بوش يحذر المضاربين من التلاعب بأسعار البنزين

وسط بوادر أزمة وقود نتيجة إعصار «كاترينا»

TT

حذر الرئيس الأميركي جورج بوش امس من التلاعب بأسعار البنزين لاستغلال الاضطراب الذي أحدثه الاعصار «كاترينا» في أسواق الطاقة وقال انه يجب عدم التهاون على الاطلاق مع من يقومون بأعمال السلب والنهب.

واشار بوش في مقابلة تلفزيونية مع برنامج «صباح الخير يا أميركا» على محطة «ايه.بي.سي» بالقول «اعتقد أنه يجب ألا يكون هناك أي قدر من التهاون مع من يخالفون القانون خلال حالة طوارئ مثل هذه الحالة سواء كان ذلك بالسلب والنهب أو التلاعب بالاسعار في محطات البنزين أو الاستغلال» أو التحايل للحصول على تعويضات تأمينية.

وقفزت اسعار البنزين الأميركي للعقود الاجلة في التعاملات المبكرة في بورصة نايمكس امس مع بقاء عدة مصاف نفطية مغلقة في منطقة الساحل الأميركي على خليج المكسيك في اعقاب الاعصار «كاترينا».

وقال مسؤولون بمعهد البترول الأميركي في مؤتمر صحافي في نيويورك امس ان الاعصار تسبب في خفض معدلات التشغيل في 12 مصفاة نفطية في الولايات المتحدة اضافة الى المصافي الثماني التي أغلقت بالكامل.

وقال جون فيلمي كبير الخبراء الاقتصاديين بالمعهد ان مصافي التكرير الاثنتي عشرة اضطرت الى خفض العمليات بسبب نقص امدادات النفط الخام.

واضاف ان المصافي التي تأثرت بالاعصار تشكل 17 في المائة من اجمالي الطاقة التكريرية في الولايات المتحدة.

وقال ريد كافاني رئيس معهد البترول الأميركي ان بين المصافي الثماني المغلقة واحدة فقط أرسلت فريقا الى الموقع لتقييم الخسائر. واضاف ان أربع منصات نفطية تعمل في المياه العميقة أصيبت باضرار في خليج المكسيك بينها منصة (مارس) المملوكة لشركة «رويال داتش شل». وقال انه لا يعرف الشركات التي تمتلك المنصات الثلاث الاخرى.

وصعد سعر البنزين للعقود تسليم اكتوبر تشرين الاول 17.47 سنت الى 2.43 دولار للجالون.

وصعد سعر زيت التدفئة لعقود اكتوبر في المعاملات المبكرة في نايمكس 4.35 سنت الى 2.12 دولار وارتفع سعر السولار (زيت الغاز) 19.25 دولار الى 657.50 دولار للطن في المعاملات الاجلة لشهر سبتمبر (ايلول) ببورصة البترول الدولية امس ليسجل مستوى قياسيا جديدا بسبب اثار الاعصار على صناعة النفط وتكريره في الولايات المتحدة.

وتجاوز الفارق بين عقود مزيج برنت الخام لشهر أكتوبر (تشرين الاول) والسولار 20 دولارا للبرميل للمرة الاولى على الاطلاق ليصل الى 20.27 دولار للبرميل.

لكن اسعار النفط الخام للعقود الاجلة تراجعت، وهبط سعر الخام الخفيف للعقود تسليم اكتوبر 54 سنتا الى 68.40 دولار للبرميل لان استمرار بقاء مصاف نفطية مغلقة يعني طلبا أقل على النفط.

وقال محللون في تقرير «أسعار النفط الخام تراجعت عن مستوى 70 دولارا لكن مع بقاء البنزين مرتفعا بهذا الشكل سيكون من الصعب البيع في هذا المناخ غير المؤكد في ما يتعلق بالامدادات». وفي بورصة البترول الدولية بلندن انخفض سعر خام القياس مزيج برنت لعقود اكتوبر 19 سنتا الى 66.83 دولار للبرميل. وقال محللون ان أسعار البنزين في محطات الوقود ستقفز متجاوزة ثلاثة دولارات للجالون في معظم انحاء البلاد في مطلع الاسبوع المقبل بعد الدمار الذي الحقه الاعصار بصناعة النفط في منطقة خليج المكسيك.

وقفزت الاسعار بالفعل الى 3.50 دولار للجالون في بعض المناطق ومن بينها جورجيا وتنيسي بسبب توقف الضخ عبر خطوط الانابيب وفقا لما ذكرته جماعة «ايه.ايه.ايه» لقائدي السيارات.

وفي جورجيا وقع الحاكم سوني بيردو امرا تنفيذيا بمعاقبة بائعي البنزين الذي يستغلون المستهلكين وذلك وسط انباء عن وصول سعر البنزين في محطات الوقود في بعض انحاء اتلانتا الى خمسة دولارات للجالون.

ويدفع اصحاب السيارات في الولايات المتحدة بالفعل أعلى اسعار للبنزين على الاطلاق ما حدا ببعض المحللين الى التكهن برد فعل اقتصادي سلبي وشيك.

وقال المتحدث باسم مجموعة «ايه.ايه.ايه» :«اعتبر هذا الى حد كبير اسوأ ما يمكن حدوثه وهو ما كانت صناعة النفط تخشاه». وقال جيسون شينكر الاقتصادي في واتشوفيا كورب «قد يصل السعر في محطات الوقود بسهولة الى 3.25 دولار وربما يحدث هذا في مطلع الاسبوع المقبل». واجتاح الاعصار كاترينا ساحل خليج المكسيك يوم الاثنين متسببا في توقف كل انتاج النفط تقريبا في المنطقة الذي يمثل ربع انتاج النفط الأميركي. كما ادى الى اغلاق ثماني مصافي نفط وعدة خطوط انابيب على امتداد الساحل وفقا للارقام الحكومية.

وادى تعطل صناعة النفط في المنطقة الى ارتفاع اسعار البنزين في مبيعات الجملة نحو دولار هذا الاسبوع لتصل الى اكثر من ثلاثة دولارات للجالون وسط مخاوف من نقص امدادات الوقود.

وارغمت قفزة الاسعار اصحاب محطات الوقود في الولايات المتحدة الى الشراء باسعار باهظة ما يعني أن التأثير سيصل قريبا الى المستهلكين.

الى ذلك قالت ادارة معلومات الطاقة الحكومية الأميركية امس ان اعادة تشغيل بعض مصافي تكرير النفط الأميركية التي تسبب الاعصار في اغلاقها قد يستغرق «عدة أشهر». وقالت الادارة التابعة لوزارة الطاقة في أحدث تقرير عن اثار الاعصار على قطاع الطاقة ان بعض المصافي ربما تتمكن من استئناف العمل في غضون أسبوع أو أسبوعين.

وقال التقرير «الى النقيض من الاعصار ايفان عام 2004 الذي أثر على منشآت انتاج النفط، وكان له أثر ممتد على انتاج النفط الخام في خليج المكسيك، يبدو أن الاعصار كاترينا سيكون له أثر أطول على انتاج المصافي وشبكة التوزيع».