شبه اتفاق بين الخبراء على أن أسعار النفط باتجاه البقاء فوق سقف الـ 45 دولارا للبرميل

مؤتمر النفط والمال يختتم أعماله في لندن

TT

اختتم مؤتمر النفط والمال أعماله أمس في لندن بشبه اتفاق بين المحاضرين على أن أسعار النفط من المرجح أن تتراجع عن الأسعار التي هي عليها الآن، إلا إنها لن تنخفض تحت معدل الـ 45 دولاراً للبرميل. وفي هذا السياق، قال وزير الدولة النيجيري لشؤون الموارد النفطية، إيدموند داوكورو «إن سعر برميل النفط لابد أن يبقى عند حد 70 دولاراً حتى يمكن للاستثمارات في قطاع صناعة النفط لأن يأتي باستثمارات لها عوائد مفيدة للمستثمرين». وعلل داوكورو ذلك بأن «تكلفة اكتشاف وتطوير آبار النفط حول العالم تتزايد بسرعة كبيرة، وبالتالي فإن أسعار الانتاج تلحق بها ومن الطبيعي أن تتصاعد بسبب ذلك أسعار البيع، لأن الطلب عليه سوف يستمر في التصاعد بنسب قريبة من التي شاهدها العالم في الآونة الأخيرة».

واتفق تيري ديسماريست، رئيس شركة توتال، وكبير إدارييها التنفيذيين مع الوزير النيجيري من حيث أن الطلب سوف يزيد بطريقة ربما لن يستطيع المنتجون مواكبتها، وأكد الحاجة الماسة للتعاون في الاستثمارات بين المنتجين والمستهلكين حتى «تسير العجلة»، وقال ديسماريست: «إن أسعار النفط سوف تهبط عن معدلاتها الحالية ولكن هبوطها لن يتجاوز سقف الـ 45 دولارا للبرميل». وتحدث الوزير النيجيري عن النقاط الأربع التي تتحكم في ارتفاع أو انخفاض الأسعار من وجهة نظره، معدداً القدرات الإنتاجية لخام النفط، والقدرة الإنتاجية لمصافي التكرير، والاهتمامات البيئية إضافة إلى النزاعات الجيوسياسية. أما عن الاستثمارات المستقبلية في قطاع النفط، فقد قال إن الأولوية يجب أن تكون للاستثمار في خليج غينيا وأميركا الجنوبية، بالإضافة إلى روسيا ومنطقة بحر قزوين.

وعن القدرات التكريرية في العالم، قال رئيس توتال «إن القدرات التكريرية ضيقة حول العالم، ولكنها بالقدر الأكبر مشكلة إقليمية أكثر منها دولية»، وأضاف أن شركته تنوي زيادة قدرتها الإنتاجية من مصافي التكرير بمقدار مليون برميل يومياً من مشتقات النفط خلال الأعوام الخمسة القادمة.

من جهة أخرى توقع آدام سيمنزكي، رئيس اقتصاديي النفط في البنك المركزي الألماني (دويتش بانك)، دخول الاقتصاد العالمي في مرحلة ركود بسبب أسعار النفط وأسعار الفوائد، فقد اتفق مع سابقيه من المتحدثين حول ضرورة أن يبدأ العالم في الاعتياد على أسعار أكثر ارتفاعاً للنفط في المستقبل بين 40-60 دولاراً للبرميل وذلك بسبب استمرار ارتفاع الطلب عليه بنسبة بين واحد واثنين في المائة سنوياً.

وبرر ديفيد ناب، رئيس محرري (إينيرجي إنتلجينس) لشؤون أسواق النفط الدولية استمرار ارتفاع الطلب بأن منطقة طلب مثل الصين لم تستوف حتى الآن احتياجها من النفط وقال «إن المسألة هناك هي مسألة أنظمة حكومية أكثر منها قلة في الطلب».

من جهة أخرى قال هيرمان فرانسيس، رئيس مؤسسة شركاء الطاقة الدوليين (إنترناشونال إينرجي أسوشيتس) مفسراً استمرار الطلب من الدول النامية مثل الصين والهند بأنه راجع لأن «الاستهلاك العالمي يذهب في قدره الأكبر نحو الغرب حيث يستهلك الفرد الواحد هناك معدل 18 برميلا في العام في حين يستهلك الفرد في الدول النامية ما لا يزيد عن 2.5 برميل في العام».

وأكد فرانسيس أن قدرات الانتاج الإضافية لدى الدول المنتجة سوف تتلاشى بسبب أن زيادة الطلب لن تسمح لها بالبقاء، «فكل قدرة إنتاجية إضافية في المستقبل، من السعودية أو غيرها، سوف يتم استيعابها في سوق متعطش دائماً للمزيد». وعندما تضيف، حسب فرانسيس، الصراعات المستمرة وعدم الاستقرار في المناطق المهمة للانتاج النفطي، فإن الوضع الحالي لن يتغير كثيراً.