كشفت مصادر مطلعة ان شركة «تلفونيكا اس أي» الاسبانية تجري محادثات لشراء شركة «او تو» البريطانية للاتصالات في صفقة قد تصل الى حوالي 18 مليار جنيه استرليني (32 مليار دولار). وتعتبر المحادثات جزءا من مساعي شركة «تلفونيكا اس اي» الاسبانية بتوسع في اوروبا بعد سنوات من بناء عملها ونشاطها التجاري في اميركا الجنوبية. وقال مصدر مطلع على سير المفاوضات بين الجانبين انه من المحتمل الإعلان في وقت قريب عن التوصل الى اتفاق، إلا انهم لفتوا الانتباه الى ان هذه المحادثات لا تزال في مرحلة هشة ومن المحتمل ان تفشل. وأضاف المصدر حسب صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس ان الشروط المُحتملة للاتفاق لم تحدد بعد. وكانت شركة «تلفونيكا اس اي» قد رفضت التعليق، فيما لم يرد مسؤولون في شركة «او تو» على استفسارات حول هذه القضية. واوردت وكالة «د.ب.أ» عن مصادر قولها «إن إدارة شركة »أوتو» وافقت على صفقة البيع وترغب في بيع أسهم الشركة لتلفونيكا مع الاحتفاظ بالاسم التجاري له». من ناحية أخرى، صرح مسؤول بشركة «أوتو» بأن الصفقة عادلة ومناسبة.
يذكر ان شركة «تلفونيكا»، التي تعتبر خامس اكبر شركة اتصالات في العالم، ظلت تبحث عن موطئ قدم لها في اوروبا حيث شهد قطاع الاتصالات سلسلة من عمليات الاندماج والشراء خلال العام الماضي. وكانت شركة «تلفونيكا اس أي» قد اتصلت بشركة «كي بي ان ان في» الهولندية لبحث امكانات اجراء مفاوضات اندماج بينهما، إلا أن الشركة الهولندية لم تبد رغبة تذكر، وبالتالي لم تجر مفاوضات بينهما. وفي وقت لاحق ركزت الشركة الاسبانية اهتمامها على شركة «اوتو» للاتصالات التي استقلت عام 2001 عن شركة «بريتيش تيليكوم». وتتخذ شركة «او تو» من مدينة سلاو بانجلترا مقرا لها ويعمل بها حوالي 15000 شخص ولها 24.6 مليون مشترك في شبكة واسعة للجوال في كل من المملكة المتحدة وايرلندا وألمانيا. وكانت مجموعة من شركات الاتصالات قد ابرمت اتفاقيات اندماج وشراء في كل من هولندا والنمسا وايطاليا وإسبانيا والجمهورية التشيكية. وتأتي عمليات الشراء والاندماج التي شهدتها القارة الاوروبية في مجال الاتصالات وشركات الهاتف الجوال في وقت اشتدت في المنافسة وأدت فيه التطور التقني، مثلما هو الحال في إجراء مكالمات الهاتف الجوال عبر الإنترنت، الى ضعف الإقبال على خطوط الهاتف التقليدية. تجدر الإشارة الى ان لدى شركة «تلفونيكا اس أي» ما يزيد على 90 مليون مشترك في 15 دولة، إلا ان خدمات الهاتف الجوال تدر للشركة نصف عائداتها تقريبا في اسبانيا وجزءا كبيرا من العائدات من بقية الدول. وبلغت عائدات الشركة خلال النصف الأول من العام الحالي 17.4 مليار يورو وصافي أرباح وصل الى 1.8 مليار يورو. وظلت التكهنات على مدى شهور تشير الى احتمال شراء شركة «او تو» بواسطة واحدة من شركات الاتصالات الكبرى الاوروبية، اذ حاولت شركتا «دويتش تيليكوم أي جي» و«كي بي ان» التوصل الى صياغة خطة لشراء «او تو»، إلا انه لم يظهر أي اتفاق بهذا الشأن. وفي وقت لاحق، أجبرت الشركتان لإرجاء خططهما الخاصة بشراء «او تو» لفترة ستة شهور بسبب القوانين واللوائح البريطانية ذات الصلة بشراء الشركات. وسيسمح للشركتين بتقديم المقترح مرة اخرى وربما تقديم عرض من جانبهما في حال تقدمت «تلفونيكا اي اس» بعرض رسمي لشراء «او تو».