البرازيل «زعيمة الفقراء» تنظر بتشكك إلى قمة منظمة التجارة العالمية المقبلة في هونغ كونغ

وسط تشدد في المواقف حيال الخلاف الحالي بشأن الأسواق الزراعية

TT

ريو دي جانيرو (البرازيل) ـ د ب أ: في غمار استعداداتها لحضور قمة منظمة التجارة العالمية التي تنعقد بعد أسبوعين في هونغ كونغ فإن البرازيل لا يحدوها التفاؤل ولا هي على استعداد لابداء قدر كبير من المرونة خلالها.

وقد وجهت البرازيل وهي الدولة الاكبر في منطقة أميركا اللاتينية وتقود مع الهند ما يعرف بمجموعة العشرين التي تضم الدول ذات الاقتصادات النامية والناشئة رسائل ذات لهجة حادة قبيل الاجتماع المقرر عقده في الفترة ما بين 13 ـ 18 ديسمبر (كانون أول) المقبل وخاصة حيال الخلاف الحالي بشأن الاسواق الزراعية.

وفي هذا الشأن قال وزير التنمية البرازيلي لويس فرناندو فورلان: «لن نقدم أي تنازلات من جانب واحد، ونحن نتوقع الحصول من الدول الاخرى على حصص ثابتة في قطاعات الانتاج التي تهم البرازيل وميركوسر (منطقة التجارة الحرة في أميركا الجنوبية)».

في الوقت نفسه أقر وزير الخارجية البرازيلي، سيلسو آموريم، بأنه لا يعلق آمالا كبيرة على قمة هونغ كونغ قائلا: «أعتقد أنه لن يتم التوصل إلى أي اتفاقات محددة في هونغ كونغ ونحن بحاجة لمزيد من الوقت وربما سنحتاج إلى عقد هونغ كونغ ـ 2 ». وأضاف آموريم قائلا «إن من الافضل أن يتم تمديد المفاوضات شهرين أو ثلاثة أشهر إضافية بدلا من أن نترك المفاوضات التجارية تنهار تماما» ولكن الوزير أكد في الوقت نفسه الاهمية القصوى لاجتماع هونغ كونغ «لكي تكتسب العملية (التفاوضية الخاصة بتحرير التجارة) مصداقيتها».

وبالرغم من هذه الشكوك الصريحة إلا أن البرازيل تعول كثيرا على قمة منظمة التجارة العالمية لدعم جهودها الرامية لزيادة صادراتها الزراعية الرائجة. وترى حكومة برازيليا أن المنظمة توفر إطار العمل الوحيد الذي يمكن من خلاله للدول الغنية أن تقبل أي خطوات على طريق تحرير الاسواق.

ويبدي الاتحاد الاوروبي في الوقت الراهن استعداده لتخفيض الرسوم الجمركية التي يفرضها على المنتجات الزراعية بنسبة 39 في المائة وهو ما يقل كثيرا عن نسبة التخفيض التي تطالب بها دول مجموعة العشرين وهي 54 في المائة.

وتعتبر البرازيل أن الاتحاد الاوروبي هو المسؤول الوحيد عن نشوب الخلاف الحالي بشأن تحرير التجارة، بل ان صحيفة «إستادو دي ساو باولو» قالت إن «مقترحات الاتحاد الاوروبي في هذا الصدد تعد بمثابة إهانة».

وعلى عكس ما كان الحال عليه في قمة منظمة التجارة العالمية التي عقدت في كانكون المكسيكية والتي تمخضت عن تشكيل مجموعة العشرين فإن البرازيل والولايات المتحدة تقفان في خندق واحد في هونغ كونغ في ما يتعلق بالمنتجات الزراعية.

وفي محاولة لتعزيز موقف بلاده كصوت معبر عن البلدان الفقيرة طالب الرئيس لويس إجناسيو لولا دا سيلفا أعضاء مجموعة العشرين بالوقوف صفا واحدا في هونغ كونغ.

وحذر دا سيلفا من أن الدول المعارضة ستحاول إضعاف المجموعة وأكد أن «النتائج التي ستفضي إليها محادثات تحرير التجارة في المجال الزراعي ستكون حاسمة في ما يتصل بإقامة نظام أكثر عدالة للتجارة الحرة على مستوى العالم».