انحسار شدة الإعصار تهبط بالنفط دون 66 دولارا في ظل توقف 30% من طاقة التكرير في أميركا

بوادر أزمة الوقود تظهر في هيوستن مع نفاد محطات «شل» وانخفاض مخزون البنزين

TT

لندن ـ وكالات: هبطت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الجمعة دون 66 دولارا للبرميل، اذ فقد إعصار ريتا بعض شدته وقويت الآمال أن تنجو مصافي تكساس من أضرار مدمرة.

ولكن مع استمرار إغلاق نحو 30 في المائة من طاقة التكرير بالولايات المتحدة على ساحل الخليج وانخفاض مخزونات البنزين، فإن سعر النفط الخام عند نحو 66 دولارا للبرميل ما زال قريبا من مستواه القياسي.

وقالت وكالة الطاقة الدولية انها قد تأمر بإطلاق كمية أخرى من مخزونات الطوارئ للوقود للمرة الثانية في شهر لمساعدة صناعة النفط الأميركية التي تضربها الأعاصير.

وقال كلود ماندل، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، أمس، ان الوكالة في حالة تأهب تحسبا للاعصار ريتا، وانها ستعقد اجتماعا يوم السبت لتقييم اثره على الولايات المتحدة.

وقال ماندل لـ«رويترز» انه اذا تسبب الإعصار في تعطيل إمدادات الوقود فإن الوكالة قد تأمر بعرض مزيد من الاحتياطيات الاستراتيجية لدولها الاعضاء في السوق مثلما حدث في أعقاب الاعصار كاترينا. وأضاف: «نحن في حالة تأهب ونتابع الوضع على الدوام مثلما كان الحال مع كاترينا. وسنعقد اجتماعا في الوكالة اليوم، وسنكون على اتصال بزملائنا الأميركيين». ونزل سعر النفط الخام الأميركي الخفيف في عقود نوفمبر (تشرين الثاني) 83 سنتا دولار الى 65.67 دولار للبرميل. وفي بورصة البترول الدولية بلندن انخفض سعر عقود مزيج النفط الخام برنت 95 سنتا الى 63.65 دولار للبرميل.

من جانبها، قالت مجموعة «رويال داتش شل» العملاقة للنفط، ان الوقود نفد من المحطات التابعة لها في منطقة هيوستون، بولاية تكساس، مع ازدحام الآلاف على الطرق السريعة سعيا للهروب من الاعصار ريتا الذي يقترب من السواحل الأميركية. وقالت الشركة في بيان: «نحن نعاني من نفاد الوقود بالمحطات التي تحمل علامة شل في منطقة هيوستون... ونحن نبذل كل الجهود الممكنة لتجاوز الظروف الحالية على الطرق وتسليم البنزين بطريقة تتسم بالأمان والكفاءة». ولم يتضح ما إذا كان الوقود نفد بكل محطات شل في منطقة هيوستون أو بعضها فقط. وقالت شل في موقعها على الإنترنت ان شركة شل أميركا لمنتجات النفط ومشروع موتيفا الذي تملكه بالمشاركة مع السعودية، يشكلان أكبر مجموعة لتوزيع الوقود في الولايات المتحدة من حيث حجم المبيعات ونصيبهما من السوق وعدد محطات الوقود. إلى ذلك، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، ان الاعصار ريتا الذي يقترب من الساحل الأميركي على خليج المكسيك تسبب في وقف إنتاج نحو 2.2 مليون برميل يوميا من البنزين، و1.5 مليون برميل يوميا من المشتقات الوسيطة، ونحو 600 ألف برميل يوميا من وقود الطائرات. وقالت الإدارة التابعة لوزارة الطاقة الأميركية في أحدث تقرير لها عن الاعصار: «ان الاضافة الى المصافي الاربع التي ما زالت مغلقة في أعقاب الاعصار كاترينا أغلقت خمس مصاف أخرى استعدادا للإعصار ريتا». وأضافت: «إجمالي طاقات التكرير التي توقفت عن العمل تقترب من خمسة ملايين برميل يوميا». وكان وزير الطاقة الأميركي، سام بودمان، حذر الخميس من أن الاعصار ريتا سيتسبب في اضطراب امدادات الوقود بالولايات المتحدة. وتوجد بولاية تكساس ربع طاقات تكرير النفط الأميركية. وأغلقت أمس 13 مصفاة بالولاية قبل وصول الاعصار، بينما تعمل مصفاتان أخريان بطاقة مخفضة.

وذكرت وكالة «أ.د.ب» أن أسعار البنزين والنفط الخام سجلت انخفاضا ملحوظا أمس في الولايات المتحدة بعد تراجع شدة الاعصار ريتا وتغير طريقه نحو السواحل الأميركية المطلة على خليج المكسيك بعيدا عن مراكز تكرير النفط في ولاية تكساس.

وذكرت وكالة «بلومبرج» للأنباء الاقتصادية، أن أسعار التعاقدات الآجلة للبنزين تسليم أكتوبر المقبل انخفضت بمقدار 6.34 سنت إلى 2.0760 دولار للجالون خلال التعاملات الالكترونية في بورصة نيويورك للتعاملات التجارية (نايمكس).

وكانت إدارة الموارد المعدنية الأميركية قد ذكرت أن إنتاج خليج المكسيك النفطي انخفض بنسبة 92 في المائة على الاقل، وإنتاج البنزين انخفض بنسبة 66 في المائة على الاقل بسبب وقف تشغيل المنشآت النفطية هناك تحسبا للإعصار ريتا.

تنتج المنشآت النفطية في خليج المكسيك حوالي 24 في المائة من إجمالي انتاج الولايات المتحدة من البنزين.

من جهة أخرى، يتوقع إغلاق مصفاة جونفريفل التابعة لشركة «توتال» في نورماندي بشمال فرنسا بعد ثلاثة أيام من الاضرابات من جانب عمال الشحن في المصفاة التي تبلغ طاقتها 328 ألف برميل يوميا. وقال متحدث باسم الاتحاد، إن المفاوضات بشأن الأجور تعثرت وانه لا يعرف متى تستأنف. وأضاف: «ما زال هناك نزاع وكل الوحدات قد تتوقف عن العمل بنهاية اليوم (أمس)». وعلى صعيد أزمة ارتفاع الاسعار، قال عضو في وفد المانيا في اجتماع مجموعة السبع أمس «إن أسعار النفط هي أكبر خطر على الاقتصاد العالمي»، معبرا عن الخوف ان تضر زيادات اخرى للاسعار بثقة المستهلكين اكثر من الزيادات التي شوهدت حتى الآن. وقال المسؤول: «إننا نشهد آثارا تراكمية... توجد مخاطر واضحة، ولا سيما اذا حدثت زيادة اخرى».

وأضاف «ان أثر الاعصار ريتا الذي يوشك أن يضرب ساحل الخليج الأميركي لم يتضح بعد». وقال المسؤول ان هناك مخاوف ان تتضرر ثقة المستهلكين اكثر مما شهدته حتى الآن اذا واصلت اسعار النفط الارتفاع، لكن من الصعب تحديد نقطة الذروة التي تؤذن بتحول جديد.