باحثون في جامعة البصرة يحذرون من تراجع الصناعات النفطية في العراق

TT

امتازت الأسواق العراقية خلال العامين الماضيين بالتدفق العشوائي وغير المبرمج للمشتقات النفطية المستوردة ساهم فيها القطاعان الحكومي والخاص بعد تخلف الإنتاج المحلي وعدم قدرته على سد الطلب المتزايد على الوقود وزيوت المحركات نتيجة دخول مئات الآلاف من السيارات المستوردة ومولدات الكهربائية وتدني نوعية المنتج لشحة المستلزمات والمواد الأولية المحسنة وغياب الأداء الرقابي.. وأكدت دراسة أعدها باحثون في جامعة البصرة ان الصناعة النفطية في العراق تعد من اقدم الصناعات بالمنطقة والتي امتازت بوفرة وجودة الإنتاج لكنها تراجعت بشكل مخيف خلال السنوات القليلة الماضية بما ينذر بمخاطر كبيرة على هذه الصناعة من خلال تراجع في خطط الإنتاج وانحسار في تحسين النوعية على نحو افقد المستهلك المحلي الثقة في نوعية الإنتاج وتفضيلية الأنواع المستوردة بما يهدد من هدر اموال طائلة بالعملة الصعبة وكان الأجدر توظيف تلك الأموال في تطوير هذه الصناعة التي باتت تدخل في كل مفاصل عمليات الاستهلاك.

وأوضحت الدراسة ان الأوضاع السيئة التي تعيشها قطاعات الإنتاج والتطوير والتسويق أدت الى تدهور عمليات الإنتاج عموما كما ان إجراءات الانفتاح العشوائي على الاستيراد وخاصة في زيوت المحركات قد اغرق السوق المحلية بها حتى الرديئة منها مما جعل المنتوج الوطني في النهاية غير قادر على المنافسة مما يتطلب إعادة تفعيل دور القطاع الصناعي النفطي في هذا الميدان لتلبية الاحتياج المحلي من خلال تحديث خطوط الإنتاج وتوفير مستلزماته ودعم الخبرة الوطنية وتشديد إجراءات الاستيراد كفيل بحماية الإنتاج الوطني من المنتجات النفطية في ظل متطلبات واحتياجات السوق.

واوردت الدراسة أمثلة على الاسعار المحلية لزيوت المحركات التي تراوحت العبوات منها ذات الخمسة لترات ما بين 6 و 11 ألف دينار وبحسب علاماتها التجارية ومنشئها (الإماراتية والسعودية والكويتية والإيرانية) تقف في مقدمتها زيوت فوكس التي تتراوح أسعارها بين 10 11- ألف دينار تليها زيوت سوبر إنترناشيونال والاولتراوستلين وغيرها مشيرة الى تدني أسعار المنتج المحلي والذي يباع بسعر آلف ومائتين وخمسين دينارا للتر الواحد في محال تبديل الزيوت في الوقت الذي توفره الدولة بسعر ستمائة دينار للتر الواحد مما اسهم في إشاعة الغش الصناعي والذي افقد هو الآخر ثقة المستهلك بالمنتج الوطني وهذا الحال ينطبق أيضا على بنزين السيارات وزيت الغاز الذي أخذت صناعته تشتهر في الاسواق الشعبية من خلال خلط كميات من النفط الأبيض بنسبة قليلة من زيت المحركات ليتحول الى زيت وقود مما اثر بشكل كبير على أداء منظومات احتراق الوقود في السيارات التي تعمل به وارتفاع عطلات مولدات الكهرباء الأهلية.