الدولار يتراجع بعد بيانات قطاع التصنيع والتضخم الأميركية وسط صعود لليورو

البنك المركزي الأوروبي يبقي الفائدة الرسمية من دون تغيير.. وصعود قوي للذهب

TT

تراجع الدولار يوم امس الخميس، بعد تقرير يظهر اداء أضعف من المتوقع لقطاع التصنيع في الولايات المتحدة في اغسطس (اب). وقفزت أسعار الذهب للبيع الفوري الى أعلى مستوياتها في اسبوعين، في اواخر التعاملات الاوروبية امس، مجتذبة مشتريات مع هبوط الدولار، عقب اذاعة بيانات اقتصادية جاءت أضعف من المتوقع.

وسجل مؤشر معهد ادارة العرض، الذي يقيس اداء قطاع التصنيع في الولايات المتحدة 53.6 نقطة، منخفضا عن توقعات الخبراء الاقتصاديين التي كانت تشير الى 56.5 نقطة.

وقفز اليورو امام العملة الأميركية الى 1.2452 دولار من 1.2407 دولار، قبيل اذاعة التقرير، ومرتفعا حوالي 0.8 في المائة عن مستوياته في اواخر التعاملات يوم الاربعاء. وامام العملة اليابانية تراجع الدولار الى 110.19 ين من 110.46 ين قبيل اذاعة التقرير.

وبلغ سعر الذهب 443.90 ـ 444.60 دولار للاوقية (الاونصة) مرتفعا 10 دولارات أو 2.3 في المائة عن مستوى الاغلاق في سوق نيويورك يوم اول من امس الاربعاء البالغ 433.90 ـ 434.70 دولار.

وأظهر تقرير لوزارة التجارة الأميركية أن التضخم في الاسعار الاساسية جاء متفقا مع التوقعات. وارتفع معدل التضخم في أسعار المستهلكين بنسبة 0.3 في المائة، بما يعكس ارتفاع أسعار الطاقة.

وباستبعاد أسعار المواد الغذائية والطاقة التي تتباين بشدة من شهر لاخر، بلغ التضخم الاساسي 0.1 في المائة فقط. وارتفع اليورو عقب صدور هذا التقرير الى نحو 1.2400 دولار، وفقا لبيانات رويترز من 1.2395 دولار قبل صدور التقرير.

من جهة اخرى قرر البنك المركزي الاوروبي امس، ابقاء أسعار الفائدة الرسمية من دون تغيير، مثلما كان متوقعا، في الوقت الذي يراقب فيه عن كثب اثار ارتفاع أسعار الطاقة على التضخم. وظل سعر الفائدة الرئيسي ثابتا على اثنين في المائة.

ولم يغير البنك أسعار الفائدة منذ يونيو (حزيران) عام 2003، رغم تزايد ضغوط الاسعار من جراء ارتفاع أسعار النفط بنسبة 64 في المائة هذا العام والنمو السريع في المعروض النقدي. وكان البنك قد قال من قبل، ان تحسن التوقعات التضخمية في أسواق المال يسمح له بالانتظار حتى يقف انتعاش اقتصادي بطيء على أرض أصلب، قبل أن يشرع في رفع أسعار الفائدة.

وأظهرت بيانات نشرت امس ضعف قطاع الصناعات التحويلية في أغسطس (اب) الماضي.

ويهدف البنك المركزي الاوروبي الى ابقاء التضخم دون مستوى اثنين في المائة، ولكن قريبا منه في الوقت نفسه. وتشير التقديرات الى أن التضخم بلغ 2.1 في المائة في أغسطس (اب)، لكن من المتوقع أن يرفع موظفو البنك توقعاتهم للتضخم في العام المقبل عن التقدير السابق البالغ نحو 1.5 في المائة، عندما تعلن أحدث التقديرات في وقت لاحق اليوم، قبل مؤتمر صحافي يعقده جان كلود تريشيه رئيس البنك.

وقال البنك المركزي أيضا، انه حافظ على سعر الاقراض الحدي من دون تغيير على ثلاثة في المائة، وسعر الايداع على واحد في المائة.

وواصل الدولار الأميركي تراجعه مقابل العملات الرئيسية يوم امس الخميس، بعد انخفاضه بشدة في اليوم السابق، بفعل بيانات ضعف نشاط الاعمال، مما أثار احتمالات عدم الاستمرار في رفع أسعار الفائدة الأميركية بدرجة كبيرة.

وأظهر مؤشر شيكاغو لادارة المشتريات أشد انخفاض على الاطلاق في أغسطس ليزيد التكهنات بان ارتفاع أسعار النفط الى مستويات قياسية أعلى من 70 دولارا للبرميل هذا الاسبوع بدأ يبطء الاقتصاد الأميركي.

وسجل الدولار أدنى مستوى منذ أسبوعين أمام العملة الاوروبية الموحدة، فبلغ سعر اليورو 1.2374 دولار بانخفاض نسبته 0.2 في المائة عن اليوم السابق، بعد أن تجاوز حواجز فنية عند 1.2340 ـ 1.2360 دولار لليورو.

وقالت الحكومة الأميركية امس، ان انفاق المستهلكين ارتفع بنسبة واحد في المائة في يوليو (تموز) الماضي، للشهر الثاني على التوالي، متجاوزا ارتفاعا أضعف من المتوقع في الدخول بلغ 0.3 في المائة.

وقالت وزارة التجارة، ان معدل الادخار الشخصي الذي يمثل نسبة الدخل القابل للانفاق الذي يحتفظ به المستهلكون بلغ 0.6 في المائة بالسالب ليسجل أدنى معدل منذ بدأ حساب السجلات الشهرية في عام 1959.

