أسعار النفط تستعيد انتعاشها وتقفز فوق 65 دولارا للبرميل بسبب مخاوف نقص معروض البنزين

«الطاقة الدولية» تخفض توقعاتها في العرض والطلب للعام المقبل

TT

واصلت أسعار النفط الخام ارتفاعها في المعاملات الآجلة أمس امتدادا للارتفاع الذي شهدته أول من أمس بفضل اقبال على الشراء لتغطية مراكز قبل عطلة نهاية الاسبوع. وارتفعت اسعار النفط متخطية 65 دولارا للبرميل أمس بعد هبوطها الحاد في وقت سابق من الاسبوع، اذ ان حفارات النفط ومصافيه في الخليج الأميركي تعافت بدرجة أقل مما كان متوقعا من الآثار المدمرة للإعصار كاترينا. غير ان بطء نمو الطلب العالمي على النفط قد يساعد على التعويض عن بعض الاثار المدمرة للاعصار على مركز انتاج الطاقة الأميركي وفي تجنيب وكالة الطاقة الدولية ازمة نقص في معروض البنزين. وارتفع سعر العقود الآجلة لمزيج النفط الخام برنت لتسليم أكتوبر (تشرين الاول) 1.04 دولار الى 64.12 دولار للبرميل. وارتفع سعر العقود الاجلة للنفط الخام الأميركي الخفيف لعقود اكتوبر 80 سنتا الى 65.29 دولار للبرميل في التعاملات الإلكترونية لبورصة نايمكس بعد ارتفاعه 12 سنتا أول من أمس . وما زالت الاسعار تقل 8 في المائة عن مستواها القياسي 70.85 دولار الذي سجلته الاسبوع الماضي. وخيبت بيانات جديدة من مصلحة ادارة المعادن الأميركية الآمال في انتعاش سريع للصناعة النفطية، اذ كشفت عن ان نحو 900 الف برميل يوميا او 60 في المائة من انتاج الخام الأميركي من خليج المكسيك كان لا يزال معطلا يوم الخميس.

ويضعف صعود النفط من نمو الاستهلاك وعدلت وكالة الطاقة الدولية بالنزول تنبؤها لنمو الطلب العالمي هذا العام بمقدار 250 الفا الى 1.35 مليون برميل يوميا.

وقالت الوكالة انه في عام 2006 سيظل نمو الطلب بدون تغير يذكر عند مستوى 1.77 مليون برميل يوميا. ومن المتوقع أن يبلغ الطلب العالمي في المتوسط 83.48 مليون برميل يوميا هذا العام و85.25 مليون برميل يوميا عام 2006. وقالت الوكالة ان الطلب في الصين يظل أضعف فيما يبدو بالمقارنة بعام 2004 ويجاهد الطلب في دول آسيوية أخرى لمقاومة أثر ارتفاع الاسعار. واشتدت حدة العاصفة أوفيليا في المحيط الاطلسي لكن اختلفت الآراء بشأن مسارها في الايام المقبلة. وقال متعاملون ان بيانات وكالة الطاقة الدولية التي توقعت انخفاضا في العرض والطلب العام المقبل كانت متوقعة الى حد كبير.

لكن اقبالا على تغطية المراكز قبل عطلة نهاية الاسبوع ومخاوف بشأن العاصفة المدارية أوفيليا قبالة ساحل فلوريدا على المحيط الاطلسي دعمت الاسعار.

من جانبها، قالت منظمة أوبك أمس ان سعر سلة خامات المنظمة انخفض أول من امس الى 57.48 دولار للبرميل من 58.43 دولار يوم الاربعاء. وتضم سلة أوبك 11 نوعا من الخام. وذكرت وكالة الطاقة الدولية أمس ان تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط قد يساعد على تعويض اثار الاعصار كاترينا ويدعم جهود الغرب لمنع وقوع أزمة طاقة عالمية.

وقالت الوكالة في تقريرها الشهري انه حتى قبل ان يدفع الاعصار اسعار النفط الخام الأميركي الى مستوى 70.85 دولار للبرميل كان ارتفاع الاسعار قد بدأ يضر بنمو الطلب العالمي.

وقال لورانس ايجلز، رئيس وحدة سوق النفط بالوكالة، هناك دلائل واضحة في الوقت الراهن على أننا سنبدأ في رؤية اثار ارتفاع أسعار النفط على الطلب... وهذا بدأ يلحظ في العديد من المناطق».

