الأسهم السعودية تصعد 2.8 متفاعلة بشكل كبير مع الاتفاقية الاقتصادية بين الرياض وواشنطن

مستثمر بارز يقلل من تأثير قرار الهيئة بإغلاق المكاتب غير المرخصة على أداء السوق

TT

استهلت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها هذا الأسبوع على ارتفاع قوي، حيث صعد المؤشر2.8 في المائة ليغلق عند مستوى14675 في الوقت الذي بلغت فيه قيمة التداولات 14 مليار ريال (3.7 مليار دولار) وزعت على 43.3 مليون سهم. وجاء هذا الصعود على واقع الارتفاع القوي التي شهدته الأسهم القيادية خصوصا مع الأجواء الطيبة والمتفائلة في أوساط السوق بعد توقيع الاتفاقية الاقتصادية بين الولايات المتحدة والسعودية والتي تمهد للسعودية الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، حيث كان له الأثر النفسي الايجابي على حركة السوق ككل منذ بداية التداولات. كما أن صدور الأمر الملكي القاضي بإعادة تشكيل الهيئة الاستشارية للشؤون الاقتصادية في المجلس الاقتصادي الأعلى لمدة سنتين والذي يؤكد السعي الدؤوب للحكومة السعودية لفتح مجالات أوسع اقتصاديا، خصوصا وان انضمام الرياض لمنظمة التجارة يعتبر مسألة وقت على حد وصف خبراء اقتصاديين استطلعت آراءهم «الشرق الأوسط». وبذلك تكون أسعار الأسهم قد استعادت جزءا كبيرا جدا من خسائرها الأسبوع الماضي بعد أن هبطت معظم القطاعات نتيجة عمليات جني للأرباح بعد ستة أسابيع من الارتفاع المتتالي والذي تزامن مع انخفاض أسعار النفط بنحو 5 في المائة خلال الأسبوع الماضي بعد استخدام أميركا للمخزون الاحتياطي الاستراتيجي لتغطية النقص الذي سببه إعصار كاترينا.

وبذلك تقلصت مكاسب الأسهم السعودية منذ بداية السنة حتى الآن لتصل إلى 78 في المائة بعد أن كانت قد بلغت 81.1 في المائة في الأسبوع قبل الماضي. وأشار تقرير بنك الرياض الأسبوعي للأسهم السعودية، أن الشركات المدرجة في السوق البالغة 77 شركة فقدت خلال الأسبوع الماضي نحو 85 مليار ريال (22.6 مليار دولار) من قيمتها السوقية. ومن حيث الأداء التراكمي للسوق أشار التقرير الى ان المؤشر العام للأسعار، ارتفع 441 في المائة خلال ثلاث سنوات، و218 في المائة خلال سنتين، و123 في المائة خلال سنة، و85 في المائة خلال تسعة أشهر، و50 في المائة خلال ستة أشهر، و10 في المائة خلال ثلاثة أشهر. ومن حيث تقييم السوق، انخفض مكرر الربحية ليصل إلى 31.9 مرة مقابل 33.2 مرة ومقابل متوسط تاريخي لعشر سنوات 16.8 مرة. وانخفض معدل السعر إلى القيمة الدفترية ليصل إلى 7.8 مرة مقابل 8.1 مرة في الأسبوع السابق ومقابل متوسط تاريخي 2.3 مرة. وبلغ معدل الأرباح الموزعة إلى السعر 1.5 في المائة. وارتفعت الأرباح الصافية للشركات المدرجة في السوق في النصف الأول 2005 بنسبة 45 في المائة مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي لتصل إلى نحو 29 مليار ريال.

وكان خبراء السوق قد توقعوا أن يواصل سوق الأسهم سلسلة تراجعاته هذا الأسبوع خصوصا بعد الارتفاع الحاد للأسعار في الأسابيع الستة الأخيرة بفعل استمرار متوقع لعمليات جني الأرباح جنبا إلى جنب مع محاولة خلق نقاط تدعم القوة الجديدة للمؤشر، إلا أن كبار صناع السوق كان لهم رأي آخر أو بالأحرى هم مستثمرو السوق والذين تفاعلوا بشكل كبير مع توقيع الاتفاقية الأخيرة بين السعودية وأميركا قبل أن تدخل السوق حالة الترقب انتظارا للقوائم المالية للشركات المساهمة التي ستصدرها خلال الأسابيع القادمة خصوصا الشركات القيادة الكبرى على شاكلة «سابك» والاتصالات والكهرباء والبنوك.

إلى ذلك، قلل مستثمر سعودي بارز في سوق الأسهم السعودية من أن القرار المنتظر من هيئة سوق المال والذي تعتزم إطلاقه بغية تنظيم المحافظ الاستثمارية وذلك بإغلاق جميع الوكالات التي تدير محافظ استثمارية غير نظامية للأسهم.

وشدد المستثمر والذي فضل عدم كشف اسمه إلى أن هذا القرار سيكون له أثر ايجابي على السوق خلال هذا الشهر ولاسيما على الشركات الصغيرة أو شركات المضاربة، الأمر الذي سيجعل تلك المحافظ تحرص على تصريف الكميات بأسعار معقولة بدلا من خسائر محتملة، وذلك قبل انتهاء المهلة المحددة.