منتدى عربي دولي في لندن يسلط الضوء على دور المرأة في حركة التنمية وسط مطالب بتوفير الفرص التعليمية والتدريب

النساء العربيات على أجندة وزراء خارجية «اليورو متوسطي» في برشلونة > زوجة رئيس الوزراء البريطاني تشارك في فعاليات الجلسة بحضور عربي واسع

TT

أصدر المنتدى العربي الدولي للمرأة رسمياً، تقريره والتوصيات الخاصة ببرنامجه لعام 2005 خلال مؤتمر أقامه المنتدى في المقر الرئيسي لوزارة الخارجية والكومنولث البريطانية في لندن أمس تحت عنوان «المرأة كمحرك للنمو الاقتصادي في العالم العربي». وقد حاز المؤتمر اهتماما إعلاميا كبيرا وحضره عدد من الشخصيات الرسمية وسفراء دول عربية إضافة إلى المتحدثين وشيري بلير، زوجة رئيس الوزراء البريطاني، التي حضرت حفل الاستقبال.

وافتتحت المؤتمر هيفاء الكيلاني، مؤسسة ورئيسة المنتدى العربي الدولي للمرأة، بكلمة شكرت فيها وزارة الخارجية والكومنولث البريطانية على «دعمها الوثيق للبرنامج واستضافة حفل إطلاق التقرير الخاص». وقالت الكيلاني «إن برنامج المنتدى للعام الحالي يركز على أهمية مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية الكاملة»، وإن «أهمية مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية تأتي عبر توفير الفرص التعليمية ورفع المهارات التدريبية لها بالإضافة الى توفير المصادر التمويلية والمساعدة في الوصول إليها لتنمية مشاركتها في قطاع الأعمال وذلك من أجل تحقيق الرفاهية والأمن والاستقرار للمرأة ولأسرتها، وبالتالي لوطنها».

ويأتي إطلاق المؤتمر لتقرير المنتدى متزامناً مع الاحتفال بالعيد العاشر لتوقيع الشراكة اليورومتوسطية التي تعد من أهم المحاور الأساسية لدعم مشاركة المرأة في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية. وقد أطلقت الشراكة اليورومتوسطية خلال مؤتمر وزراء خارجية دول المنطقة الذي أقيم في برشلونة عام 1995.

وقد عقد المنتدى العربي هذا العام مؤتمرين؛ كان الأول تحت عنوان «دعم دور المرأة كمحرك أساسي في التنمية الاقتصادية في العالم العربي» في بروكسيل في إبريل (نيسان) الماضي، والثاني تحت عنوان «دور المرأة الريفية في التنمية المتكاملة»، في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة في يونيو (حزيران) الماضي. وتم التركيز فيهما على تقييم التحديات الاقتصادية التي ما زالت تواجه المرأة في العالم العربي، ومحاولة كشف النقاب عن الفرص المتاحة لتفعيل مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية. وخرج المؤتمران بتوصيات عدة كانت خلاصة أفكار ومناقشات أكثر من 400 مشارك ومشاركة يمثلون حكومات وجامعات وقيادات المجتمع والإعلام ووسائل الإعلام ومنظمات غير حكومية في العالم العربي وأوروبا وأفريقيا وأميركا الشمالية. وقالت الكيلاني إن «المنتدى يتعهد مع شركائه بدعم الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية وذلك من أجل دعم دور المرأة في الحياة الاقتصادية في العالم العربي». واختتمت كلمتها مشجعة المرأة العربية على الأخذ بأمثلة عدة لنساء حول العالم تمكن من اجتياز مراحل الحرج في علاقاتهن بمجتمعاتهن، اقتصادياً واجتماعياً وسياسيا، وقالت «كلنا واثقين من أن المرأة استطاعت أن تثبت أنها المحرك الأساسي للتطوير والتنمية، كما أن المشاركة الفاعلة للمرأة إلى جانب الرجل في التنمية الاقتصادية هي محور تحقيق الرخاء والاستقرار والأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط».

وقالت البارونة سيمون أوف فيرنهام دين، وزيرة الدولة السابقة لوزارة الخارجية والكومنولث البريطانية بلندن «سأتحدث اليوم بتلقائية أكثر مما فعلت حينما كنت في منصبي السابق، حيث كنا في السابق نركز على النواحي الخطابية من المشكلة، فيما يتوجب علينا اليوم أن نعمل بشكل فعال يؤثر فعلاً في حياة الناس اليومية». وطالبت فيرنهام في سياق كلمتها بوضع وثيقة يجاب فيها وبشكل سريع عن الأسئلة المطروحة بخصوص النساء العرب، مذكرة بأن الخطط التي لا تنفذ هي «أسوأ من السوء ذاته كونها تبني التوقعات ثم لا ترتفع لمستواها»، وقالت «إنها مناسبة ممتازة أن تشارك وزارة الخارجية البريطانية في تنظيم المؤتمر في الوقت الذي ترأس فيه الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية الثماني». وقال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية بعد الاعتذار عن عدم مشاركته الشخصية، إن الجامعة مهتمة جداً بقضايا المرأة وتشارك في الحوار القائم بين المنظمات النسائية وحكومات الدول العاملة بها، وأضاف «إن الزعماء العرب اتفقوا في لقائهم في الجزائر على أن المرأة يجب أن تصل إلى حد المشاركة الكاملة في الحياة العامة وصولاً للمساواة التامة بالرجل في إطار القيم العربية والإسلامية». وشدد على أهمية توفير قوانين تحمي حقوق المرأة واستبعاد أي منها يشكل أي نوع من التفرقة ضدها. وذكر أن الجامعة العربية استضافت أول مؤتمر للمرأة العربية في القاهرة عام 2002. وحيت دومينيك ديليكور، رئيسة وحدة حقوق الإنسان والمجتمع المدني بالمفوضية الأوروبية ببروكسيل، نيابة عن الاتحاد، الإنجازات التي حققها المنتدى هذا العام لإبراز دور المرأة العربية وأهميتها لكل جوانب المجتمع. وأعلنت أن المفوضية الأوروبية سوف تقوم برفع قيمة المساعدات التي تقدمها في مجال التعليم والتدريب المهني بما قدره 50 في المائة من قيمة المعونات الحالية. وشددت على أن المشاركة في تعزيز دور المرأة يجب ألا ينحصر في المجال الاقتصادي فحسب، بل يجب أن يستمر في جميع المجالات الأخرى. وأعلنت ديليكور أن المؤتمر اليورومتوسطي لعام 2006 سوف يعمل على تفعيل الأعمال التي تؤدي للمساواة بين النساء والرجال. أما الإيطالية إيما بونينو، عضو البرلمان الدولي للتحالف الأوروبي للأحرار والديمقراطيين والمفوضة السابقة للاتحاد الأوروبي للشؤون الإنسانية، فقد تحدثت عن تجاربها الشخصية كامرأة ولدت في أواسط الأربعينات من القرن الماضي في إيطاليا التي لم تكن، حسب تعبير بونينو، تعرف كثيراً عن وضع المرأة في بعض الدول العربية. واختتمت الدكتورة سهير القرشي، عميدة كلية دار الحكمة بمدينة جدة في السعودية، الكلمات مشيرة إلى أهمية التعاون بين الحكومات الأوروبية والمنظمات النسائية الوطنية لتحقيق الأهداف التي تسعى النساء العرب للحصول عليها، وقالت «لن تكون هذه الأهداف سهلة التحقيق، ولكنني أعتقد أن الكم الأكبر من العبء في التغيير سوف يقع على عاتق الحكومات العربية لتمهيد الطريق أمام التحول.