وهذه هي المرة الثانية التي يصبح فيها معدل الادخار بالسالب منذ أكتوبر (تشرين الاول) عام 2001 في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (ايلول).ويصبح معدل الادخار بالسالب اذا لجأ المستهلكون الى مدخراتهم المتراكمة، بالاضافة الى انفاق دخلهم الجاري.

وتشير التقديرات الى أن ذلك حدث في يوليو بسبب اقبال على شراء السيارات. وارتفع معدل التضخم في أسعار المستهلكين بنسبة 0.3 في المائة، بما يعكس ارتفاع أسعار الطاقة. وباستبعاد أسعار المواد الغذائية والطاقة التي تتباين بشدة من شهر لاخر بلغ التضخم الاساسي 0.1 في المائة فقط. وخلال الاسبوع الحالي تراجعت العملة اليابانية نحو ين مقابل الدولار، وأشار العديد من المتعاملين الى أن اعتماد اليابان على استيراد النفط يجعلها عرضة للتأثر بشدة بارتفاع أسعار الطاقة.

لكن بعض المتعاملين ربطوا انخفاض الين بعمليات بيع للعملة اليابانية من جانب مستثمرين يابانيين يسعون لشراء سندات أجنبية. وارتفع الدولار قليلا الى 110.73 ين، كما بلغ اليورو أعلى مستوى له منذ ثلاثة أسابيع عند 136.92 ين.

واستقرت أسعار صرف الجنيه الاسترليني يوم امس الخميس قرب أدنى مستوياته منذ أسبوعين أمام اليورو، ومنذ ثلاثة أسابيع أمام الدولار، التي سجلها في الجلسة السابقة، اذ زادت بيانات عن أسعار المساكن من المخاوف من ضعف الاقتصاد البريطاني.

وقالت جمعية نيشنوايد للبناء، ان أسعار المساكن انخفضت بنسبة 0.2 في المائة في أغسطس الماضي، مقارنة بالشهر السابق ليسجل معدل الزيادة السنوية أضعف نمو منذ أكثر من عامين ويبلغ 2.3 في المائة.

واستقر سعر الجنيه الاسترليني أمام العملة الاوروبية الموحدة فبلغ سعر اليورو 68.46 بنس.

واذا تجاوز الاسترليني 68.54 بنس لليورو فسيدفعه ذلك الى أدنى مستوى منذ 15 أغسطس الماضي.

وجرى تداول الاسترليني بالقرب من مستويات الاغلاق اول من أمس الاربعاء عند 1.8033 دولار. وانخفضت العملة البريطانية أمس الى أدنى مستوى منذ 1.7817 دولار، مسجلة أدنى مستوى منذ ثلاثة أسابيع قبل أن تسترد بعض خسائرها بسبب ضعف الدولار.

وفي اسواق المال والبورصات العالمية أغلق مؤشر نيكي القياسي للاسهم اليابانية على أعلى مستوى في اربع سنوات امس، مع ارتفاع سهم نيبون ستيل كورب للصلب واسهم منافساتها قبل اسبوع من اعلان ارباحهم ومع انحسار النفط عن مستوياته القياسية، مما هدأ مخاوف المستثمرين بشأن الاقتصاد العالمي.

وكان سهم شركة التجزئة سفن اند أي هولدنجز الانشط اليوم من حيث القيمة، اذ ارتفع اكثر من ثلاثة بالمائة في بداية تداوله في البورصة وسط توقعات المتعاملين بان الشركة القابضة الجديدة لكل من ايتو يوكادو وسفن الفن جابان ستستفيد من قوتهما المشتركة.

وارتفع المؤشر نيكي 0.75 بالمائة أو 93.37 نقطة ليغلق على 12506.97 نقطة مسجلا اغلاقا من الخامس من يوليو 2001. وصعد مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 0.48 بالمائة الى 1277.33 نقطة. وارتفعت أسعار الاسهم الاوروبية صباح امس، يدعمها انخفاض أسعار النفط الخام عن مستوياتها القياسية وتقودها أسهم مجموعة كارفور الفرنسية لمتاجر التجزئة، بعد أن أعلنت تحقيق نتائج أفضل من المتوقع. وزاد سهم كارفور 2.5 في المائة بعد ان انخفضت أرباح الشركة بقدر أقل مما توقعه المحللون في النصف الاول من العام. وارتفع سهم دياجو، أكبر شركة في العالم للمشروبات الكحولية بعد أن أعلنت انخفاضا بسيطا في أرباحها السنوية، لكنها قالت انها ستشهد انتعاشا في النمو في العام الحالي.

وفي بداية تعاملات امس ارتفع مؤشر يوروفرست 300 القياسي بنسبة 0.45 في المائة الى 1182.38 نقطة.

وقال مات بكلاند المتعامل لدى سي.ام.سي غروب «النفط الخام ما زال محور الاهتمام وتراجعت الاسعار مرة أخرى دون 70 دولارا، مما دعم الاسهم في وول ستريت في أواخر المعاملات أمس، رغم استمرار المخاوف في ما يتعلق بمدى الضرر الذي سيلحقه ارتفاع أسعار الوقود بالنمو الاقتصادي». وتراجعت الاسهم الأميركية في بداية جلسة المعاملات في وول ستريت امس، مع انتظار المستثمرين تقريرا عن قطاع التصنيع وتقييمهم اثار الاعصار كاترينا على اسعار النفط والغاز.

وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الأميركية الكبرى 8.28 نقطة او 0.08 في المائة الى 10473.32 نقطة، فيما نزل مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا 0.62 نقطة أو 0.05 في المائة الى 1219.71 نقطة.

وتراجع مؤشر ناسداك المجمع لاسهم التكنولوجيا 2.06 نقطة او 0.10 في المائة الى 2150.03 نقطة.