السعودية تستثمر 3.5 مليار دولار في مصفاة بكوريا الجنوبية

في خطوة نحو توفير مزيد من الوقود النظيف في السوق الآسيوية

TT

قالت وزارة الطاقة في سول أمس إن السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم قد تستثمر ما يصل الى 5. 3 مليار دولار في بناء منشأة في كوريا الجنوبية لمعالجة الوقود النظيف الأعلى أرباحا. ولم توضح وزارة الطاقة الكورية الجنوبية ما اذا كانت السعودية ستقدم الاستثمارات بالاشتراك مع «إس ـ أويل كورب»، ثالث أكبر مصفاة نفط في كوريا الجنوبية التي تملك «أرامكو» السعودية حصة 35 في المائة فيها.

ولكن مصادر مطلعة أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن الأرجح هو أن تقوم «أرامكو» السعودية، وهي الذراع التنفيذية لوزارة البترول السعودية، بتنفيذ العقد عبر الشراكة القائمة مع إس ـ أويل أو عبر إنشاء شراكة جديدة يتم تنفيذ المشروع من خلالها. وسيمثل هذا المشروع خطوة على الطريق الصحيح، نظرا لارتفاع الطلب على الوقود في الصين المجاورة، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم. وقال تشا هونج صن، المحلل في شركة «غود مورننغ تشاينا» للأوراق المالية «إن العالم يتزايد احتياجه للوقود الأنظف مثل الديزل والبنزين. والمنشأة الجديدة خطوة مرغوب فيها لنمو الشركة في المستقبل على المديين المتوسط والطويل».

وذكرت وكالة «رويترز» أن وزارة الطاقة الكورية قالت في بيان لها إن ولي العهد السعودي، الأمير سلطان بن عبد العزيز، قال في اجتماع عقد أخيرا مع رئيس الوزراء الكوري الجنوبي الزائر، لي هاي تشان، انه سيأمر ببحث خطة بناء وحدة تكسير زيت الوقود.

وأضافت الوزارة ان الاستثمارات قد تصل الى ما بين ثلاثة مليارات و5. 3 مليار دولار في المنشأة التي تعالج زيت الوقود لتحويله الى منتجات أكثر ربحية من البنزين والديزل والكيروسين.

وفي محاولة للوفاء بالمعايير الصارمة لصناعة الوقود في آسيا بدأ أصحاب المصافي في المنطقة في ضخ مليارات الدولارات لتحديث مصافيهم.

وأظهرت دراسة أعدتها وكالة «رويترز» انه بحلول نهاية 2007 ستتحول الدول التي تستهلك أكثر من نصف الطلب على النفط في آسيا البالغ 24 مليون برميل يوميا الى الأنواع التي تحتوي على نسبة أقل من الكبريت. وبحلول عام 2010 ستكون جميع دول آسيا تقريبا قد شددت المعايير.

ومن شأن هذه الخطوة أن تزيد من طلب إس ـ أويل على الخام العالي الكبريت من السعودية، أكبر مورد للنفط لكوريا الجنوبية وهي المشتري الرابع على مستوى العالم للنفط الخام. وتحصل إس ـ أويل على كامل احتياجاتها من الخام من السعودية. واستوردت كوريا الجنوبية 2. 21 مليون برميل من النفط الخام شهريا في المتوسط من المملكة العام الماضي.

والمصفاة الكورية تضم بالفعل وحدة لتكسير زيت الوقود بطاقة انتاجية تبلغ نحو 290 ألف برميل يوميا. وتبلغ طاقتها على معالجة الخام لتحويله الى منتجات نفطية متنوعة 580 ألف برميل يوميا. وأغلق سهم الشركة مستقرا على 75800 وون أمس، بالمقارنة مع ارتفاع مؤشر البورصة بنسبة 41. 1 في المائة.

وطاقة إس ـ أويل لإنتاج الوقود النظيف تتجاوز طاقة منافسيها المحليين في الوقت الراهن، لكن مصفاة اس.كيه كورب، أكبر مصفاة في كوريا الجنوبية، وجي.اس كالتكس كورب تزيدان طاقتهما باطراد لتحقيق أرباح من ارتفاع الطلب على الوقود النظيف. وتتوقع إس.كيه ان تقرر في أوائل العام المقبل ما اذا كانت ستبني منشأة بتكلفة ملياري دولار لمعالجة نحو 60 ألف برميل من النفط الثقيل يوميا لتحويلها الى منتجات خفيفة أغلى ثمنا.

وقالت جي.إس كالتكس إنها تعتزم استثمار 2. 1 تريليون وون (16. 1 مليار دولار) في بناء وحدة تكسير لإنتاج الديزل بطاقة إنتاجية تتراوح بين 50 ألفا و60 ألف برميل يوميا.