الأسهم السعودية تصعد 81.1 % منذ بداية العام وتعيش هاجس حاجز 15000 نقطة هذا الأسبوع

مركز مالي: السوق ستبقى عرضة للتراجع في ظل ارتفاعات غير مبررة لأسعار شركات المضاربة

TT

خاضت سوق الأسهم السعودية الأسبوع الماضي مرحلة جهزت خلالها المؤشر لاجتياز حاجز 15000 نقطة، لا سيما اليومين الأخيرين في التداولات حيث اتضحت محاولات قوى السوق إبقاء المؤشر عند مستوياته في إشارة إلى وجود إستراتيجية فنية ترمي إلى تهيئة انطلاقة المؤشر خلال تداولات هذا الأسبوع. وأغلق مؤشر التداول الخميس الماضي مسجلاً 14858.35 نقطة بارتفاع طفيف عن إغلاق الأسبوع الماضي بواقع 24.6 نقطة، تمثل 0.17 في المائة، ليكون بذلك قد ارتفع 81.1 في المائة منذ بداية العام. وتم خلال الأسبوع الماضي تداول 371.4 مليون سهم، عبر 1.2 مليون صفقة تم تنفيذها في خمسة أيام.

ولكن «مركز بخيت للاستشارات المالية» في السعودية يرى أن السوق سيبقى عرضة للتراجع في المستقبل خاصة أسهم شركات المضاربة نظرا للتقييم المبالغ فيه لتلك الأسهم، في حين يشير إلى أن أسعار الأسهم الاستثمارية تبقى متداولة بفارق بسيط ومرتفع عن سعرها العادل نظريا. وقال المركز إن أداء سوق الأسهم السعودي شهد تذبذباً ضمن نطاق ضيق خلال الأسبوع، فقد تجاوز مؤشر السوق حاجز 15000 نقطة وسط ربط المستثمرين في سوق الأسهم السعودية بين أسعار الأسهم وأسعار النفط بالرغم من أن ارتفاع أسعار النفط قد ينعكس على ربحية عدد محدود من الشركات المدرجة في السوق، لافتا إلى أن عددا من أسهم شركات المضاربة سجلت ارتفاعات كبيرة غير مبررة في ظل عدم وجود أي أخبار تشير إلى تحسن أرباح تلك الشركات في الفترة المقبلة. وأضاف مركز بخيت بأن أسهم قطاع الإسمنت ومعظم أسهم البنوك شهدت موجة من هبوط أسعار تلك الأسهم، في حين ارتفعت أسعار النفط هذا الأسبوع متأثرة بإعصار «كاترينا» الذي ضرب خليج المكسيك بالولايات المتحدة وتسبب في إغلاق العديد من المصافي الأميركية، إذ يُقدر خبراء النفط أن أكثر من 12 في المائة من الإنتاج النفطي للولايات المتحدة قد توقف نتيجة للإعصار، مشيرين إلى انخفاض قيمة التداول السوقي الأسبوع الماضي حيث بلغت 27.3 مليار دولار (102.5 مليار ريال) مقابل 107.9 مليار ريال للأسبوع الماضي. واستحوذت أسهم «كهرباء السعودية» على أعلى نسبة من التداول في السوق بنسبة بلغت 10 في المائة، تلتها أسهم «سابك» بواقع 7 في المائة، ثم أسهم شركة المواشي المكيرش المتحدة بواقع 5 في المائة. في حين ارتفعت خلال الأسبوع أسعار أسهم 27 شركة، فيما تراجعت أسعار أسهم 50 شركة. أما في ما يخص أكبر 10 أسهم فاعلة، فقد كان أعلى ارتفاع لسهمي «كهرباء السعودية» و«الاتصالات السعودية» بواقع 10.1 في المائة، و2.4 في المائة على التوالي، فيما تصدر الأسهم المنخفضة سهم «البنك العربي الوطني» بتراجعه 5.7 في المائة.

