أسعار النفط تتراجع مع استعداد وكالة الطاقة الدولية لإرسال إمدادات إلى أميركا

أضرار الإعصار كاترنيا قد تتجاوز مائة مليار دولار

TT

هبطت أسعار النفط الأميركي للعقود الآجلة بأكثر من دولارين امس مع دراسة وكالة الطاقة الدولية استخدام احتياطياتها من الوقود للمساعدة في تخفيف نقص الامدادات في الولايات المتحدة الناتج عن الاعصار كاترينا.

وفي بورصة نايمكس هبط سعر الخام الخفيف للعقود تسليم اكتوبر (تشرين الاول) 2.02 دولار الى 67.45 دولار للبرميل قبل ان يسترد بعض خسائره. وفي سوق البترول في لندن هبط سعر خام القياس مزيج برنت 1.21 دولار الى 66.51 دولار للبرميل.

قالت حكومات الاتحاد الاوروبي امس ان اوروبا سترسل كميات من البنزين من احتياطيات الطوارئ لمساعدة الولايات المتحدة على تجاوز أزمة في الطاقة بدأت عندما ضرب الاعصار كاترينا مصافي التكرير في منطقة الساحل الأميركي على خليج المكسيك.

وقالت اسبانيا وألمانيا انهما مستعدتان وقادرتان على ارسال الوقود عبر الاطلسي في عملية تنسقها وكالة الطاقة الدولية وهي اداة الغرب لمراقبة الطاقة. وأكدت الولايات المتحدة انها طلبت مساعدة.

هذا وقال مسؤول بالحكومة الأميركية امس ان الولايات المتحدة طلبت من وكالة الطاقة الدولية الافراج عن كميات من احتياطيات البنزين المخصصة للطوارئ للمساعدة في تعويض النقص في امدادات الوقود الناتج عن الاعصار كاترينا.

واضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته ان معظم تلك الامدادات من البنزين ستأتي من اعضاء الوكالة في اوروبا. وتتولى وكالة الطاقة الدولية تنسيق الاحتياطيات النفطية للطوارئ في 26 دولة صناعية.

من جانبها توقعت شركة «ريسك مانجمنت سوليوشنز» الاميركية المتخصصة في ادارة الكوارث امس أن تتجاوز قيمة الاضرار التي الحقها الاعصار كاترينا الذي اجتاح الاثنين لويزيانا وميسيسيبي مائة مليار دولار.

واوضحت الشركة ان نصف هذه الكلفة على الاقل ناجم عن الاضرار التي سببتها الفيضانات التي اجتاحت نيواورلينز.

وكانت الشركة قد قدرت الاثنين قيمة الاملاك المدمرة التي تحظى بتغطية شركات تأمين بـ25 مليار دولار. وقالت المجموعة الاميركية ان هذا التقدير ينبغي اعادة النظر فيه اثر تصدع سدود تحمي اكبر مدن لويزيانا.

وأظهرت تقديرات حكومية أن الولايات المتحدة تخسر حوالي 42 مليون جالون من البنزين يوميا مع تسبب الاعصار كاترينا في اغلاق عدة مصاف نفطية وخفض معدلات التشغيل في مصاف اخرى.

وما زالت 9 مصاف نفطية معطلة عن العمل في ولايتي لويزيانا ومسيسبي فيما انخفض الانتاج في بضع مصاف اخرى. وقالت ادارة معلومات الطاقة ان ذلك خفض الطاقة التكريرية في الولايات المتحدة بحوالي 2 مليون برميل يوميا. ووفقا لحسابات ادارة معلومات الطاقة فان البرميل الواحد يحتوي على 42 جالونا وهو ما يعاني خسارة 42 مليون جالون يوميا من انتاج البنزين.

وقالت الادارة التابعة لوزارة الطاقة في أحدث تقييم للاثار المستمرة للاعصار على قطاع الطاقة الأميركي «انه يمثل حوالي 10 في المائة من استهلاك البلاد وهو هبوط كبير في التدفق العادي للبنزين عبر شبكة التوزيع». واضافت أن بعض المصافي النفطية المعطلة ستكون قادرة على استئناف العمليات في غضون اسبوع الى اسبوعين. لكن البعض الاخر قد يستغرق أشهرا للعودة الى الانتاج.

واغلقت ايضا عدة خطوط انابيب رئيسية لنقل البنزين وتستأنف الان العمليات ببطء. وتأثر توزيع الوقود في ارجاء منطقة ساحل خليج المكسيك وفي ولايات الغرب الاوسط ومنطقة الساحل الشرقي.

الى ذلك قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو امس ان الولايات المتحدة طلبت من الدول الاوروبية تزويدها بكميات من البنزين من مخزونات الطوارئ لمساعدتها على تجاوز أزمة الوقود الناتجة عن الاعصار كاترينا وأن الامر يرجع لكل دولة على حدة للاستجابة وفقا لقدرتها.

واضاف سترو قائلا في مؤتمر صحافي بعد أن رأس اجتماعا لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي «هناك عدد كبير من الدول لديها احتياطيات نفطية... وكل دولة سترد بأفضل طريقة مناسبة لها على الطلب الذي اعتقد أن الولايات المتحدة قدمته اليها للافراج عن كميات من الاحتياطيات المتاحة». وقال سترو ان الاعصار عطل 10 في المائة من الطاقة التكريرية في الولايات المتحدة أو ما يعادل الطاقة التكريرية الكاملة لبريطانيا. ولم يوضح هل سترسل بريطانيا أي كميات من البنزين من احتياطياتها.