انخفاض الإسترليني أمام الدولار متأثرا بتراجع مؤشرات النمو الاقتصادي البريطاني

الأسهم الأوروبية ترتفع لأعلى مستوى لها منذ 40 شهرا

TT

تراجع سعر صرف الجنيه الاسترليني أمام الدولار الأميركي لأدنى مستويات جلسة التعامل أمس. كما انخفض مقابل اليورو الاوروبي بعد أن أظهرت بيانات أن النمو الاقتصادي في بريطانيا سجل أضعف معدل له منذ 12 عاما في الربع الثاني من العام.

وقال مكتب الاحصاءات المركزي ان الناتج المحلي الإجمالي نما بنسبة 0.5 في المائة في الاشهر الثلاثة حتى يونيو (حزيران) بدون تغيير عن التقدير السابق ليتفق بذلك مع توقعات المحللين. وعدل المكتب معدل النمو السنوي بالخفض على غير المتوقع الى 1.5 في المائة من 1.8 في المائة ليسجل أضعف معدل نمو سنوي منذ الربع الاول عام 1993. وبلغ سعر صرف الجنيه الاسترليني صباحاً 1.7662 دولار من 1.7680 دولار قبل صدور البيانات. وانخفضت العملة البريطانية الى 68 بنسا مقابل اليورو.

من ناحية أخرى، قال المكتب ان ميزان المعاملات الجارية سجل عجزا بلغ 3.050 مليار جنيه في الربع الثاني من العام ليقل بذلك عن التوقعات ويسجل أدنى مستوى منذ الربع الاول عام 2003. ويعادل هذا العجز 1.0 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي. وكان سعر صرف الاسترليني قد استقر مقابل اليورو الاوروبي، في الوقت الذي ارتفع فيه قليلا أمام الدولار الأميركي قبل صدور بيانات النمو الاقتصادي بعد انخفاضه الثلاثاء لأدنى مستوى منذ شهرين قبل صدور بيانات. وصمد الدولار قرب أعلى مستوياته في شهرين التي بلغها أخيرا أمام اليورو أمس بعد أن أوحت التصريحات المتزايدة لمسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بأن فارق أسعار الفائدة سيواصل النمو لصالح الدولار.

لكن الدولار مال للهبوط امام الين مع ارتفاع اسعار الأسهم اليابانية وتعليقات لمسؤول آخر في بنك اليابان المركزي اوحت بأن اليابان تقترب من الخروج من سبع سنوات من الانكماش وتتحرك نحو رفع أسعار الفائدة الرئيسية.

وقال بيتر فونتين، المحلل في كيه.بي.سي في بروكسل، «السوق تنظر لمسافة أبعد وتركز على النمو الاقتصادي». وقد بلغ الدولار 1.2026 دولار لليورو، وانخفض ربع نقطة مئوية أمام الين الى 113 ينا مقارنة مع 113.50 ين في الجلسة السابقة.

وقال توماس هونينغ رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي لكانساس سيتي، الليلة الماضية، انه يجب على البنك المركزي ان يركز اهتمامه على ضمان الاستقرار السعري عندما يدرس خيارات السياسة المتاحة له في اعقاب الإعصارين كاترينا وريتا.

وردد تصريحات ادلى بها في وقت سابق من الاسبوع وتصريحات جانيت يلين رئيسة بنك الاحتياطي الاتحادي في سان فرانسيسكو امس بان ارتفاعا غير مقبول في التضخم ليس خيارا مطروحا، في اشارة الى ان موجة رفع اسعار الفائدة الأميركية لن تنتهي قريبا. وسجل الدولار تحسنا حيث قلص خسائره أوائل المعاملات الأميركية أمس بعد أن أظهر تقرير حكومي أن الطلبات الجديدة على السلع المعمرة في الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 3.3 في المائة متجاوزة التوقعات في شهر أغسطس (اب) الماضي.

وانخفض اليورو الاوروبي الى 1.2020 دولار بعد صدور البيانات من حوالي 1.2035 دولار قبل صدورها. وبقي الدولار قريبا من اعلى مستويات له في شهرين مقابل اليورو والين أوائل التعامل في اسيا أمس وسط طائفة متزايدة من تصريحات مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي التي تنبئ بان اسعار الفائدة الأميركية سوف تستمر في الارتفاع. وبلغ سعر اليورو 1.2015 دولار قريبا من مستواه اواخر التعامل يوم الثلاثاء بعد ان هوى الى ادنى مستوى له في شهرين حوالى 1.1980 دولار الجلسة السابقة. وكانت اسعار الجنيه الاسترليني والفرنك السويسري مستقرة قرب ادنى مستويات لهما في شهرين مقابل الدولار.

من جهة أخرى، انخفضت الاسهم الأميركية في بداية جلسة تعاملات أمس ولكنها نشطت من جديد في نهاية اليوم بعدما أشاد رئيس البنك الاحتياطي الاتحادي آلان غرينسبان بمرونة الاقتصاد الأميركي. وكانت الاسهم الأميركية قد تراجعت في وقت مبكر بعدما أوضح تقرير لمركز أبحاث خاص أن ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة انخفضت إلى أدنى مستوى لها خلال 15 عاما على المؤشر الذي يقيس المعدل الشهري. وقال التقرير إن المستهلكين تأثروا بارتفاع أسعار البنزين وإجمالي خسائر الإعصار كاترينا على الاقتصاد. وانخفض مؤشر ثقة المستهلك في سبتمبر (أيلول) الحالي من 105.5 إلى 86.6. أما الاسهم الاوروبية فارتفعت أمس الى أعلى مستوى منذ 40 شهرا بفضل مكاسب الاسهم الأميركية بعد أن أدلى غرينسبان بتعليقات مطمئنة عن أسعار الاصول والتضخم. وزاد سعر سهم دايملر كرايسلر للسيارات 3.4 في المائة بعد أن قالت صحيفة «شتوتغارتر ناشريشتن» ان وحدة سيارات مرسيدس تعتزم الاستغناء عن أكثر من ثمانية آلاف وظيفة بدلا من خمسة آلاف، وفقا لتوقعات سابقة.

وصعد سهم بنك بي.ان.بي باريبا الفرنسي 1.6 في المائة الى 62.10 يورو بعد أن رفعت مؤسسة غولدمان ساكس تصنيفها له وزادت تقديرها لأرباحه هو وبنك سوسيتيه جنرال المنافس له.

من جهة أخرى، أغلقت بورصة طوكيو أمس تعاملاتها على أعلى ارتفاع لها منذ مايو (أيار) عام 2001 بسبب توقعات واسعة بشأن انتعاش اقتصادي في اليابان. وارتفع مؤشر نيكي الذي يضم 225 سهما بواقع 125.87 نقطة أو ما يعادل 0.95 في المائة ليصل إلى 435.13.91 نقطة عند إغلاق التعاملات. وارتفع مؤشر توبكس الذي يضم جميع إصدارات الاسهم الممتازة بواقع 24.77 نقطة أو ما يعادل 1.81 في المائة ليغلق عند 401.1.47 نقطة.