ربيع شهي للإسبان .. الأسماك المغربية ستعود إلى موائدهم

الرباط : حاتم البطيوي

TT

ستعود الاسماك المغربية الى الأسواق الاسبانية في الربيع المقبل بعد فترة انقطاع دامت سنوات بعد أن رفض المغرب تجديد اتفاقية كانت تسمح للأساطيل الاوروبية خاصة أسطول الصيد الاسباني بالعودة الى الشواطئ المغربية. يشار الى أن السمك يعد الطبق الشهي المفضل للاسبان، وكان توقف الاسطول الاسباني عن العمل قد أدى الى ارتفاع كبير في اسعار الاسماك في اسبانيا.

وقالت ابينا اسبينوزا، وزيرة الزراعة والصيد البحري والاغذية الاسبانية، ان اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الاوروبي ستدخل حيز التنفيذ في شهر مارس (اذار) المقبل. وأضافت اسبينوزا التي كانت تتحدث الليلة قبل الماضية في مؤتمر صحافي بالرباط رفقة محند العنصر، وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي، انه ليس لاسبانيا اية مشكلة مع المغرب فيما يخص ملف الصيد البحري، معتبرة اياه «ملفا مغلقا». وكان المغرب والاتحاد الاوروبي قد وقعا الاتفاقية في اغسطس (اب) الماضي، بيد ان البرلمان الاوروبي والبرلمان المغربي لم يصادقا عليه بعد. وقال مصدر مطلع لـ«الشرق الاوسط» ان البرلمان الاوروبي سيصادق على الاتفاقية خلال الشهر الجاري ، كما ان البرلمان المغربي سيصادق على الاتفاقية ذاتها خلال الدورة التشريعية الحالية. وفي السياق نفسه قال العنصر لـ«الشرق الاوسط» ان الاتفاقية الجديدة للصيد البحري تختلف عن الاتفاقية القديمة التي تم ايقاف التعامل بها بعد انتهاء مدتها القانونية عام 1999 ، مشيرا الى انه بموجب الاتفاقية الجديدة يمنع على الصيادين الاوروبيين، وضمنهم الاسبان، صيد بعض اصناف السمك مثل الاخطبوط والقشريات. واضاف انه بمقتضى الاتفاق الجديد تم تقليص حجم عدد البواخر التي يحق لها الصيد في المياه المغربية بنسبة 25 في المائة، فبعد ان كان عددها 440 باخرة اصبح 119 باخرة فقط .

وكان الوزير العنصر قد اشار في تصريحات له خلال مباحثاته مع نظيرته الاسبانية الى ان الاتفاقية الجديدة للتعاون في مجال الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الاوروبي ساهمت في اقرار مناخ ملائم لتعزيز علاقات التعاون في هذا المجال. وقال ان التجربة التي راكمها المغرب واسبانيا في مجال الصيد البحري منذ نحو نصف قرن لا يمكن الا ان تكون مبعثا على الارتياح . على صعيد آخر أوضحت اسبينوزا أن البلدين اتفقا على تعميق البحث العلمي، الذي انطلق في أول تجربة عام 2004، من خلال وجود باخرة اسبانية في المياه المغربية العميقة اهتمت بالبحث عن الموارد البحرية، بينما قالت ان التجربة الثانية ستنطلق في 13 من الشهر الحالي لتعميق البحث في هذا المجال، يعقبه بحث ذو طبيعة تجارية عبر باخرتين اسبانيتين تبحثان عن امكانية تسويق المنتوجات البحرية، ومدى قابليتها للبيع وتقييم قيمتها المضافة تجاريا. وأضافت اسبينوزا أن البلدين تطرقا الى إحداث مختبرات علمية تهتم بمجال الصيد البحري، وتحسين عملية تسويق الأسماك بالمغرب، وتأهيل الأسواق الكبرى في ميناء الدار البيضاء، وتجهيز مراكز التكوين في مدينتي العرائش والحسيمة. وعلى المستوى الفلاحي، اتفق الجانبان على الاهتمام بصحة الحيوانات وتبادل المعلومات حول الأمراض المتفشية على المستوى العالمي، مشيرة الى أن حصيلة التعاون بين البلدين تبعث على الارتياح.