تراجع الأسهم الأميركية يصيب المستثمرين السعوديين بالخيبة

متعاملون: متعة الكسب السريع مفقودة وصالات التداول في البنوك ستظل مهجورة

TT

بدت هذه الأيام صالات تداول الأسهم العالمية في مقار البنوك السعودية شبه مهجورة، وذلك بعد خيبة أمل كبيرة أصابت روادها من حدوث انتعاش في سوق الأسهم الأميركية والاوروبية واليابانية تحديدا بعد تردي اوضاعها في الأشهر الأخيرة.

ورغم أن الاستثمار في الأسهم الأميركية وخاصة شركات التقنية والانترنت ما يزال الأكثر جاذبية من غيره لدى السعوديين، إلا أنها الأكثر تعرضا للتراجع لأسباب متفاوتة، وعليه فإن الأسهم التي كانت تمثل البطة التي تبيض ذهبا، أصبحت عبئا على حامليها. وفي هذا الصدد يقول إبراهيم الصنيع أحد المستثمرين السعوديين في جدة «بالفعل خسرت مبالغ غير يسيرة نتيجة التهافت غير المدروس على أسهم الشركات الأميركية، بدون تمحيص في تاريخها المالي، وقلة خبرة ونصح كافيين كانت مهمة في مرحلة اتخاذ قرارات الشراء».

ويفيد «بأن صالات أسهم البنوك السعودية تبدو خالية هذه الأيام لأسباب فقدان متعة الربح (المفقودة الآن) في تجمع رجال الأعمال والمستثمرين حول الشاشات وتبادل النصح والأخبار حول الشركات الأكثر حظوظا في الربح، وفي الوقت ذاته مزاحمة مواقع الانترنت البنوك المحلية في توفير المعلومات وغيرها من التفاصيل اللازمة للشراء والبيع».

واوضح الصنيع «بأن عددا من المستثمرين يعمدون حاليا إلى التركيز على بعض الشركات الأكثر تراجعا (والتي يمتلكون أسهمها سابقا)، ويبدأون بعمليات شراء جديدة بأسعار السوق المتدنية، للاستفادة من أي ارتفاع مستقبلي لتعويض جزء من الخسائر».

وصرح براد بورلاند كبير اقتصاديي البنك السعودي الامريكي لـ«الشرق الأوسط» أنه يصعب الحكم على توجهات المستثمرين في السعودية حول السوق الأميركية أو غيرها، خاصة أسهم شركات الانترنت والتقنية التي تعاني منذ 12 شهرا تراجعا كبيرا، في الوقت الذي تبود الشركات الصناعية والاستهلاكية أكثر تماسكا أمام التراجع العام للسوق.

وفضل بورلاند عدم تقديم نصيحة للمستثمرين إلا أنه قال «من الواضح أن التوقيت مناسب للشراء وليس للبيع، وحول قيام البعض ممن تملكوا اسهما بأسعار مرتفعة وبدت تتهاوى بشكل غير عادي، بشراء المزيد من أسهم تلك الشركات لتعويض الخسائر في حال ارتفاع أسعار ولو بشكل يسير، أكد أن هذه استراتيجية تكاد تكون صعبة لكن البعض يعتمد عليها بالرغم من الخسائر».

وذكر أحد المستثمرين «انتهت أمس الأول الفترة القانونية للربع الأول من العام الحالي، مما يعني مرور نحو عام على بدء تراجع السوق العالمية، ومع ذلك فإن وجود بوادر لانتعاش حقيقي في السوق تكاد تكون غير واضحة، في توقيت لا تزال الأعين تراقب المؤشرات الصاعدة ببطء والهابطة بسرعة، بدون تفسيرات منطقية للمستثمرين، الذين شعروا البعض منهم بخطأ قرار الاستثمار فيها».

ويضيف «أخطأت الاستثمار في تلك السوق حيث أن الأرباح السريعة التي جناها البعض بسرعة، شجعتني على سحب السيولة النقدية من استثمارات ناجحة الآن، وتعجلت في المضاربة على الأسهم، بدون دراية كافية تحمي قليلي الخبرة من أخطاء يتم دفع قيمتها بمئات الآلاف من الدولارات الآن».

ويشير إلى أن قفزات أسعار أسهم شركات الانترنت الاميركية قبل عام شجعته على المضاربة فيها، متجاهلا الأسهم الصناعية ذات العوائد المحدودة والأكثر تماسكا، خاصة أن وجود الأصول الكبيرة لدى الشركات الصناعية سيدعم وجودها مقابل شركات الانترنت.