جولة جديدة من المفاوضات بين سورية وأوروبا لبحث التبادل التجاري

TT

قال وزير التخطيط السوري الدكتور عصام الزعيم انه ليس هناك تاريخا يمكن تحديده الآن كموعد لتوقيع اتفاقية الشراكة بين سورية والاتحاد الاوروبي.

واضاف الزعيم في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، ان جولة جديدة من هذه المفاوضات ستبدأ مطلع الشهر القادم، يمكن خلالها تحديد الافق الزمني لعملية التوصل الى اتفاق سوري ـ اوروبي، مؤكدا ان الجانب السوري لا يستبق الاحداث، وان هناك جولات عدة قادمة سيتم خوضها بكل جد.

واوضح وزير التخطيط السوري ان الجولة القادمة ستبحث في اهم المحاور المطروحة للنقاش وهي التبادل التجاري الحر، وقواعد اصول المنشأ والسلع الزراعية، والصناعة بشكل اساسي، وقد حدث الكثير من التقدم على مستوى البحث في هذه المحاور وظهرت آفاق ايجابية كثيرة في هذا المجال، في ضوء رغبة الجانبين السوري والاوروبي باقامة علاقات تقوم على التبادل الحر، خاصة ان التصحيح الاقتصادي في سورية يتخذ بعدا جادا للتبادل الحر وبالتالي فان الشروط الاقتصادية في سورية ستصبح اكثر ملاءمة للشراكة مع الاتحاد الاوروبي، وهذا من شأنه ان يساعد على تقدم المفاوضات في الوقت الذي تؤكد فيه سورية خصوصية طريقها في الاصلاح الاقتصادي.

واشار الوزير الزعيم الى مسألة تبادل الاستثمارات وتبادل المنتجات الزراعية موضحا ان الاتحاد الاوروبي لم يعط سورية بشكل خاص والطرف العربي بشكل عام سوى مزايا تبدو محدودة في اطار الشراكة بشكل عام.

ونفى الدكتور الزعيم ما قاله الاوروبيون حول اغراق الاسواق الاوروبية بالغزول القطنية السورية مشيرا في هذا السياق الى محدودية الانتاج السوري من جهة واتساع الاسواق الاوروبية من جهة اخرى والتي تحصل على القطن من مصادر مختلفة.

ووصف الامر بانه امر تنافسي وليس اغراقا، وان ليس لسورية القدرة على انتاج الغزول بتكاليف تنافسية بسبب قدم هذه الصناعة وتعدد المصانع فيها.

وفي اشارة الى الشراكة بين لبنان والاتحاد الاوروبي قال الزعيم انه لا مشكلة بالنسبة لسورية اذا وقع لبنان اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الاوروبي، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة التنسيق بين البلدين حيث سيتم عقد ندوة في دمشق في 31 مارس (آذار) الحالي بحضور الوفدين المفاوضين في البلدين مع الجانب الاوروبي لدراسة تأثيرات التفاوض من الجانبين.

هذا وقد جاء حديث الدكتور الزعيم لـ«الشرق الأوسط» خلال انعقاد الملتقى الاوروبي المتوسطي الذي افتتح اليوم في دمشق، والذي قال الدكتور الزعيم انه يأتي في اطار تطوير الحوار بين الجانبين العربي ـ والاوروبي وانه يتخذ صفة غير رسمية، وهذا يعني ان حرية التعبير فيه اكثر، وانه يمكن اثارة العديد من القضايا دون حساسية، كما يتيح لاصحاب الاجتهادات ان يدلوا بدلوهم، مشيرا الى ان الشراكة تحتاج الى تعميق الحوار وخاصة على المستوى العربي ـ الاوروبي.

ويعتبر هذا الملتقى الاول من نوعه يعقد في سورية ويشارك فيه خبراء من كافة الدول العربية المتوسطية، بالاضافة الى خبراء من الاتحاد الاوروبي وعدد من سفراء الدول الاوروبية في دمشق، والذين سيبحثون على مدى اربعة ايام في آفاق الشراكة العربية ـ المتوسطية من جوانبها المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.