تتسلم نحو 70 إلى 75 في المائة من الكميات المتعاقد عليها خلال نفس الفترة.

وقال يوسف كالا نائب الرئيس الاندونيسي أمس إن اندونيسيا قد ترفع أسعار المنتجات النفطية المحلية في يناير (كانون الثاني) أو قبل ذلك لخفض تكلفة الدعم الحكومي وذلك في محاولة لتخفيف عجز الميزانية.

وردا على سؤال عن احتمال رفع الأسعار قال كالا للصحافيين بدون الخوض في التفاصيل «اعتقد أنه لم يعد بوسعنا الانتظار بحلول يناير على أقصى تقدير لان ميزانية البلاد قد تواجه متاعب». وكانت الحكومة الاندونيسية قد تبنت التوصية الخاصة بعدم الانسحاب من «اوبك» على أن تعيد اللجنة الخاصة بهذا الموضوع دراسة هذا الموضوع خلال السنتين أو الثلاث المقبلة.

إلى ذلك قال مسؤول عراقي امس إن العراق خفض سعر البيع الرسمي لخام البصرة الخفيف للشحنات المتجهة إلى الولايات المتحدة في سبتمبر بواقع دولار للبرميل ورفع السعر 50 سنتا للشحنات المتجهة إلى أوروبا.

وحددت مؤسسة تسويق النفط العراقي سعر بيع خام البصرة الخفيف في سبتمبر إلى السوق الأميركية بخصم 8.35 دولار للبرميل عن سعر الشهر الثاني من شهور التعاملات الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي الخفيف. وخفض العراق سعر خام البصرة لشهر سبتمبر في الشحنات المتجهة إلى آسيا بواقع 55 سنتا ليصبح أقل 2.10 دولار للبرميل من متوسط أسعار خامي عمان ودبي.

وفي حين زاد إنتاج أذربيجان من النفط الخام بنسبة 30 في المائة في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري مع استمرار شركة «بي.بي» البريطانية في زيادة إنتاجها من بحر قزوين، ارتفع معدل الزيادة الإنتاجية من 25 في المائة في النصف الأول من العام بينما كانت «بي.بي» تستعد لملء خط أنابيب رئيسي، يمتد من العاصمة باكو إلى ميناء جيهان التركي المطل على البحر المتوسط، من المقرر أن ينقل مليون برميل يوميا في وقت لاحق من العقد الجاري.

وقالت «بي.بي» إن إنتاجها من حقلي شيراج وأذري بلغ 6.07 مليون طن (210 آلاف برميل يوميا) في الأشهر السبعة الأولى من العام ارتفاعا من 3.53 مليون طن في الفترة المقابلة من العام الماضي.

وبلغ إجمالي إنتاج أذربيجان من النفط 11.3 مليون طن (391 ألف برميل يوميا) في الأشهر السبعة الأولى بزيادة 30 في المائة من 8.76 مليون طن (301 ألف برميل يوميا) في الفترة المقابلة من العام الماضي، فيما قال البنك المركزي النيجيري امس إن إنتاج نيجيريا من النفط بما فيه المكثفات وسوائل الغاز الطبيعي ارتفع بمقدار 50 ألف برميل يوميا إلى 2.50 مليون برميل في اليوم في يونيو الماضي.

وقال البنك في تقريره الاقتصادي الشهري إن إجمالي إنتاج الشهر بلغ 75.0 مليون برميل مقارنة مع 75.95 مليون برميل في شهر مايو الذي يزيد عدد أيامه يوما عن شهر يونيو.