حملة للتوعية البيئية في لبنان لحماية الضباع المخططة من الانقراض

TT

* الضباع حيوانات مفترسة وعدوانية... لا تتردد في مهاجمة البشر والحيوانات الأخرى، لذا يجب قتلها والتخلص منها لما تمثله من تهديد مباشر لحياة الناس ومواشيهم في المناطق الريفية.

هذا بعض ما يشاع عن الضباع المخططة التي تعيش في المنطقة الممتدة من تركيا مرورا ببعض دول الشرق الأوسط كسورية ولبنان والأردن وصولا إلى الهند ومن المؤكد أن المعتقدات الشائعة، والمغلوطة في أكثر الأحيان، تعرض هذه الفصيلة من الحيوانات إلى خطر الانقراض الكامل. تنتمي هذه الفصيلة من الحيوانات إلى آكلات اللحوم، وهي أقرب ما تكون إلى فصيلة القطط منها إلى فصيلة الكلاب. ويعرف عن الضباع المخططة أنها من الحيوانات الخجولة التي لا يتعدى حجمها حجم كلاب الرعي العادية. كما أنها لا تهاجم المواشي بشكل مباشر، إضافة إلى أنها تلعب دورا حيويا في المحافظة على التنوع الحيوي والتوازن الطبيعي. ومع ذلك كله، فهي اليوم مهددة بالانقراض لتقلص مساحة موطنها الطبيعي والقنص، وهذا ما يؤكده منير رشيد أبي سعيد من خلال مشروعه الذي يهدف الى زيادة الوعي حول هذه الفصيلة والذي حاز منحة بيئية من شركة فورد العام الماضي.

وتعيش الضباع في لبنان على الهضاب الساحلية، وجبل لبنان ووادي البقاع. وقد أدى اتساع المد العمراني على حساب المساحات الخضراء إلى تقلص مواطن الضباع المخططة وجعلها أكثر عرضة للصيد والقنص. ولمواجهة هذا الخطر المحدق بالضباع المخططة في لبنان، أخذ منير رشيد أبي سعيد على عاتقه مهمة رفع مستوى الوعي العام بهذه الحيوانات وما تشكله من أهمية بالنسبة للتنوع البيئي والطبيعي. وبالرغم من انتشار المعتقدات الخاطئة عن تأثير الضباع على ضحاياها فإن ما لا يدركه أغلب الناس أن الضباع، التي تأكل الجيف والحيوانات المريضة، تساعد بشكل غير مباشر في الحد من انتشار الأوبئة والأمراض. كما أن مخلفاتها العضوية تعد سمادا حيويا غنيا. ويوضح منير: «آمل أن تسهم نتائج البحث الذي أقوم به في تحويل انتباه الناس إلى الدور المهم الذي تلعبه الضباع في التوازن البيئي وأهمية المحافظة عليها من الانقراض في مواطنها الطبيعية. وإضافة إلى هذه الدراسة البيئية، نخطط لإطلاق حملة توعية شاملة ستتضمن تنظيم ورش متخصصة، يتم فيها مناقشة هذه المسائل وقضايا أخرى ذات صلة». وقد تسلم منير رشيد أبي سعيد العام الماضي منحة قدرها ستة آلاف دولار أميركي من برنامج فورد لمنح المحافظة على البيئة، الذي يغطي كلاً من دول مجلس التعاون الخليجي والمشرق العربي. ويعنى برنامج فورد لمنح المحافظة على البيئة بتقديم الدعم المالي للمشاريع الصغيرة وغير الربحية القائمة. وتقوم لجنة تحكيم تضم خبراء ومختصين في شؤون البيئة من مختلف دول المنطقة بتقييم المشاركات ومن ثم اختيار الفائزين بالمنح ضمن الفئات التالية: المحافظة على البيئة الطبيعية، التعليم البيئي، وهندسة المحافظة على الموارد الطبيعية. ويصنف الاتحاد الدولي لحماية البيئة والموارد الطبيعية الضباع المخططة، ضمن الفصائل المعرضة لخطر الانقراض.