خبراء: الوزن النسبي للمستثمرين العرب يتزايد في البورصة المصرية

صناديق الاستثمار تجتذب الخليجيين في ظل الإجراءات الاقتصادية الجديدة

TT

رأى خبراء ومحللون اقتصاديون ان البورصة المصرية نجحت خلال الفترة الأخيرة في جذب العديد من صناديق الاستثمار والمحافظ العربية خاصة الخليجية في ظل الإجراءات الاقتصادية الجريئة التي تتبعها الحكومة المصرية خاصة على صعيد برنامج خصخصة الشركات الذي كان العامل الرئيسي في جذب المستثمرين الخليجيين. واعتبروا ان سياسة طرح حصص من شركات القطاع العام في قطاعات البترول والاتصالات اضافة الى اكتتابات البنوك كانت العامل الرئيسي في جذب المستثمرين العرب. وقال محمد ماهر رئيس مجلس إدارة شركة (برايم سيكيورتز) لتداول الأوارق المالية ان المؤشرات تؤكد أن المستثمرين العرب اصبحوا يشكلون ثلثي حجم المستثمرين الأجانب في البورصة المصرية بعد التدفقات النقدية الاستثمارية العربية التي دخلت السوق المصرية أخيرا.. موضحا ان هذا لا يعني تراجعاً في استثمارات الأجانب أو خروجهم من السوق بل ان حجم محافظهم ظل ثابتا وقابله استمرار في تزايد الوزن النسبي للمحافظ الاستثمارية العربية. وأضاف ان طبيعة المستثمر سواء العربي أو الأجنبي لا تختلف كثيرا لكن الاختلاف يأتي من السلوك المؤسسي والفردي لكل طرف مشيرا الى أن ارتفاع السيولة لدى المستثمرين العرب أدى الى زيادة تأثيرهم في تحركات البورصة المصرية. وأشار محمد ماهر الى ان الطروحات الجديدة التي تشهدها البورصة المصرية من حين لاخر حفزت المستثمرين العرب على إنشاء محافظ وصناديق استثمارية خاصة بالبورصة المصرية خاصة ان هذه الطروحات تجذب اهتمامهم مثل شركات البترول والاتصالات. ورصد باسم رضا رئيس مجلس إدارة شركة (أمان لتداول الأوراق المالية) عدة عوامل خارجية وداخلية أدت الى نجاح البورصة المصرية في جذب المستثمرين العرب.. موضحا ان العوامل الخارجية تتمثل في السيولة الضخمة التي تتميز بها الأسواق العربية في السنوات الأخيرة نتيجة عودة الأموال العربية المهاجرة بعد أحداث 11سبتمبر 2001 مما خلق تضخما في حجم الأموال بهذه الأسواق الصغيرة وبحثا عن فرص أخرى بالمنطقة.

وأشار باسم رضا إلى أن ذلك ادى الى احداث تضخم في اسعار الأسهم بالاسواق الخليجية بشكل لافت للنظر واصبحت معايير حركة الأسهم فيها لا تستند الى اسس علمية مثل الميزانيات أو نتائج اعمال الشركات أو التوقعات المستقبلية بل اصبحت السيولة هي المحرك الرئيسي لتلك الاسواق.. مما ادى الى الوصول بمضاعفات الربحية الى اكثر من 30 مرة في اسهم العديد من القطاعات وهي ضعف مضاعفات الربحية المعمول بها في البورصة المصرية على سبيل المثال. وأوضح ان الارتفاعات التي سجلتها اسعار النفط والتي تضاعفت خلال اقل من عام ساهمت ايضا في زيادة ثروات المستثمرين الخليجيين وتضخم محافظهم مما جعلهم يبحثون عن مجالات جديدة للاستثمار. وأشار الى ان عدم وجود مشاريع صناعية ضخمة في تلك الدول يمكنها ان تستوعب هذه السيولة المتزايدة يوميا مع الارتفاعات المستمرة لاسعار النفط جعل المستثمرين يبحثون عن اسواق استثمارية جديدة تتسم بفرص ربحية اعلى وتأتي في مقدمة تلك الاسواق البورصة المصرية. وبجانب العوامل الخارجية رأى رئيس مجلس ادارة شركة أمان لتداول الأوراق المالية ان هناك عوامل اخرى داخلية ساهمت في جذب المستثمرين العرب الى البورصة المصرية اولها الاستقرار السياسي والاقتصادي والتوسع الذي تنتهجه الحكومة المصرية على صعيد الاصلاح الاقتصادي والذي ظهر من خلال تنشيط فعلي لبرنامج الخصخصة والسياسات النقدية التي ادت الى تثبيت سعر الصرف. وأشار الى ان الحكومة الحالية نجحت من خلال سياساتها في جذب المستثمرين العرب والاجانب في ظل القرارات الجرئية التي لم يتوقعها احد.. وأن اقبال الحكومة على بيع الشركة المصرية للاسمدة كانت بمثابة خطوة جريئة ومشجعة للمستثمر الاجنبي على القدوم الى السوق المصرية وتوجيه استثماراته وهو ما ظهر من خلال التنافس الحامي الذي شهدته صفقة بيع الشركة. وأضاف قائلا.. «ان قيام الحكومة خلال فترة لم تتجاوز ثلاثة شهور بطرح حصص من شركتي بترول في البورصة امر ربما لم يتوقعه احد ولم يصدق أن الحكومة ستمضي في تنفيذه خاصة ان الوعود بطرح حصة من الشركة المصرية للاتصالات استغرق سنوات عديدة ولم ينفذ». وأكد ان مصر اصبحت وجهة جاذبة للاستثمار الأجنبي في ظل البرنامج الشامل والطموح للحكومة والذي بدا بخصخصة البنوك المشتركة والعامة ايضا مما وضع مصر على خريطة الاستثمار العالمية. ورأى رضا ان هناك اختلافا بين المستثمرين العرب والأجانب وطبيعة تعاملاتهم معتبرا ان البورصة المصرية تعول على المستثمرين العرب أكثر من المستثمرين الاجانب. ويرى ياسر سعد رئيس مجلس إدارة شركة (الأقصر لتداول الأوراق المالية) ان الاختلاف بين المستثمرين العرب والأجانب يكمن في ان الأجانب يتعاملون في آي سوق وفق دراسات وتحليلات واسترتيجيات محددة ومنظور حرفي بحت وهو ما يجعلهم ايضا اكثر تحفظا عند دخول آي سوق يعتزمون الاستثمار فيها سواء في البيع أو الشراء. لكن المستثمر العربي تكمن قوته في السيولة الضخمة التي يمتلكها بجانب رغبته في تنويع محفظته ومخاطره بهدف توفير أكبر قدر من الأمان، وهو يعتمد على معرفته الأعمق بمصر وصلاته بها جنباً إلى جنب مع الاهتمام بالتحليلات الفنية والأساسية. وأشار الى ان تركيز المستثمرين الأجانب يكون على الأسهم الكبرى وأسهم الشركات القوية خاصة على صعيد محافظهم وصناديقهم بينما الامر يبدو مختلفا نسبيا بالنسبة للمستثمرين العرب الذين يتجهون احيانا نحو اسهم المضاربات ايضا. وأوضح ان البورصة المصرية حاليا أكثر ارتباطا بالمستثمر العربي نظرا لوجودهم المكثف في السوق المصرية متوقعا تضاعف استثماراتهم في السوق المصرية خلال الفترة المقبلة مع زيادة ثقتهم في الاقتصاد المصري.