إصدارات الأسهم في الخليج.. هوس أم ازدهار لأسواق ناشئة

TT

دبي ـ رويترز: شهدت منطقة الخليج سلسلة من اصدارات الاسهم واقبالا شديدا من المستثمرين عليها غذى ازدهار أسواق الاسهم، لكنه أثار في الوقت نفسه مخاوف من ان يكون الارتفاع الكبير في الاسواق فقاعة ربما تكون في طريقها للانفجار.

وبلغ الاقبال على الاكتتاب حدا تطور فيه الى مشاجرات خلال الاكتتاب في أسهم بنك البلاد الجديد في وقت سابق من العام الحالي والذي شارك فيه ثمانية ملايين سعودي أي نصف سكان المملكة.

وفي ابريل (نيسان) تجاوز الطلب على الاكتتاب في أسهم شركة ابار للاستثمارات البترولية الكمية المطروحة بنحو 800 مرة واجتذب طلبات بلغت قيمتها 100 مليار دولار أي ما يزيد على الناتج المحلي الاجمالي لدولة الامارات.

وجاءت هذه الاصدارات في أعقاب ارتفاع كبير في أسواق الاسهم بفضل ارتفاع أسعار النفط الى مستويات قياسية مما ساهم في تغذية النمو السريع، وشهدت الاسواق ارتفاعا كبيرا في أسعار أسهم الاصدارات الجديدة.

وقال مصرفي خليجي «هذه أسواق ناشئة وفرص الاستثمار البديل فيها محدودة والمستثمرون تعودوا على عوائد تصل الى مثلي وثلاثة أمثال (استثماراتهم) خلال فترة قصيرة في الطفرة الحالية»، لكنه أضاف أن الحماس الشديد «غير المعقول وغير المنطقي الى حد ما لهذه الاصدارات يثير مخاوف لان العديد منها شركات جديدة» وليس لها سجل مالي.

وفي هذه الحال فان المستثمرين يضاربون بأموالهم بدلا من دراسة الشركات وذلك لعدم وجود معلومات كافية عنها.

وقال أحد السماسرة ان العديد من نشرات الاكتتاب في منطقة الخليج تكون مجرد أدوات للترويج على نقيض ما يحدث في الغرب حيث تحتوي النشرات على بيانات وتوقعات مالية تفصيلية.

لكن العديد من الاصدارات تدعمها حكومات مما يخفف من حدة المخاوف بشأن أداء الشركات في المستقبل.

وقال بشر بخيت من بخيت للاستشارات المالية ان أغلب الاصدارات الاولية في السعودية تكون اما لشركات شبه احتكارية أو شركات للبنية الاساسية مثل اتحاد اتصالات وان مثل هذه الشركات تخضع لاشراف حكومي مشدد.

وأضاف «لذلك لا أتوقع أية حوادث، فالاصدارات الاولية في السعودية في أيد أمينة»، وقال محللون انهم يرحبون بخطوات من جانب بعض الحكومات لالزام الشركات بتطوير خطة عمل مفصلة قبل طرح أسهمها.

وقال هيثم عربي من شعاع كابيتال انه رغم أن الشركات الجديدة في الامارات ترعاها الحكومة فانه يفضل أن يظل بعضها شركات خاصة لبضع سنوات وأن يصبح لاعمالها سجل قبل أن تطرح أسهمها على الجمهور.

وفي النصف الاول من العام الحالي ارتفعت بورصة دبي بنسبة 148 في المائة وأدى ازدهار السوق الى ارتفاع معدل الاصدارات الاولية، وتوقع تقرير لاحد البنوك أن تقفز قيمة الاصدارات في الامارات الى 11 مليار دولار هذا العام من 680 مليون دولار عام 2004.

لكن محللين قالوا ان حركة تصحيحية شهدتها الاسواق في الاونة الاخيرة قد تبطيء ايقاع الاصدارات.

وحذر مصرفي خليجي من أن معدلات المضاربة المرتفعة في بورصات الخليج بفضل تيسير شروط الاقراض المصرفي قد تكون لها اثار سلبية على التنمية الاقتصادية، وقال «التصنيع والتجارة يخلقان سلعا وخدمات أي أصولا ملموسة في حين أن أسواق المال ربما لا تخلق الا أصولا ورقية، لذلك اذا حدثت هجرة من رأس المال للاخيرة فستكون لذلك اثار سلبية على الاقتصاد ككل».