الرئيس الصيني يقوم بجولة اقتصادية في أميركا اللاتينية

TT

بكين ـ أ.ف.ب: يبدأ الرئيس الصيني جيانغ زيمين في الخامس من الشهر الجاري جولة تشمل ست دول في اميركا اللاتينية وتهدف الى تعزيز الوجود الاقتصادي والتجاري لبكين على امل مواجهة نفوذ الولايات المتحدة وتايوان في المنطقة. وتؤكد بكين ان هذه الجولة، وهي الاولى لجيانغ في الخارج مطلع الالفية الجديدة، تعكس اهتمام الصين بالقارة الاميركية اللاتينية.

وقال مدير ادارة اميركا اللاتينية في وزارة الخارجية كيو خياوكي مؤخرا ان «جانبا مهما من الزيارة سيكون المساهمة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين واميركا اللاتينية وتوسيع التعاون في مختلف المجالات».

وتعتزم بكين اعطاء دفع جديد للتجارة بين الصين واميركا اللاتينية التي ارتفعت بنسبة 52.5% في عام 2000. لكن المبادلات مع القارة التي تبلغ قيمتها 12.6 مليار دولار لا تمثل سوى 3% من مجمل التجارة الصينية. وسيرافق جيانغ في زيارته زوجته وانغ ييبينغ ونائب رئيس الوزراء كيان كيشين ومسؤولان اقتصاديان مهمان هما وزير اللجنة الوطنية للتنمية والتخطيط زين بيان ووزير التجارة والتعاون الاقتصادي شي غوانغشينغ.

وسيزور الرئيس الصيني اولا تشيلي ثم الارجنتين وبعدها الاوروغواي، فالبرازيل وبعدها كوبا قبل ان يختتم جولته بفنزويلا. وهذه الدول من البلدان المهمة المزودة بالمواد الاساسية الحيوية للصناعة الصينية التي تشتري النحاس من تشيلي والاصواف من الاوروغواي وتستثمر في قطاع النفط الفنزويلي. وترى الصين ان الاقتصادين متكاملان وتأمل في مبادلة تقنيتها بمواد اساسية من اميركا اللاتينية. وستوقع بحضور جيانغ حوالي عشرين اتفاقا في مجال التجارة والاستثمار والضرائب والتعليم والرياضة، ابرزها اتفاق مع الارجنتين حول البيئة والتعاون القضائي.

وقد اقامت الصين في السنوات الاخيرة تعاونا تقنيا مع البرازيل. وفي اكتوبر (تشرين الاول) 1999 اطلقت بكين اول اربعة اقمار صناعية لكشف الثروات في الارض اعدت بالتعاون مع البرازيل، واشترت في السنة نفسها عشر طائرات من مجموعة «امبراير» التي تحتل المرتبة الرابعة في انتاج الطائرات في العالم. والصين التي جمعت العام الماضي الدول الافريقية في اول مؤتمر صيني ـ افريقي، اصبحت تمزج في ميلها الى العالم الثالث الاعتبارات التجارية مع ادانة الهيمنة الغربية.

وقال دبلوماسي من اميركا الجنوبية ان «الصين تحاول تعزيز مواقعها في منطقة مهمة للنمو الاقتصادي العالمي المقبل». واضاف ان «لها مصلحة استراتيجية في الوقت نفسه في تعزيز وجودها في قارة تقيم علاقات وثيقة جدا مع الولايات المتحدة».

ويفترض ان يكون هذا الجانب واضحا جدا في فنزويلا وكوبا حيث لا يحتاج جيانغ الى اقناع مضيفيه هوغو شافيز وفيدل كاسترو بمخاطر عالم «احادي القطب»، اي يخضع لواشنطن.