«أرامكو» السعودية تضاعف عدد أجهزة الحفر لديها إلى 110 بحلول 2006

في خطة تتناسب مع خطط توسيع الإنتاج السعودي

TT

تخطط شركة أرامكو السعودية زيادة عدد أجهزة الحفر العاملة لديها من 55 جهازا كانت متوفرة لديها في 2004 إلى 110 أجهزة بحلول 2006.

وقد أعلنت الشركة عن ذلك في بيان على موقعها على الإنترنت قالت فيه إنها بهذه الخطوة سوف تزيد عدد أجهزة الحفر لديها بنسبة 100%.

وتقول أرامكو السعودية ان الزيادة تتناسب مع الخطط التي وضعتها الشركة لحفر عدة مئات من الآبار خلال السنوات القادمة، وذلك كجزء من التوسع الطموح لبرنامج النفط والغاز فيها. وتعد هذه الزيادة في أعمال الحفر الحالية الأضخم في تاريخ صناعة البترول، حيث أن أحد تلك الأجهزة المضافة هو (اينسكو76)، الذي يعمل بقوة 3000 حصان «و يستطيع القيام بأعمال حفر إلى عمق يصل الى أكثر من 9000 متر»، وهو «اكبر جهاز حفر تعاملت معه أرامكو السعودية في تاريخها»، حسب تعبير فهد المليك، الناظر الإداري لأعمال الحفر في المنطقة الشمالية في أرامكو السعودية.

وتقول الشركة ان هذا الجهاز وسيقوم بأعمال حفر عميقة للتنقيب عن الغاز في مواقع عدة على امتداد الخليج العربي، وهي تعتبر أول أعمال تنقيب عن الغاز يتم اجراؤها بهذا المستوى في المناطق المغمورة منذ الثمانينات. وفي آبار أخرى تعتبر من أصعب الأعمال التي تقوم بها أرامكو السعودية بحكم ارتفاع درجة الحرارة والضغط في هذه الآبار.

وقد أضاف الناظر الإداري لأعمال الحفر في أرامكو السعودية، أن جهاز حفر آخر سينضم الى الجهاز الحالي «اينسكو 76» خلال عام 2006 للقيام بأعمال التنقيب في الخليج، وسيقوم الجهازان بحفر 11 موقعا منتشرا داخل المياه الإقليمية للسعودية. ومدة المشروع ستستغرق من خمس إلى ست سنوات. وهذا يعكس أعمال الاستثمار الأساسية التي تقوم بها السعودية لاكتشاف حقول غاز جديدة. من جهة أخرى، أعادت شركة أرامكو السعودية للعمل أيضاً أحدى الحفارات المتقاعدة، والتي كانت قد استغنت عنها في عام 1999 بعد إعادة تأهيلها في يوليو (تموز) الماضي. وقالت الشركة إن الهدف من إعادة الحفارة للخدمة هو إعطاء الشركة مساحة إضافية تتماشى مع تزايد أعمالها في مجال التنقيب والحفر. وسوف تعمل الحفارة المعاد تأهيلها (SAR-102) في حقل الغوار، أكبر الحقول المنتجة للنفط في العالم والذي تحدث عنه وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، علي النعيمي، مؤخراً في جنوب أفريقيا قائلاً «إن حقل الغوار لم يبلغ بعد ذروة انتاجه وان الانتاج منه سيزيد من المرجح في شهر إبريل (نيسان) عام 2006 من الخمسة ملايين برميل يوميا حاليا». وقد أعلن الوزير السعودي في وقت سابق أن بلاده تنوي زيادة إنتاجها من النفط الخام إلى 12.5 مليون برميل يومياً من الانتاج الحالي الذي يبلغ 11 مليون برميل تقريباً. وتأتي هذه التطورات في وقت تحدث فيه بعض خبراء النفط عن وجود مشكلة عالمية فيما يتعلق بالخدمات المساندة لعمليات التنقيب والحفر وانخفاض قدرة شركات المقاولات التي توفر هذه الخدمات للإمكانيات التقنية وأحياناً اللوجستية لمساندة عمليات شركات النفط العالمية في أعمال التنقيب والحفر لكل منها.

وقال ماثيو سيمونز، في مؤتمر عقد في لندن مؤخراً: «بعد سنوات قليلة سوف يصبح معدل أعمار أجهزة الحفر لدى شركات المقولات التي توفرها أكثر من 25 سنة، وهو أمر لا يملك أحد خبرة عملية في آثاره القريبة والبعيدة على هذه الأجهزة، هذا مع وجود نقص واضح في أعدادها حول العالم. وتضاعف كبير في أسعار تصنيعها التي قد يصل اليوم إلى نحو 800 مليون دولار للحفارة الواحدة بالنظر لأسعار الحديد والصلب التي تضاعفت ثلاث مرات خلال العقد الماضي»، بالإضافة إلى إن معامل تصنيعها ممتلئة حالياً والعمالة التي تشغلها غير متوفرة.

من جهة أخرى، قال نواف عبيد، وهو خبير في شؤون الطاقة، أمام مؤتمر نفطي في أبوظبي الثلاثاء إن السعودية سوف تصل إلى خططها إنتاج 12.5 مليون برميل يومياً بحلول منتصف عام 2008 بسبب عوائد النفط الناتجة عن ارتفاع الأسعار خلال هذا العام. وبسبب أزمة النفط التي يعاني منها العالم، فإن الأنظار تتجه نحو الدول المنتجة في الخليج العربي خاصة السعودية والكويت والإمارات وإيران والعراق لتغطية حاجة السوق. وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن إنتاج النفط من الدول الخمس سوف يصل إلى 51.8 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2030 لتلبية حاجة السوق التي تتوقع الوكالة أن تصل إلى 120.3 مليون برميل في اليوم.