زيادة الرواتب تدعم الحركة التاريخية لمؤشر الأسهم السعودية بـإضافة 88 نقطة

محلل مالي لـ«الشرق الاوسط» : مستويات المؤشر الحالية توحي بنيات جادة لتحطيم 15000 نقطة قريبا

TT

بسعادة غامرة ملأت أحاديث المتعاملين في صالات سوق الأسهم السعودية أمس مع أنباء القيادة السعودية بزيادة رواتب موظفي الحكومة 15 في المائة، عوض مؤشر سوق الاسهم السعودية، رغم عدم تفاعل بعض الأسهم القيادية، التي مثلت دعما قويا خلال الفترة الماضية، وخاصة سهمي «سابك» و«الكهرباء السعودية»، حيث صعدت السوق أمس 0.56 في المائة، تمثل ارتفاعا بواقع 83.8 نقطة، ليغلق المؤشر عند 14743.70 نقطة ختام التعاملات، مسجلا بذلك نقطة تاريخية جديدة وكاشفا عن نيات جادة من قبل قوى السوق لتصعيد السوق إلى كسر حاجز 15 ألف نقطة قريبا.

ووصف إبراهيم الربيش، مستثمر ومحلل مالي سعودي، الفرحة الكبيرة في أوساط المتعاملين بقوله: لم أشاهد البهجة والسرور والضحكات الكثيرة بين المتعاملين بهذا القدر منذ فترة طويلة، في وقت كانت تشهد فيه بعض الأسهم تراجعا واضحا في أدائها، وخاصة الأسهم التي كانت تدعم موقف السوق، مشيرا إلى أن الزخم العام الذي أضافته الأنباء الحكومية تكفلت بتنشيط حركة التداولات على بعض الأسهم التي تحمل سمة المضاربة ومعقولية القيمة.

وأبان الربيش في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن التعاملات وحركة تقديم طلبات البيع والشراء تضمنت بعض النكات والطرائف وتبادل الحكايات واسترجاع المواقف، في لمحة تشير إلى مدى السعادة التي احتوت المتعاملين حيث تمثل شرائح كثيرة منهم موظفي القطاعات الحكومية المختلفة، مستبعدا في ذات الوقت أن تنعكس تلك الزيادة على سوق الأسهم بشكل مباشر. وقال الربيش إنه يصعب القول بتأثير إضافات الرواتب الجديدة على السوق، إنما يمكن القول إنه سيسهل على شريحة واسعة، خاصة من صغار المتعاملين، توفير جزء من مرتباتهم للخوض من جديد في سوق الأسهم، عبر الاكتتابات المقبلة، إذ تمثل متوسط السيولة الجديدة في مرتبات الموظفين الحكوميين الذي يشكلون نسبة كبيرة من السوق، إضافة مبالغ يمكن أن تدعم في شراء الأسهم المكتتب بها في الشركات الجديدة.

وأوضح الربيش أن المحفزات القائمة بما فيها أسعار النفط والمبادرات الحكومية وتوقع مستقبل واعد للقطاع الاقتصادي وتنمية الاستثمارات في البلاد وزيادة ودعم صناديق التمويل المختلفة، تمضي مع الوجهة الفعلية لمؤشر السوق التي توضح نيات المتعاملين المضي بقوة وتكسير حواجز تاريخية مختلفة من بينها حاجز 15000 نقطة عاجلا.

ولفت المحلل المالي الى أن السوق تجاهلت ثبات سعر سهم «سابك» أمس، إذ أقفل السهم مستقرا عند 1640 ريالا، بتداول 755.4 ألف سهم، وكذلك سهم «كهرباء السعودية» المنخفض 0.20 في المائة، إلى 126.75 ريال، بتداول 2.7 مليون سهم، مشيرا إلى ان المعادلة الدقيقة تكشف أن بإمكانية السوق عبر نشاط بعض الأسهم والحركة الحيوية على بعض القطاعات تعوض هبوط بعض الأسهم القيادية وذات التأثير المباشر في السوق.

وأضاف الربيش أن حركة الأمس في سوق الأسهم السعودية تركزت من قبل قوى السوق على بعض الأسهم ذات المميزات المتضمنة سعرا معقولا وقريبا من المستويات المتوسطة وليست الأسعار المتدنية وشركات ذات جاذبية يمكن التخلص من أسهمها بسرعة وتشهد حركة نشيطة ودائمة والتي استطاعت أمس دعم موقف المؤشر الصاعد عبر الحركة النشيطة وكثافة التداول عليها. إلى ذلك، سيطر على التداولات سهم «النقل البحري»، بعد التداول عليه بواقع 3.9 مليون سهم، وبعد أن صعد 2.6 في المائة، إلى 344 ريالا، وحل ثانيا سهم «التعمير» المرتفع 1.7 في المائة، ليغلق عند 194 ريالا، بتداول 3.5 مليون سهم. وسجل أكبر صعود سهم «عسير» بارتفاعه 8.6 في المائة، إلى 619 ريالا، بتداول 1.1 مليون سهم، في حين جاء ثانيا سهم «جرير» المرتفع 6.6 في المائة، إلى 1028 ريالا، بتداول 40.9 ألف سهم. في المقابل سجل أكبر انخفاض سهم «معدنية» الهابط 6.3 في المائة، إلى 520 ريالا، بتداول 887.2 ألف سهم.

وتم تداول 57 مليون سهم، بلغت قيمتها الإجمالية 20.3 مليار ريال، نفذت عبر 244.8 ألف صفقة، صعدت معها أسهم 50 شركة، مقابل أسهم 24 شركة من أصل 77 شركة مدرجة في السوق. وكان قطاع البنوك الأكثر انتعاشا حيث سجلت جميع البنوك ارتفاعا عدا سهم بنك «البلاد»، الذي تراجع بواقع 0.07 في المائة، إلى 745 ريالا، بتداول 474.5 ألف سهم، في حين قاد القطاع سهم «الجزيرة» الصاعد 3.8 في المائة، إلى 914 ريالا، بتداول 99.6 ألف سهم.