وعدلت الوكالة التي تقدم استشارات في مجال الطاقة لست وعشرين دولة صناعية بخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بمقدار 250 الف برميل يوميا الى 1.35 مليون برميل يوميا. وفي عام 2006 سيظل نمو الطلب دون تغيير يذكر عند مستوى 1.77 مليون برميل يوميا. ومن المتوقع أن يبلغ الطلب العالمي في المتوسط 83.48 مليون برميل يوميا هذا العام و85.25 مليون برميل يوميا عام 2006. وقالت الوكالة ان الطلب في الصين يظل أضعف فيما يبدو بالمقارنة بعام 2004 ويجاهد الطلب في دول آسيوية أخرى لمقاومة أثر ارتفاع الاسعار. وهناك دلائل على بعض الانتعاش هذا الشهر لكن توقعات نمو الطلب في الصين عام 2005 عدلت بالخفض بمقدار مائة الف برميل يوميا الى 220 الف برميل يوميا. وبالاضافة لذلك من المتوقع أن يخفض الاعصار الطلب الأميركي بنحو 200 الف برميل يوميا في المتوسط في شهر سبتمبر (ايلول) الجاري مع تراجع الاستهلاك في المناطق الاكثر تضررا، وان يرفع الاسعار. وتشعر الوكالة بالقلق كذلك من ان ارتفاع الاسعار بعد كاترينا قد يحد من انتعاش الطلب المتوقع مع بدء عمليات اعادة الاعمار. وقدرت الوكالة حتى الآن ان الاعصار تسبب في خسائر قدرها 38 مليون برميل من المنتجات في سبتمبر ونحو 70 مليون برميل من الخام وسوائل الغاز الطبيعي حتى أوائل عام 2006. لكنها قالت ان من السابق لأوانه تقدير الاثر الكامل للاعصار. وكرد فعل أولي أمرت الوكالة الاسبوع الماضي بسحب مليوني برميل يوميا من الاحتياطات لمدة 30 يوما. ويشمل ذلك 1.3 مليون برميل من الخام وما يقل قليلا عن 700 ألف برميل يوميا من منتجات التكرير. وأثر ذلك بدرجة كبيرة في خفض سعر الخام الأميركي بنحو خمسة دولارات للبرميل. وقال ايجلز ان ذلك سيجنبنا اضطرابا فعليا محددا في العرض وسنراجع هذه الاستجابة بمرور الوقت. وستجتمع الوكالة الخميس المقبل لبحث الوضع وهو ما قد يسفر عن «ائض أو زيادة في السحب من الاحتياطات أو اطالة أمد».

ويشعر العديد من المحللين بالقلق بشكل خاص من ألا يعوض السحب من احتياطات الوكالة نقص البنزين. وقالت ديبورا وايت كبيرة الاقتصاديين في اس.جي. كوموديتيز في باريس «ن وكالة الطاقة تبذل ما في وسعها لخفض الاسعار في السوق عن طريق التصريحات». وقالت الوكالة ان هناك مؤشرات على أن السعودية تواجه طلبا محدودا على نفطها الخام بسبب فائض المعروض من الخامات الأثقل التي ترتفع فيها نسبة الكبريت. وقدرت الوكالة الطلب على نفط أوبك بنحو 18.1 مليون برميل يوميا هذا العام، مشيرة الى أنه سيبلغ ذروته في الربع الاخير من العام الجاري بمتوسط 29.1 مليون برميل يوميا ليقل عن المعروض الحالي من نفط أوبك بمقدار 600 ألف برميل في اليوم. وقالت الوكالة انها تتوقع أن يكون الطلب على نفط أوبك في العام المقبل مساويا للطلب هذا العام عند 28.1 مليون برميل يوميا. ويقل ذلك 200 ألف برميل في اليوم عن تقدير الوكالة في تقرير الشهر الماضي بسبب تعديلات نزولية في الطلب على النفط في اسيا خلال 2006. الى ذلك، قال سفيان جليل وزير الاعلام الاندونيسي أمس «ان بلاده تريد دفع تعويضات نقدية لنحو 15.5 مليون اسرة في اطار خطة يجري وضعها للحد من أثر الارتفاع المتوقع في اسعار الوقود في وقت لاحق هذا العام». وقال جليل الذي تحدث بعد اجتماع لمجلس الوزراء قاده الرئيس سوسيليو بامبانج يودويونو ان مائة ألف روبية شهريا ستدفع لكل اسرة. ويعني ذلك نحو 1.55 تريليون روبية (152 مليون دولار) شهريا بأسعار الصرف الراهنة.