أوبك تتوقع تراجع الإنتاج من خارجها وصعود الطلب العالمي والحاجة لنفطها إلى 29.2 مليون برميل في 2006

البنزين الأميركي يصعد في نايمكس إلى مستوى قياسي بعد إعلان هبوط المخزونات

TT

قفزت أسعار البنزين الاميركي للعقود الآجلة في بورصة «نايمكس» بنيويورك إلى مستوى قياسي مرتفع جديد في التعاملات الصباحية يوم أمس بعد أن أظهرت أحدث بيانات أسبوعية للمخزونات أصدرتها الحكومة الاميركية هبوطا أكبر من المتوقع في الإمدادات الأسبوع الماضي.

وقفز سعر البنزين للعقود تسليم سبتمبر (أيلول) إلى 2.029 دولار للجالون مرتفعا 4.54 سنت عن مستوى إغلاقه يوم الثلاثاء ومُسجلا أعلى مستوى على الإطلاق لأسعار العقود تسليم الشهر التالي منذ بدء تعاملات العقود الآجلة للبنزين في نايمكس في عام 1984 . والمستوى القياسي السابق بلغ 2.0145 دولار للجالون وسجل يوم الجمعة الماضي.

ونقلت وكالة رويترز عن إدارة معلومات الطاقة الاميركية قولها إن مخزونات البنزين في الولايات المتحدة هبطت الأسبوع الماضي بمقدار 5 ملايين برميل إلى 198.1 مليون برميل وهو ما يزيد كثيرا عن متوسط توقعات المحللين في مسح لرويترز لانخفاض قدره 1.4 مليون برميل وكانت أسعار خام برنت والخام الأميركي في العقود الآجلة تراجعت صباح أمس حيث تراجع سعر برنت في عقود أكتوبر (تشرين الأول) ببورصة البترول الدولية في لندن 12 سنتا ليصل إلى 64.96 دولار للبرميل. فيما هبط سعر الخام الأميركي الخفيف في عقود سبتمبر سنتا واحدا إلى 66.07 دولار للبرميل. ومن جانب آخر أجرت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» في تقريرها الشهري الصادر أمس تعديلات عدة على تقديراتها لمعدلات نمو العرض والطلب العالمي على النفط للعام الحالي والمقبل بناء على تغيرات طرأت خلال الشهر الماضي وعكست نظرة أكثر تفاؤلا للاقتصاد العالمي خلال العام المقبل.

ففي حين خفضت أوبك توقعاتها لمتوسط نمو الطلب العالمي على النفط للعام الحالي ليصبح 1.58 مليون برميل أو ما يعادل 1.9 في المائة لصبح معدل الطلب 86.6 مليون برميل وبذلك تكون قد خفضت توقعاتها السابقة بواقع 40 ألف برميل حيث كانت تتوقع أن يرتفع الطلب خلال العام الحالي 1.62 مليون برميل مرجعة هذا التغيير في التوقعات إلى تسجيل نسب النمو في بعض الاقتصادات الرئيسية المستهلكة للنفط مستويات اقل من التوقعات في كل من الولايات المتحدة والصين, وفي المقابل رفعت المنظمة تقديراتها لنمو الطلب للعام المقبل ليصبح حسب تقريرها الجديد عند 1.6 مليون برميل أو ما يعادل 1.9 في المائة ليصبح معدل الطلب المتوقع للعام المقبل 85.2 مليون برميل عاكسا التفاؤل بتحقيق الاقتصاد العالمي نموا ايجابيا للعام المقبل عند 4 في المائة في حين تتوقع المنظمة أن ينمو الاقتصاد العالمي للعام الحالي 4.1 في المائة. وفي التفصيل رصد تقرير الاوبك الشهري الجديد أن تبلغ نسبة نمو الاقتصاد الاميركي 3.5 في المائة بدلا عن تقديراتها السابقة البالغة في حينها 3.4 في المائة. وفي الصين فان التقرير الذي تحدث عن رصد مؤشرات لتباطؤ في النمو فانه رصد نمو قويا في الصادرات الصينية في يونيو مترافقا مع نسبة نمو عالية للاستثمار وبذلك فان المنظمة تتوقع نموا في الاقتصادي الصيني بنسبة 8.9 في المائة، فيما يتوقع أن يسجل نسبة نمو اقل في العام المقبل عند مستوى 8.2 في المائة.

وفي اليابان توقع تقرير اوبك أن ينمو الاقتصاد بنسبة 1.6 في المائة وان يواصل وتيرته التصاعدية للعام المقبل متوقعا أن ينمو 1.8 في المائة.

التحول الآخر الذي طرأ على تقديرات اوبك الشهرية لسوق النفط للعام الحالي والمقبل تركز في تقديراتها لنسبة نمو العرض من خارج المنظمة حيث خفضت المنظمة تقديراتها لنمو إنتاج النفط من خارج اوبك بواقع 17 ألف برميل مقارنة بتوقعات التقرير السابق، مشيرة إلى متوسط إنتاج النفط من خارج اوبك سيكون عند مستوى 50.5 مليون برميل, حيث عدلت توقعاتها لإنتاج الربعين الأولين من العام وأيضا فعلت ذات الأمر بالنسبة للربع الثالث بفعل تعزيز إنتاج البرازيل وتراخي إنتاج الهند. فيما ذكر تقرير اوبك أن معدل إنتاجها خلال شهر يوليو بلغ 30.2 مليون برميل.

وتكرر الأمر ذاته بالنسبة لتوقعاتها لإنتاج النفط من خارج المنظمة للعام المقبل, ففي حين توقع التقرير أن يبلغ متوسط الانتاج 51.5 مليون برميل ما يعني بزيادة مليون برميل عن إنتاج العام الحالي إلا أن هذا المقدار من التوقعات يقل بحوالي 148 ألف برميل مقارنة بالتوقعات السابقة ما يعني أن المنظمة خفضت تقديراتها لما يمكن لدول خارج اوبك أن تنتجه للعام المقبل ما يلقي العبء على اوبك في سد نقص المعروض معدلة متوسط حجم الطلب على نفطها للعام المقبل ليكون 29.2 مليون برميل رافعة إياه بواقع 170 ألف برميل مقارنة بالتقرير السابق وهو معدل يفوق حجم الطلب على نفط اوبك للعام الحالي بواقع 300 ألف برميل. ولم تغير المنظمة توقعاتها لتوازن العرض والطلب للعام الحالي مشيرة أن متوسط إنتاج اوبك للعام الحالي سيبلغ 28.9 مليون برميل معتبرة أن الزيادة بالنمو على المتوقع خلال الربع الأول بواقع 100 ألف برميل تمت معادلتها بنسبة تراجع للربع الثالث بذات الكمية. وبالنسبة لأسعار سلة خامات اوبك فقد بلغ متوسط سعرها لشهر يوليو 53.13 دولار للبرميل مرتفعا بواقع 1.09 دولار عن متوسط للشهر السابق أو ما نسبته 2 في المائة مشيرا إلى تسجيل سلة خامات المنظمة أعلى سعر تاريخي لها في يوم 12 أغسطس بالغا 59.14 دولار للبرميل. وارجع التقرير هذا الصعود القياسي إلى مخاوف امدادات الوقود بعد مشاكل المصافي والبداية القوية لموسم أعاصير خليج المكسيك.