تيد تيرنر مالك «سي إن إن» يدخل طرفا في الصراع مع الكرملين حول تلفزيون «إن تي في»

TT

رفض مجلس الدوما امس ادراج مشكلة محطة تلفزيون «ان تي في» ضمن جدول اعماله ولم يتعد عدد المؤيدين لطرح هذا الاقتراح سوى 108 نواب يمثلون كتلتي «قوى اليمين» و«يابلوكو» مع اعتراض 193 وامتناع نائبين عن التصويت.

وكانت مشكلة «ان تي في» التي يملكها فلاديمير جوسينسكي رئيس المؤتمر اليهودي الروسي الهارب في اسبانيا قد تفجرت اثر الاعلان عن عجزه عن دفع ديونه المستحقة لمؤسسة «غاز بروم»، والتي تبلغ حسب بعض التقديرات قرابة ستمائة مليون دولار ورفضه بيعها لقاء ثلاثمائة مليون دولار.

وقد كشف تفجر هذه المشكلة عن مدى احتدام الصراع السياسي بين فصائل القوى والتنطيمات الحزبية وحقيقة موقف الكرملين من هذه المحطة التلفزيونية التي تعكس ميول وتوجهات اليمين وانصارهم من الموالين للدوائر اليهودية والصهيونية.

ورغم انحياز هذه القناة التلفزيونية وشقيقاتها من مؤسسة «ميديا موست» التي تضم اذاعة «صدى موسكو» وصحيفة «شيفودينا» ومجلة «ايتوجي» الصادرة بالتعاون مع «نيوزويك» الاميركية ومطبوعات اخرى، الى الدوائر اليهودية والقوى المناهضة للكرملين، فانها تظل واحدة من اقوى الاجهزة الاعلامية المؤثرة في الساحة الروسية، وتبدو الوحيدة تقريبا التي تجاهر بالعداء لرئيس الدولة وتناهض الكثير من سياساته ولا سيما ما يتعلق منها بالحد من حرية الاعلام والانغلاق.

فالقناة تدافع عن مصالح فئة بعينها ولم تقف يوما شأن شقيقاتها في «ميديا موست» الى جانب قضايانا العربية، وتبدو سافرة الانحياز الى اسرائيل وتوجهاتها الصهيونية العنصرية.

وكان جوسينسكي صاحب مؤسسة «ميديا موست» قد اعلن عن بيع حصته في هذه المؤسسة الى تيد تيرنر صاحب تلفزيون «سي ان ان». وقالت المصادر انه باعها مقابل 225 مليون دولار، فيما كان يرفض ذلك لقاء 300 مليون دولار مطالبا «غاز بروم» بخمسمائة مليون دولار.

وقد كشف جوسينسكي صراحة عن السبب الذي دعاه الى بيع حصته لتيرنر، حين قال ان السلطة في الكرملين تستطيع الاستهتاء بجوسينسكي وعدم مراعاة مصالح «ميديا موست» لكنها لن «تستطيع التعامل على مثل هذا النحو مع تيرنر (الاميركي)».

وقال جوسينسكي ان الصفقة خاسرة اقتصاديا لكنه اقدم عليها نظرا لاعتبارات تتعلق بحرية الكلمة والدفاع عما والحفاظ على استقلالية المؤسسة.

وفي موسكو امضى حوالي 400 صحافي وتقني طوال ليلة اول من امس داخل المحطة في «ستانكينو» شمال موسكو احتجاجا على نقل الاشراف على المحطة الى غازبروم.

واعلنوا عبر التلفزيون عن حركة «عصيان مدني» وقالوا انهم لن يمنعوا المسؤولين عن المحطة من الدخول اليها لكنهم لن يطيعوا اوامرهم.