صندوق النقد يتوقع زيادة معدل النمو في الشرق الأوسط إلى 5.4 % ويدعو للاستفادة من فائض الإيرادات لتمويل الإصلاحات وزيادة الوظائف

أسعار النفط تتخطى 68 دولارا وإعصار «ريتا» يهدد باكتساح مصافي تكساس

TT

قفزت أسعار النفط الخام أمس متخطية 68 دولارا للبرميل في حين هدد الاعصار ريتا بزيادة مشكلات امدادات الطاقة في الولايات المتحدة باكتساح مصافي تكساس والحفارات وخطوط الانابيب في خليج المكسيك. وغطى الاعصار «ريتا» على قرار اوبك أول من أمس عرض كل ما لديها من فائض الطاقة الانتاجية في السوق في محاولة لكبح جماح الاسعار. وزاد سعر النفط الخام الأميركي الخفيف في عقود نوفمبر (تشرين الثاني) 1.06 دولار الى 68.26 دولار للبرميل اعلى مستوى له منذ ثلاثة اسابيع، وارتفعت اسعار النفط خمسة دولارات هذا الاسبوع.

وفي بورصة البترول الدولية بلندن ارتفع سعر عقود مزيج النفط الخام برنت 1.42 دولار الى 65.62 دولار للبرميل، ويتجه الاعصار الى خليج المكسيك في مسار قد يدفع به الى ساحل ولاية تكساس بنهاية الاسبوع وسط مخاوف من أن يلحق اضرارا بامدادات النفط الأميركية.

وقال خبراء «ان العاصفة ريتا اشتدت قوتها لتصبح اعصارا من الدرجة الرابعة، وهي ثاني أعلى درجة في مقياس للاعاصير من خمس درجات وتوازي قوة الاعصار كاترينا الذي دمر منطقة خليج المكسيك قبل ثلاثة اسابيع وأدى الى ارتفاع اسعار النفط الى مستويات قياسية فوق 70 دولارا للبرميل».

وفي أعقاب اصدار أوبك لقرارها بتوفير مليونى برميل نفط كاحتياطى اكدت عدة مصادر «ان تنفيذ القرار وفاعليته في تهدئة الاسواق يعتمدان في المقام الاول على مقدرة الدول في توصيل هذا الخام على وجه السرعة، ليكون حاضرا اذا ما احتيج له مع مطلع اكتوبر (تشرين الأول)، كما تقرر خاصة ان الاسواق قد تدخل فترة هياج جديدة مع الاعصار الذي يهدد أميركا الان ومع البلبلة التي قد تسببها التهديدات الايرانية بوقف الامداد الايرانى اذا ما قرر مجلس أمناء الوكالة الدولية لوكالة الطاقة الذرية المجتمع هذا الاسبوع شكواها لمجلس الأمن الجدير بالذكر.

من جانب اخر اشاد الخبراء باجازة المؤتمر الوزاري لاستراتيجية طويلة المدى تعمل بموجبها الاوبك مما يعتبر سابقة في تاريخها تؤكد ادراك المنظمة لحجم التحديات المتوقعة للعقدين القادمين من الزمان واعداد سيناريوهات عدة تمكنها من تحقيق اهدافها مما يعكس استعدادا لترتيب بيتها من الداخل في نوع من البراغماتية والعملية عند تعاملها مع متطلبات الاسواق وللمحافظة على الثروة النفطية وتطوير الاستفادة منها.    من جهة أخرى، رفع صندوق النقد الدولي تقديره لمتوسط اسعار النفط العالمية الى 54.23 دولار للبرميل عام 2005 و61.75 دولار للبرميل 2006 بزيادة 16.6 في المائة و41 في المائة على التوالي. وذكرت وكالة رويترز أمس أن الصندوق ذكر في تقريره الاقتصادي نصف السنوي ان متوسط سعر النفط في السوق الفورية هو متوسط مرجح لاسعار خامات غرب تكساس الوسيط ومزيج برنت ودبي، ومنذ ستة اشهر تنبأ الصندوق ان متوسط اسعار النفط العالمية سيبلغ 46.50 دولار للبرميل عام 2005 لينزل الى 43.75 دولار للبرميل عام 2006.

وحول احتمالات نمو الاقتصاد العالمي ذكر التقرير «هذه التنبؤات بزيادة الاسعار تعكس اجماعا متزايدا على ان المستويات الاخيرة للاستهلاك من المرجح ان تكون اكثر ثباتا وان تستمر في الضغط على فائض الطاقة المتاحة ومن ثم تعظيم الاسعار السعرية لاية ازمة خارجية»، وذكر الصندوق «ان ادارة الارباح الناجمة عن ازدهار مبيعات النفط هي أكبر تحد اقتصادي يواجه الشرق الأوسط.

ومع ارتفاع انتاج النفط في المنطقة الى أعلى مستوى منذ 20 عاما وترجيح استمرار الزيادة في ايرادات النفط، قال الصندوق ان النمو الاقتصادي في الشرق الاوسط سيصل على الارجح الى 5.4 في المائة هذا العام مرتفعا عن توقعات الصندوق السابقة في ابريل (نيسان) الماضي والتي بلغت خمسة في المائة. وأضاف الصندوق انه مع وصول انتاج الدول المنتجة لاقصى طاقة انتاجية فمن المرجح ان يبلغ النمو في العام المقبل خمسة في المائة، وتابع الصندوق في تقريره الاقتصادي العالمي الذي يصدر مرتين في العام انه من المتوقع ان يرتفع الفائض الاقليمي في ميزان المعاملات الجارية الى 21 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي في عام 2005 ليقترب من 200 مليار دولار والى 23.5 في المائة في عام 2006.

وقال الصندوق «إن ادارة هذه الايرادات ستكون تحديا مركزيا على الصعيد المحلي ولمظاهر الاختلال العالمية»، وقال ان ارباح النفط تتيح للمنطقة فرصة لاصلاح بعض مشاكلها الاقتصادية، منها على سبيل المثال السماح بتمويل اصلاحات لزيادة الوظائف.