الشركات الألمانية تودع مرحلة الخسائر

بعد نتائج مشجعة سجلتها في الربع الثاني

TT

برلين ـ د ب أ: كشفت النتائج ربع السنوية الاخيرة التي أعلنتها الشركات الالمانية عن دخول تلك الشركات مرحلة نمو الارباح والخروج من دائرة الخسائر أو تراجع الارباح التي عانت منها بشكل عام خلال السنوات القليلة الماضية.

فقبل أيام أعلنت شركت هوكتيف اكبر شركة للبناء في ألمانيا تحقيق أرباح خلال الربع الثاني من العام الحالي فاقت التوقعات لتنضم بذلك إلى قائمة طويلة من الشركات التي حققت أرباحا مرتفعة مثل شركات السيارات والكيماويات والملابس وغيرها.

وبلغ متوسط الزيادة في أرباح شركات السيارات والمؤسسات المالية والكيماويات والملابس وغيرها 22 في المائة خلال الاشهر الستة من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وقد ازدادت نبرة التفاؤل التي تتحدث بها الشركات عن أرباحها المتوقعة للعام الحالي ككل.

فقد ذكر هانز بيتر كايتل الرئيس التنفيذي لشركة هوكتيف أثناء إعلان نتائج الربع الثاني من العام الحالي أن الاداء الجيد للشركة يعني أنها تسير بانتظام على طريق تحقيق الارباح المستهدفة للعام الحالي ككل بزيادة قدرها 50 في المائة عن العام الماضي.

جاءت زيادة أرباح الشركات الالمانية في الوقت الذي تظهر فيه مؤشرات على تعافي الاقتصاد الالماني اكبر اقتصادات أوروبا ببطء بعد نجاح الشركات الالمانية في تنفيذ خطط صارمة لخفض النفقات وتحسن أداء استثمارات الشركات الالمانية في الخارج. كما أن الشركات الالمانية استفادت من تحسن الاقتصاد العالمي في ضوء حقيقة أن الاقتصاد الالماني هو اقتصاد تصديري في المقام الاول.

وعلى مدى 12 شهرا الماضية نفذت الشركات الالمانية جولة من إعادة هيكلة عملياتها بهدف خفض النفقات. تقول إيلجا بارتش خبيرة الاقتصادات الاوروبية في مؤسسة مورجان ستانلي المالية إن عمليات إعادة هيكلة الشركات الالمانية بدأت تؤتي ثمارها.

وقدم العديد من الشركات الالمانية الكبيرة مثل باسف للكيماويات وتايسنكروب للصلب رؤية متفائلة بشأن المستقبل. كما أن آفاق تغيير الحكومة الالمانية بعد الانتخابات العامة المنتظرة تزيد شعور مجتمع المال والاعمال في برلين بالثقة في المستقبل. ورغم تذبذب أداء مؤشر داكس الرئيسي للاوراق المالية في بورصة فرانكفورت الالمانية خلال الايام الاخيرة فإن المؤشر حقق مكاسب كبيرة خلال الفترة الماضية ووصل إلى أعلى مستوى له منذ أربع سنوات.

يقول مايكل دايكمان الرئيس التنفيذي لمجموعة آليانز أكبر مجموعة تأمين في أوروبا «العام المالي حتى اليوم يجعلني متفاءلا بأننا لن نحقق المستهدف فقط ولكننا سنتجاوزها أيضا».

في الوقت نفسه نجحت شركة السيارات العملاقة ديملر كرايسلر في زيادة أرباح الربع الثاني من العام الحالي بنسبة 28 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي لتصل إلى 737 مليون يورو بعد أن نجحت شركة مرسيدس كار جروب التابعة لها في تجاوز أزمتها وعادت إلى تحقيق أرباح. وأعلن مصرف دويتشه بنك أكبر بنوك ألمانيا زيادة أرباح الربع الثاني من العام الحالي بنسبة 44 في المائة ليمهد الطريق أمام تحقيق عائد على الاستثمار قبل سداد الضرائب نسبته 25 في المائة كما تعهد الرئيس التنفيذي جوزيف أكيرمان للمساهمين في وقت سابق.

السيناريو نفسه تكرر مع شركة فولكس فاجن أكبر منتج للسيارات في أوروبا حيث زادت أرباح تشغيلها خلال الربع الثاني من العام الحالي بنسبة 61.6 في المائة وهو ما شكل مفاجأة لاغلب المحللين.

ولكن الجانب المظلم من هذه الصورة هي أن تحسن أرباح الشركات الالمانية لم يترجم إلى توفير المزيد من الوظائف في الوقت الذي وصل فيه معدل البطالة إلى أعلى مستوى له منذ الحرب العالمية الثانية الامر الذي يخلق معضلة بالنسبة لاوساط عديدة في ألمانيا وبخاصة حكومة المستشار جيرهارد شرودر.

ليس هذا فحسب بل إن الشركات تبدو مصرة على مواصلة خطط إعادة الهيكلة بما تنطوي عليه من تسريح المزيد من العمال الامر الذي أثار سخطا واسعا على هذه الشركات وإدارتها لدرجة دفعت بعض السياسيين إلى المطالبة بمقاطعة الشركات الالمانية التي تسرح عمالها الالمان رغم تحقيق أرباح.