من جانبها، أفصحت شركة «إسمنت ينبع» عن رفع طاقتها الإنتاجية من 12 ألف طن إلى 15 ألف طن يوميا، حيث تبدأ إنتاج أكياس الورق لتعبئة الاسمنت من مصنعها الجديد الذي يغطي حاجتها وزيادة لطلبات الشركات الأخرى. إلى ذلك، دعت الشركة المساهمين إلى إيداع شهادات الأسهم بالمحافظ الاستثمارية لدى البنوك التي يتعاملون معها، أما المساهمون الذين ليست لديهم محافظ استثمارية عليهم مراجعة البنوك المحلية وفتح محفظة استثمارية لإيداع شهادات الأسهم بها وفقاً لتعليمات هيئة السوق المالية. من جانب آخر، حصلت شركة الأحساء للتنمية على موافقة وزارة التجارة والصناعة لإقامة مصنع إسمنت في محافظة الأحساء لإنتاج الإسمنت العادي والمقاوم للأملاح بطاقة إنتاجية 900 ألف طن سنويا، منها 800 ألف طن من الإسمنت العادي و100 ألف طن من الإسمنت المقاوم للأملاح. ويتوقع أن يوفر المصنع بعد اكتمال تشغيله 270 فرصة عمل في كافة التخصصات الإدارية والفنية يستفيد منها أبناء محافظة الأحساء. وتقوم الشركة حالياً بالعمل على استكمال الإجراءات اللازمة للحصول على التصاريح المطلوبة لإقامة المشروع من وزارة البترول والثروة المعدنية وغيرها. ويأتي إنشاء هذا المصنع في إطار التوجهات الجديدة لشركة الأحساء للتنمية في إقامة مشاريع كبيرة تخدم أبناء المحافظة وتعزز حرص الدولة على تقوية الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل.

إلى ذلك، أعلنت الشركة السعودية للتنمية الصناعية (صدق) وضمن تفاعلها مع المادة (32) من قواعد التسجيل والإدراج الصادرة عن مجلس هيئة السوق المالية وعملاً بمبدأً الشفافية والإفصاح، بأن المساهم عبد الله حمدان عبد الله بن كنهل قد أصبح مالكا لنسبة قدرها 5.2 في المائة من أسهم الشركة.

من ناحية أخرى، أعلنت وكالة فيتش Fitch إحدى كبريات وكالات التقييم الائتماني الدولية خلال الأسبوع الماضي حصول البنك السعودي البريطاني (ساب) على درجة A في التقييم الائتماني على المدى الطويل، والتي تعد أعلى درجة تقييم ائتماني على مستوى البنوك في السعودية. وأرجعت «فيتش» هذا التقييم إلى قوة ربحية البنك وتحسن نوعية الأصول لديه. بالإضافة إلى اعتماد البنك على طريقة متحفظة تجاه المخاطر، وكذلك التمويل المعتمد على التكلفة المنخفضة. وأشارت وكالة «فيتش» إلى أن حصول (ساب) على هذا التقييم المتميز يعود أيضا إلى حجم رأسمال البنك، وقوة علامته التجارية، بالإضافة إلى استفادته من أنظمة وخبرات مجموعة HSBC في تطوير الأنظمة والخدمات لديه. وقال جون ريتشاردز، الرئيس التنفيذي للعمليات في البنك السعودي البريطاني (ساب)، إن هذا التقييم لا يؤكد فقط متانة الأداء المالي للبنك ومركزه في السوق فحسب، بل إنه كذلك يؤكد قدرته على تقديم سلسلة متكاملة من الخدمات النوعية الهادفة إلى تلبية احتياجات عملائه ويرسخ استراتيجيته الإبداعية، لافتا إلى أن حصول البنك على هذا التقييم يؤكد قوة الاقتصاد السعودي عامة، والقطاع المصرفي على وجه الخصوص، وذلك تحت إشراف مؤسسة النقد العربي السعودي.

وشهد الأسبوع الماضي كذلك، تشديد معظم الشركات العاملة في السوق على المساهمين بضرورة إيداع شهادات الأسهم بالمحافظ الاستثمارية لدى البنوك والقيام بالتجديد في حين أن من ليس لديهم محافظ استثمارية فعليهم مراجعة أحد البنوك المحلية وفتح محفظة استثمارية لإيداع شهادة الأسهم بها، وذلك تمشياً مع تعليمات هيئة السوق المالية، مضيفة بضرورة إرسالها إلى عناوين الشركة لمقارها أو إرسالها عبر البريد، وتتضمن البيانات المطلوبة اسم المساهم رباعيا، وصورة من هوية المساهم (السجل المدني أو السجل التجاري للشركات عبر عنوان المساهم كاملا، ويتضمن صندوق البريد والرمز البريدي والمدينة والدولة ورقم الهاتف). ومن بين الشركات «مجموعة صافولا» و«كهرباء السعودية» و«الخزف» و«بيشة للتنمية الزراعية» و«زجاج» و«المواشي المكيرش» و«جازان الزراعية» و«اسمنت الشرقية» و«حائل للتنمية» و«إسمنت القصيم» و«المصافي» و«الجوف للتنمية» و«الغاز والتصنيع» و«اسمنت اليمامة».