خبراء يطالبون باعتماد القطاع الزراعي السعودي للمكافحة الحيوية بدلا من المبيدات الكيماوية

وزير الزراعة: إنتاج البيوت المحمية من الطماطم والخيار يمثل 26% و92 % انتاج السعودية منهما

TT

رسم خبراء في مجال المكافحة الحيوية ووقاية النبات في السعودية أمس صورة قاتمة لمدى انتشار الحشرات الضارة في السعودية على الرغم من حقيقة أن السعودية التي تستهلك 7 آلاف طن من المبيدات سنويا تعد بين أكثر دول العالم استخداما للمبيدات، خصوصا أن نسبة الاراضي المزروعة المحدودة في السعودية والبالغة 1.7 في المائة من اجمالي مساحة البلاد تعكس الارتفاع النسبي لاستخدامات المبيدات وانخفاض فعاليتها في الحد من انتشار تلك الحشرات.

جاء ذلك في اللقاء الذي رعاه وزير الزراعة السعودي الدكتور فهد بن عبد الرحمن بالغنيم بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض بالتعاون مع مجموعة الرشيد والسفارة الهولندية بالرياض ومشاركة عدد من الشركات العالمية المتخصصة في مجال المكافحة الحيوية في البيوت المحمية.

من جانبه، قال وزير الزراعة السعودي الدكتور بالغنيم إن الاستثمار في البيوت المحمية في بلاده يسجل حضورا متزايدا من إجمالي انتاج الخضر والفاكهة، مشيرا إلى أن زراعة الطماطم في البيوت المحمية تمثل حسب إحصاءات عام 2004 حوالي 46 في المائة من إجمالي انتاج الطماطم المحلي أو حوالي 218 الف طن سنويا، فيما بلغ انتاج الخيار في البيوت المحمية في ذات العام 200 الف طن، وهو ما يمثل 92 في المائة من إجمالي انتاج السعودية من الخيار.

وأضاف الوزير بالغنيم أن البيوت المحمية تعطي ميزات مثل انتاج الخضر والفواكه على مدى العام، وترفع من إنتاجية الوحدات المساحية المتاحة، وأيضا تتيح فرصة للاستخدام المقنن للمياه.

وقال الوزير إن من الضروري تقنين استخدام المبيدات، خصوصا مع انتشار المخاوف الصحية من الاستخدام المفرط للمواد الكيماوية فيما تمكن المكافحة الحيوية في المحافظة على الحشرات غير الضارة.

وفي هذا السياق، قال عبد الرحمن الجريسي، رئيس مجلس ادارة غرفة تجارة الرياض إن من الضروري تعزيز قدرة مشاريع البيوت المحمية ومعالجة المشاكل التي تواجهها، خصوصا أنها تسهم في حل الصعاب التي تواجه زراعة الخضر والفواكه، مشيرا إلى القروض والإعانات التي يتم تقديمها لمثل هذه المشاريع بعد ثبوث نجاح تجاربها السابقة.

وأضاف أن عدد مشاريع البيوت المحمية ارتفع من 61 مشروعا تنتج 13 الف طن عام 1983 إلى 320 مشروعا تنتج 381 الف طن عام 2001.

وفي الشق العلمي من اللقاء، قال الدكتور محمد الحبيب الذويبي، خبير المكافحة الحيوية في وزارة الزراعة السعودية إن التجارب أثبتت عدم نجاح المبيدات التقليدية ووجود أضرار صحية جراء كثافة أو عدم تقنين استخدامها، مشيرا إلى نتائج دراسة مسحية لعينة من الخضر في مدينة الرياض أثبتت تلوث 80 في المائة من العينة، وأن 20 في المائة منها فقط صالح، مشيرا إلى أن هناك مضار تترتب على الاستخدام غير المقنن للمبيدات مثل مقاومة الآفات للمبيدات عبر تكيفها مع تلك المبيدات، مشيرا إلى وجود 500 سلالة مقاومة للمبيدات. كما تخل المبيدات بالتوازن الطبيعي، وتضر بخصوبة التربة، وتؤثر بشكل سلبي في صحة الانسان.

وأشار الدكتور الذويبي إلى أن وجود آفات مثل دودة التفاح التي اكتسبت المناعة ضد جميع المبيدات وأيضا فراشة كأس الرمان «عثة الرمان» والتمر والتي تصيب حوالي 95 في المائة من الرمان في الطائف، وتلك الحشرات التي تصيب الثمار الناضجة في السعودية وأيضا ذباب الفاكهة بأنواعها الخمسة، وخصوصا ذبابة البحر الأبيض المتوسط التي تصيب نسبة عالية تصل إلى 30 في المائة من بعض المحاصيل، وهذه الافات المختلفة دفعت الكثير سوءا في الجوف وغيرها من المناطق لإهمال مزارعهم وهجرها نتيجة لانتشار مثل هذه الافات بنحو كبير.

تحتم اللجوء لاستخدام المكافحة الحيوية عبر استخدام المكونات الحيوية أو منتجاتها لمنع أو تخفيض الخسائر أو الأضرار عن الكائنات الضارة عبر المحافظة أو تطعيم المناطق الزراعة بالأعداء الحيوية وإكثار تلك الأعداء الحيوية أو جلبها لإغراق المساحة المستهدفة بها.

وأشار الدكتور الذويبي إلى نماذج للآفات المنتشرة في السعودية مثل ديدان النخيل وحلم الغبار ودودة البرسيم وذبابة الفاكهة والتي رصدت بنحو مكثف في الفواكه الاستوائية في جازان مثل التين والمانجو، وأيضا تنتشر في الجوف حيث تم رصد حوالي 750 يرقة في الثمرة الواحدة في بعض الحالات، وهي نسبة عالية جدا. وأشار الدكتور الذويبي إلى الاستخدام الناجح لخليط من المبيدات مع الجاذب الغذائي أو الجنسي والذي اثبت نجاعته في مكافحة الآفات لمدة تصل إلى 6 أسابيع.