دبي تعزز استثماراتها العقارية وتشتري مبنى بارك أفينيو في نيويورك بـ705 ملايين دولار

TT

أعلنت شركة استثمار الاماراتية والمملكة لحكومة دبي امس عن شراء معلم عالمي شهير في الولايات المتحدة الاميركية وهو مبنى 230 بارك افينيو في مانهاتن بقلب نيويورك بـ705 ملايين دولار أميركي.

وتأتي عملية التملك هذه في اعقاب شرائها الشهر الماضي لعقار «وان ترافلغار سكوير» في لندن بسعر 155 مليون جنيه استرليني. ويتألف المبنى النيويوركي من 34 طابقا بقبة مذهبة، وهو برج مخصص للمكاتب تزيد مساحته المتاحة عن 1.2 مليون قدم مربّع ويطل على الشارع 45 من جادة بارك افينيو. وشيد المبنى في عام 1929، وهو واحد من مبنيين يصلان مباشرة محطة قطارات غراند سنترال بجادة بارك افينيو الراقية.

وقالت الشركة التي تنشط في الاستثمار بقطاعات الاسهم والعقارات والاستثمارات البديلة ان مالكي العقار وعلى رأسهم روبرت باس من منطقة فورتوورث في تكساس.

وقال سلطان أحمد بن سليم الرئيس التنفيذي لشركة استثمار في تصريحات للصحافيين ان شركته تستهدف استثمار مشاريع بارزة ذات قيمة استثمارية ثابتة وطويلة الأجل، بدلاً من التركيز على عائدات العقارات.

ومعروف عن دبي انها تحولت بالفعل الى موقع سياحي جاذب، اثر الاستثمارات الضخمة في هذا المجال. كما انها اصبحت من ابرز المستثمرين في مجال العقارات في الولايات المتحدة وانجلترا، اذ تعتزم توسيع دائرة النشاط الاستثماري وتنويع النشاط الاقتصادي في دبي. وكانت شركة «استثمار»، بدبي، قد اشترت البرج الكائن في بارك آفينيو بمبلغ 705 ملايين دولار، فيما دفعت شركة اخرى من دبي مبلغ 440 مليون دولار ثمنا لبناية «ايسيكس هاوس»، التي تضم مطعم «آلين دوكاس» الشهير على مستوى نيويورك. السؤال الآن لا يكمن في إمكانيات دبي المالية لشراء البنايتين وإنما يتلخص في ما اذا ستنجح في الإفلات من المصير الذي انتهت اليه الاستثمارات اليابانية قبل 15 عاما، عندما ركزت على الاستثمار في مجال العقارات في الولايات المتحدة وخسرت. ويقول ديفيد شيمان، المدير الإداري لمصرف الاستثمار العقاري الذي اشرف على شراء بناية ايسيكس هاوس، ان نيويورك عالم قائم بذاته في مجال العقارات، فالكل يرغب في شراء عقار في نيويورك، على حد قوله. وكما هو معروف فإن دبي اصبحت مركزا مصرفيا عالميا، بالإضافة الى انها موقع سياحي رئيسي. وقال مسؤولون حكوميون ان النفط يشكل نسبة 8 بالمائة فقط من دخل الإمارة، فيما تبلغ نسبة عائداتها من النشاط السياحي 17 بالمائة. وشاركت في بطولات رياضية اقيمت في دبي، شخصيات مشهورة في مجال الرياضة، مثل لاعب الغولف المعروف تايغر وودز ولاعبة التنس فينوس ويليامز، كما يتردد ان رود ستيوارت اشترى جزيرة هناك، فضلا عن ان نجم كرة القدم الانجليزي ديفيد بيكام وزوجته فكتوريا من الزوار الذين يترددون على دبي بصورة متكررة. وكانت دبي قد استثمرت على مدى السنوات الثلاث السابقة ما يزيد على مليار دولار في مجال العقارات في الولايات المتحدة في مختلف أنواع المباني من مكاتب وشقق سكنية في كل من دالاس وفونيكس وناشفيل وآتلانتا. وكانت شركة دبي القابضة قد اشترت العام الماضي متحف الشمع البريطاني ومبنى يضم مكاتب في موقع معروف بميدان الطرف الأغر بوسط العاصمة لندن. وها هي دبي تدخل الآن سوق نيويورك الرائجة للعقارات. جدير بالذكر ان بناية ايسيكس هاوس قد بيعت عام 1999 بمبلغ 250 مليون دولار، فيما بيعت البناية الكائنة في بارك آفينيو بمبلغ 225 مليون دولار عام 1998. وكانت اليابان قد اشترت وهي في قمة طفرتها الاقتصادية في عقد الثمانينات بنايات معروفة وميادين للغولف من نيويورك حتى لوس انجليس، اذ اشترت في مانهاتن وحدها خلال الفترة من 1987 حتى عام 1990 عقارات بمبلغ 7.4 مليار دولار، بما في ذلك مجمع «روكفيلر سنتر» بوسط مانهاتن، الذي تسبب بيعه لليابان في إثارة مشاعر بعض الاميركيين الذين يعتبرونه إرثا ورمزا وطنيا. إلا ان عام 1990 شهد انهيار سوق الأسهم في طوكيو وتراجعت قيمة العقارات في مانهاتن، مما تسبب في خسائر للمستثمرين اليابانيين قدرت بمئات الملايين من الدولارات، وعادت ملكية غالبية هذه المباني الى الاميركيين مجددا، إلا ان آندروز فاركاس، الشريك في صفقة شراء بناية بارك آفينيو وصفقات اخرى، قال ان استراتيجية دبي تختلف عن الاستراتيجية التي اتبعها المستثمرون اليابانيون في عقد الثمانينات.

* خدمة «نيويورك تايمز»