البقاء للأفضل في التنافس القائم بين شركات الطيران الخليجية

تشغل 300 طائرة وطلبت الحصول على 200 طائرة أخرى

TT

الكويت ـ أ.ف.ب: تنطلق قريبا من الكويت شركة طيران جديدة مع العلم ان البقاء سيكون لأفضل الشركات التي تشهد تنافسا كبيرا في الدول الخليجية الغنية بالنفط، حسبما اكد محللون امس.

وتعتمد معظم شركات الطيران التسع التي تمتلكها الدول الخليجية الست التي تتوقع عائدات نفطية تزيد على 300 مليار دولار، على الدعم الحكومي والاعفاء الضريبي.

وباستثناء دولة البحرين حيث مقر شركة «طيران الخليج»، فان لكل من الدول الخليجية شركة طيران وطنية. وهي تشغل اكثر من 300 طائرة من مختلف الأحجام، وتقدمت بطلبيات للحصول على 200 طائرة اخرى في السنوات العشر المقبلة.

وقال رجل الاقتصاد الكويتي جاسم السعدون، رئيس مكتب «الشال» للاستشارات الاقتصادية «ان حجم سوق المنطقة ليس كافيا لكل شركات الطيران التي عليها ان تنظر الى السوق العالمية».

واضاف السعدون لوكالة الأنباء الفرنسية «اعتقد ان بعض شركات الطيران الخليجية ستتعرض للضغوط في القريب العاجل، والبقاء للأفضل» بين هذه الشركات.

وتقوم شركة الطيران القطرية «قطر ايرويز» وشركة «طيران الامارات» ومقرها في دبي وشركة «طيران الاتحاد» ومقرها في ابوظبي، وهي ابرز الشركات الناشئة، بتشغيل 125 طائرة معا، الا انها ابرمت عقودا بقيمة 53 مليار دولار للحصول على 200 طائرة اخرى.

من جانبه قال الاقتصادي السعودي عبد الوهاب بوداهش «ان الطريقة الوحيدة لنجاح شركات الطيران الخليجية هي سيطرتها على سوق الشرق الاوسط وشمال افريقيا والنظر الى السوق العالمية».

وأضاف لوكالة الأنباء الفرنسية «ولكن عليها ان تعمل على اسس تجارية بحتة. فحركة الطيران بين دول الخليج تظل محدودة ولكن يمكن للشركات استغلال الانتعاش الاقتصادي الناتج عن ارتفاع ايرادات النفط».

وشركة «طيران الخليج» التي اطلقتها منذ اكثر من ثلاثة عقود اربع دول خليجية، هي اول ضحية للمنافسة الحادة بينها وبين الشركات الناشئة. وكانت قطر انسحبت من شركة طيران الخليج بعد ان تراكمت الديون على الشركة لتبلغ 700 مليون دولار. وطلبت حكومة ابوظبي هذا الاسبوع رسميا الانسحاب، الامر الذي يبقي في الشركة كلا من البحرين وسلطنة عمان.

واضاف السعدون «ان مشكلة طيران الخليج انه طيران متعثر، فهي شركة مملوكة من عدة حكومات ويديرها اكثر من رأس. وهناك تصارع بين قضية التوظيف. انها ايضا تتعرض لمنافسة شركات الطيران الناشئة مثل القطرية والاماراتية».

وسجلت شركة الطيران الكويتية «كويتي ايرويز» خسائر خلال 15 سنة متتالية باستثناء سنة واحدة وذلك رغم سخاء الحكومة.

واعلن رئيس اول شركة طيران خاصة في الكويت مروان بودي الاثنين ان شركة «طيران الجزيرة» ستبدأ رحلاتها المنتظمة انطلاقا من 16 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل وذلك بعد ان تتسلم اثنتين من اربع طائرات من نوع «ايرباص ـ ايه 320» كانت تعاقدت عليها نهاية 2004.

وستنافس شركة «الجزيرة» شركة «العربية» التي اطلقتها منذ عامين امارة الشارقة قاول شركة خليجية تعرض رحلات بأسعار مخفضة.

وفي الكويت ايضا شركتان خاصتان اخريان قيد التأسيس. وكانت شركة خاصة سعودية بدأت تسيير رحلاتها في يوليو (تموز) لرجال الاعمال والشخصيات الكبيرة.

وقال السعدون «ان صناعة الطيران ليست عملا حكوميا وانما يفترض ان تكون عملا تجاريا. وستتعرض الشركات القائمة (الحكومية) لضغوط منافسة الشركات الجديدة». واضاف «ما زالت الشركات الحكومية مثل الكويتية والسعودية تتمتع بميزات مختلفة مثل الوفر في الطاقة وعدم وجود ضريبة، وكون سكان المنطقة يسافرون بكثرة. لكن هذه الميزات النسبية لن تستمر طويلا».

واعتبر السعدون ان «طيران الامارات» التي تمتلك اسطولا من 75 طائرة كبيرة وتقدمت بطلبيات للحصول على اكثر من 100 طائرة اخرى، بينها 43 طائرة ايرباص عملاقة، تحظى بأوفر الفرص لتكون في طليعة السوق الخليجية. واضاف «دبي ليست لها شركة طيران فقط بل لديها بنية تحتية متكاملة ومطار كبير، والاهم أنها مفتوحة للزوار».