أذربيجان تتطلع لاستقطاب المزيد من استثمارات الشركات النفطية الكبرى

احتياطاتها المؤكدة تبلغ حوالي سبعة مليارات برميل

TT

لندن ـ وكالات: تعقد اذربيجان البلد الصغير المنبثق عن الاتحاد السوفياتي السابق، منذ استقلالها في 1991 امالها الكبيرة على النفط لتحقيق التنمية الاقتصادية، في حين يجعل منها انفتاحها النسبي على الاستثمارات الاجنبية هدفا مميزا للمجموعات الكبرى.

فمع انتاج 318 الف برميل في اليوم في العام 2004، يأتي هذا البلد في مرتبة بعيدة خلف كبرى الدول المنتجة للنفط مثل المملكة العربية السعودية (10.5 مليون برميل في اليوم) او روسيا (9.3 مليون برميل في اليوم) لكنه في اوج انطلاقته.

فتاريخيا تعتبر منطقة قزوين من اولى المناطق التي توجهت نحو صناعة النفط وهي تنتج نفطا من نوعية جيدة لكنها تعاني من بعدها عن مناطق الاستهلاك الرئيسية. «فنمو الانتاج في اذربيجان كان مذهلا وذلك يفترض ان يستمر» بحسب مصرف ميريل لينش الذي توقع ان يبلغ 1.2 مليون برميل في اليوم في افق العام 2010، علما بان باكو تصدر حاليا ثلثي نفطها الخام.

وكان تقرير صادر عن شركة النفط البريطانية «بريتيش بتروليوم» العاملة في اذربيجان «توران» اخيرا ذكر ان حجم احتياط النفط الحقيقي والمثبت في اذربيجان يبلغ حوالي سبعة مليارات برميل، او ما يعادل حوالي 0.6 في المائة من الاحتياط العالمي. وأضاف التقرير ان احتياط الغاز الطبيعي يبلغ حوالي1.37 تريليون متر مكعب اي ما يعادل 0.8 في المائة من حجم الاحتياط العالمي، وذلك وفق تقديرات نهاية عام2000 . وأشار التقرير الى ان حجم الانتاج اليومي في اذربيجان بلغ خلال العام 2004 الماضي حوالي 318 الف برميل من النفط الخام يوميا.

وتعتبر شركة النفط البريطانية من اكبر الشركات العالمية التي تعمل في استخراج النفط في اذربيجان وتشرف على ادارة حقول «ازري وتشيراك وغيونيشلي» اضافة الى حقل الغاز «شاخدينيز». وجاء في التقرير ان حجم انتاجا لنفط في اذربيجان بلغ خلال السنوات الـ10 الماضية حوالي 137.800 مليون طن من النفط الخام. وأوضح ان استهلاك وتكرير النفط الخام في السوق المحلي في اذربيجان انخفض خلال السنوات الـ10 الماضية بحوالي 44 بالمائة وبلغ حوالي 91 الف برميل في العام 2004 مقارنة مع 163 الف برميل يوميا في عام 1994.

وتبرر شركة النفط اسباب خفض كمية النفط المكرر في المصافي المحلية بالقول ان عمق التكرير في مصانع باكو تقل بحوالي 37 الى 39 بالمائة عن مستواها في مصافي التكرير في اوروبا والولايات المتحدة وبالتالي انخفاض جودته وحجم انتاجه. كما ان لشركتي «اكسون موبيل وشيفرون» الأميركيتين نشاط في مياه أذربيجان في بحر قزوين الى جانب شركتي بي. بي وشتات أويل الاوروبيتين اللتين تتمتعان بخبرة طويلة في بحر الشمال. ويصل عمق المياه في بحر قزوين الى 600 متر في حين يبلغ عمق الحقول النفطية في الخليج أقل من 50 مترا.

وهذا اقل بشكل واضح من كازاخستان المجاورة (حوالى 40 مليار برميل) لكن اذربيجان تتميز باستعداداتها الايجابية تجاه المجموعات الكبرى في قطاع استراتيجي يفضل عدد كبير من الدول الاحتفاظ بالسيطرة عليه. وتتواجد نحو 30 شركة اجنبية على اراضيها وتقوم باستثمارات ضخمة في هذا المجال. وربما يكون اهمها خط الانابيب «بي تي سي» (باكو ـ تبيليسي ـ جيهان) الذي دشن في الربيع. وهذا الخط العملاق الذي تقف وراءه الولايات المتحدة، سيسمح عند بلوغ قدرته الكاملة بتصدير حتى مليون برميل في اليوم الى مرفأ جيهان التركي عبر الالتفاف على روسيا وسيسهم بشكل ملحوظ في كسر عزلة بحر قزوين. والمشروع الكبير الاخر هو النمو القوي المنظم لحقلي ايه سي جي وشهدنيز اللذين يديرهما كونسورسيوم دولي كبير. ويثير هذان الحقلان امالا كبيرة في تحقيق الانتعاش الاقتصادي. كما تملك اذربيجان ايضا احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي (0.8% من الاجمالي العالمي بحسب بي بي) وانتاجها مرشح للارتفاع مع بناء بنى تحتية ملائمة.