الحمى القلاعية ترفع حجم المرتجع من منتجات الألبان في السعودية

المصانع: لا إصابات في المزارع الكبرى وإجراءات صارمة تحمي شركات الألبان

TT

سجلت سوق الالبان الطازجة السعودية خلال الاسبوع الحالي تراجعا في الكميات المباعة حيث أكد عدد من مسؤولي الشركات المنتجة بأن حجم المرتجعات شهد زيادة تتراوح بين 8 الى 10 في المائة. وقال المسؤولون ان ارتفاع حجم المرتجع لمنتجات شركاتهم بذات النسبة متأثرة بتراجع نسبي غير مبرر في استهلاك الالبان جاء بالتزامن مع وجود اصابات جديدة بين المواشي بالحمى القلاعية على الرغم من التأكيدات العلمية بعدم ارتباط هذا المرض بصحة الانسان.

واكدت 5 من شركات ومصانع الالبان السعودية الكبرى لـ«الشرق الأوسط» ان مزارعهم لم تسجل بعد أي اصابات بهذا المرض نتيجة لكونه ليس بالجديد على السعودية فهو مرض يعد مستوطنا وهو ما دفع شركات الالبان السعودية الكبرى لتنفيذ حملات تلقيح دورية ضد «العتر» الرئيسية للمرض بواقع 3 مرات سنويا، بالاضافة الى تنفيذها اجراءات محجرية صارمة ضد دخول او خروج الماشية من مزارعها ومراقبة وتعقيم كافة المركبات التي تصل الى مواقع تلك المزارع بالاضافة الى وضع قيود صارمة على تنقل العمالة منها واليها خصوصا ان في بعض تلك المزارع اعدادا ضخمة من الماشية تصل الى عشرات الاف من الابقار.

ومن جانبه قال المهندس محمد ابراهيم الشنيفي المدير العام لمؤسسة البان الصافي «المزرعة» التي تضم قرابة 28 الف رأس من الماشية لم تسجل اية حالات اصابة بالحمى القلاعية نتيجة لتنفيذ حملات التلقيح الدورية التي تم تعزيزها قبل اسبوعين من خلال تقديم موعد التلقيح المقرر في الاوضاع الطبيعية في شهر ابريل (نيسان) المقبل وذلك ضمن خطة لمنع تجدد المرض والذي يعد مستوطنا في الاراضي السعودية منذ قرابة العشرين عاما، وكانت آخر الاصابات به في العام الماضي مما نتج عنه خسائر قدرت بحوالي 350 الف ريال، موضحا ان تلك التلقيحات فعالة تجاه عدد كبير من «عتر» هذا المرض، موضحا ان المخاوف تضل واردة من ظهور اية «عتر» جديدة قد لا يكون اللقاح المستخدم حاليا فعالا تجاهها. من هنا فان «الصافي» تقوم بتنفيذ حجر احترازي وعززت مناعة مواشيها من خلال تقديم موعد التلقيح الدوري الذي يكلف قرابة 8 ريالات لكل رأس من الماشية ما يعني ان الكلفة السنوية في مزارع «الصافي» تبلغ قرابة 672 الف ريال.

وأشار الى ان البعد الاعلامي الناتج عن انتشار هذا المرض في بريطانيا وبعض الدول الاوروبية التي كانت قد سجلت خلوا كاملا من الحمى القلاعية منذ العام 1967 دفع هذه الدول للتخلص من اية مواشي مصابة لحماية سمعتها التجارية كمصدر رئيسي للماشية الحية لمختلف مناطق العالم، ولكن بعض هذه الدول وهولندا على وجه التحديد سجلت اخر اصابة في العام 1988، ولكنها الان ونتيجة لخروج اعداد الاصابات بين الماشية عن السيطرة فقد عاودت الاعتماد على اسلوب التلقيح.

من جانبه قال عبد العزيز البابطين مدير عام شركة البان الرياض ان انتشار اخبار هذا الوباء اثر سلبا على حجم مبيعات المنتجات الحيوانية ومن بينها الالبان حيث ارتفع حجم الرجيع بنسب تراوحت بين 8 الى 10 في المائة وهي نسب غير معتادة في مثل هذه الفترة من العام واشار الى ان هذا التراجع في الطلب غير مبرر خصوصا ان التأكيدات العلمية جميعها تشير الى ان هذا المرض لا يصيب الانسان وتقتصر اضراره الاقتصادية على الماشية غير الملقحة، موضحا ان اجراءات الوقاية من انتقال المرض تشمل تغيير السيارات التي تنقل الحليب الخام بين المنتجين والمصنع. فيما اكد مفيد ابوخمسين مدير عام شركة الري الغذائية ان المشلكة تكمن في عدم قدرة شركات انتاج الالبان الطازجة في التحكم بالكمية المنتجة في مثل هذه الحالات وبالتالي فهي مضطرة لتصنيعها وتسويقها في حين تستطيع شركات تصنيع حليب البودرة امتصاص هذا الفائض في الانتاج، فيما رأى عبد العزيز الربدي مدير عام الشركة الوطنية للتنمية الزراعية «نادك» انه من الطبيعي ان يتأثر اقبال الجمهور على هذه المنتجات جراء مبالغة وسائل الاعلام في تصوير خطورة هذا المرض في حين انه بات معروفا في السعودية منذ امد بعيد بل ويتذكر كبار السن حالات اصابة به عندما كانو يطلقون عليه اسم «ابو اميرش».

من جهته قال شوقي المطرود مدير عام مصنع الالبان الوطني ان مزرعته تبعد مسافة كافية عن المزارع التي سجلت فيها اصابات بالحمى القلاعية بالقرب من مدينة سيهات شرق السعوية مشيرا الى ان هذه المسافة التي تصل الى 30 كيلومترا تشكل حماية كافية من انتقال المرض حيث لم تسجل المزرعة اية اصابات.

=